في أحد كروبات الواتساب علق لي احد الاعضاء على الحلقة الثانية من هذا المقال بالقول ” كم هو الثمن الذي قبضته عن المقال السابق وهذا المقال والذي سياتي ” ، ولم ارد ان ادخل معه في نقاش طويل واكتفيت باجابته ” للحقيقة ثمن ولكن ليس الذي في رأسك ” ولم يحظ تعليقه على أي متابعة من أي من اعضاء الكروب ، واحب ان اضيف هنا ان ما اكتبه هنا ليس سماعياً ولا شفاهياً وليس نقلاً عن مصادر مؤكدة ، بكل بساطة هي فعاليات رأيتها بعيني وتلمستها بيدي وشاركت في البعض منها .
في الجزء الاول كتبت عن جهود فتح بوابات جرف الصخر لاهلها وفي الجزء الثاني كتبت عن جهود المكتب التعليمي في مؤسسة الخنجر باستيعاب الطلبة النازحين وتوفير كل مستلزمات العملية التعليمة لهم وتبني دراسة بعضهم خارج البلاد .
في هذه الجزء سأتناول الجهود الطبية التي بذلها المكتب الصحي في المؤسسة لرعاية النازحين ، وهو دور كبير عجزت حتى الحكومة الاتحادية عن تقديمه أيام النزوح الكبير ومأساته!
لن ادخل في الكثير من التفاصيل فمعظمها معروفة للنازحين تحديدا وللمنصفين من الذين يرون الحقيقة وينقلونها دون ثمن وليس بثمن كما يتصور البعض للاسف الشديد ففي عقولهم لوثة ان لكل شيء ثمن مادي، وللحقيقة ايضا كل هذه الجهود قبل ان يدخل الرجل في المشهد السياسي في البلاد بل كان محارباً من قوى كثيرة !
بلغة الارقام فان عيادة كرامة الطبية التي افتتحتها المؤسسة في محافظة اربيل فحصت وعالجت ومنحت الادوية لنحو مليون مواطن عراقي ، نازح وغير نازح ، ومن مختلف اطياف الشعب العراقي دون النظر الى مرجعيته القومية او الاثنية او الطائفية او الدينية ، فكان يتعالج في العيادة ابن الانبار كما يعالج ابن البصرة وابن اربيل كما ابن بغداد ، وكان الفحص والعلاج ومنح الادوية تتم مجاناً ، وفي هذا الصدد ، زار خميس الخنجر عيادة كرامة عام 2016 للوقوف على الخدمات التي تقدمها ، فلاحظ الرجل ان هناك عملية قطع تذاكر للمراجعين المرضى بمبالغ مالية ، وعندما استفسر من المسؤولين عن المركز اخبروه انها تذاكر شكلّية ثمنها ثلاثة آلاف دينار فقط تشمل الفحص والمعالجة والدواء ، فأمر فوراً بايقاف هذا الاجراء وجعل كل فعاليات العيادة مجانية بالمطلق .
وكانت الحالات المرضية التي تحتاج الى علاج في المستشفيات في اربيل ، يتم تحويلها مباشرة الى مستشفيات المحافظة مع تبني كل تكاليف العلاج ، دون النظر الى المريض الا بكونه عراقياً فقط دون أي اعتبارات اخرى .
وتم افتتاح مركز العريج الطبي في الجانب الايمن من مدينة الموصل مع كل تجهيزاته وكواده الطبية لتقديم الخدمات الطبية لسكان المنطقة ، واطلق المكتب حملتي ” صحتك تهمنا ” و ” نينوى في قلوبنا ” لفحص ومعالجة النازحين في اماكن نزوحهم بالمخيمات ، حيث تم فتح العيادات بكامل كوادرها مع الادوية وكلّها كانت مجاناً ، كما تمت معالجة جرحى العمليات العسكرية وتقديم الرعاية الطبية لهم .
حقيقة هذا غيث من فيض على المستوى الصحي ولو تحدثنا عن كل الخدمات والفعاليات الطبية ومنها الاستجابة لمناشدات المواطنين للعلاج بكلف مالية كبيرة كنت انا واحدا ممن يوصل تلك المبالغ التي انقذت حياة عراقيين من امراض خطيرة، لاحتجنا الى الكثير من الكلام عن جهود كانت الحكومة الاتحادية عاجزة عن تقديمها
ومازلت اكرر لمن لايريد ان يرى الحقيقة ان كل تلك الفعاليات كانت خارج اطارها السياسي وداخل منظومتها الانسانية وواجباتها الاخلاقية التي كان يقوم بها الخنجر منطلقا من مبادئها ..
وسأكون مسرورا ان تفضل من يدلنا على اعمال من هذا النوع وبلا ثمن سياسي قدمها أي سياسي لاهله وناسه وللعراقيين عموماً ..للمقال صلة