في خضم التطورات التي يشهدها العراق على مستوى الساحة السياسية , نلاحظ تدخلات غير مسؤولة من بعض الشخصيات التي لا ناقة لها ولا جمل في العمل السياسي بل لا تفقه منه شيء ابدأ , ولعل مقتدى الصدر أوضح مصداقا لهذه الشخصيات , فلو استعرضنا سيرته في التدخل في الوضع العراقي لوجدناها لم تجني سوى الويل والآلام للعراق وشعبه .
فبداية ظهوره ارتكب جريمة قتل السيد عبد المجيد الخوئي ولم يحاسب على ذلك , ثم ادخل مدينة النجف خصوصا والعراق عموما مع قوات الاحتلال في حرب طاحنة ” أعطاها اسم المقاومة ” ولكن في حقيقة الأمر هذا الصراع كان بسبب غلق جريدة كانت تصدر باسم مكتب الصدر , بعد ذلك عمل على تعميق النزعة الطائفية في العراق ” ومنطقة السدة خير شاهد ” التي أصبحت مقبرة لأهل السنة من أبناء العراق , ومن ثم الدخول في الشأن السياسي الذي لم يثبت فيه على موقف محدد والكثير الكثير من المواقف المضحكة والهزلية ” تصح أن تكون فيلما سينمائيا كوميديا ” من بطولة سيد مقتدى الصدر , طبعا مع كل الاعتذار إلى مقام السيد الشهيد الصدر المقدس الذي استغل اسمه من قبل مقتدى ولم يراعي هذه السيرة العطرة لهذا العالم العظيم .
فهو ألان وحسب تصريحه الأخير الذي يخاطب فيه السيد المالكي ومطالبا إياه ” بالاعتراف بالذنب ” , عن أي ذنب يعترف به السيد المالكي ؟! حريا بك يا سيد مقتدى أنت من تعترف بذنوبك التي ارتكبتها في حق العراقيين من الشعب وحتى من أتباعك, ولماذا هذا الانتقاد القائم على عدم فهم ودراية بأمور السياسة لحكومة السيد المالكي وهي نفسها الحكومة التي خرجت بتظاهرات شكر لها ؟! ( فما حدا بما بدا يا سيد مقتدى !؟) .
والمضحك بالأمر إن مقتدى الصدر يطلب من السيد المالكي أن يطلب العون من روسيا والصين !! ويصفهما بالدولتين الصديقتين وهذا أمر غريب وعجيب , فمتى روسيا والصين أصبحتا صديقتين للعراق ( بدلنا عليوي بعلاوي ) ؟ , فهاتين الدولتين لهما أطماع وتدخلات في الشأن العراق مثلهما مثل أمريكا , لكن هذا الكلام لا ينم عن وعي أو إطلاع على ما يجري في الساحة العراقية , والسيد المالكي يرى المصلحة السياسية في الذهاب إلى أمريكا لأنها الدولة ذات التدخل الأوسع في الشأن العراقي ويريد الحد من هذا التدخل بزيارته وغيرها من الزيارات .
والصورة السوداء التي تقول عنها يا سيد مقتدى أول شخص عكسها عن العراق هو أنت فالعراق صار بلد طائفي بسببك , وصار بلد مليشياوي بسببك أنت , فأنت أول من أسس للطائفية والمليشيات في العراق والسيد المالكي قضى على هذه الظاهرة بكل ما أوتي من قوة وبيد من حديد , لكن الكل يعرف بان السيد المالكي لن ولن يسكت عن هذه التدخلات الغير مسؤولة من هكذا شخصيات لا تعرف من السياسة , فيا مقتدى الصدر ونصيحة لك اترك السياسة لأهل السياسة لأنك لا تجيد هكذا أمور .
وأما دعوتك للوحدة فالحري بك أن تحافظ على وحدة تيارك الذي أصبح طرائق قددا بسبب تخبطاتك العشوائية وعدم امتلكاك المقومات القيادية والسياسية , واعمل على عدم زجهم في صولة فرسان ثانية تقضي عليهم عن بكرة أبيهم .
وأخيرا وليس أخرا إن السيد المالكي عنده ما يكفي من الأدلة التي تدين مقتدى الصدر في عمليات القتل والإرهاب أولها ” جريمة قتل السيد عبد المجيد الخوئي ” وإثارة وإشعال الحرب الطائفية في العراق وجرائم قتل الجيش والشرطة من الضباط والمراتب وخصوصا في صولة الفرسان , وملفات فساد كثيرة , الأمر الذي يجعل سكوت السيد المالكي له حدود ” وهذا أمر متوقع وراجح جدا ” وكذلك يدفعه لملاحق مقتدى الصدر لكي يقدمه للعدالة من اجل إكمال طريقه في ملاحقة الإرهابيين , وتأسيس دولة مؤسساتية بعيدة عن المتطفلين والصبيان , دولة ديمقراطية بعيدة عن حكم المليشيات التي دمرت العراق والتخلص من شخص ثرثار وتدخلاته مزعجة وغير مسؤولة تعكر وتؤثر على المسار الصحيح للعملية السياسية في العراق بقيادة السيد المالكي .