الحديث عن ثالوث المالكي ضرورة وطنية ونحن نقترب من ألانتخابات التي نأمل أن يكون للشعب العراقي فيها حضورا مغيرا وصادما لجهة المحاصصة وأقطابها الذين أستمرئوا ألامتيازات , لذلك فأن صراحة الحديث عن ثالوث المالكي ينفع المالكي أذا أراد ألانتصار لنفسه وشعبه كما وعد في مقابلته على قناة الحرة – عراق – عندما أشتاط غضبا لرؤيته مسقفات وبيوت الصفيح وهو موقف متأخر لرئيس حكومة ينهي دورته الثانية في الحكم .
ونقد المواقف بقوة وصدق هو موقف قرأني والمالكي لايمكنه رفض ذلك , ثم هو موقف نبوي مبثوث في السنة النبوية ” لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ” وهو موقف صارم لمن أعتبرته ألامم المتحدة أعدل حاكم ظهر في التاريخ ذلك هو ألامام علي بن أبي طالب الذي قال عن الفاسدين ” والله حتى العلف الذي أكلته خيولهم سأرجعه لبيت المال ” ؟
والمالكي لم يفعل ذلك , بل كان السبب في ظهور الثالوث االذي نتحدث عنه , فبعض المعممون أتخذوا من حكم المالكي فرصة للعبث بالمال العام كما جرى ذلك بأسم جامعة الصادق , وبعضهم أستغل قربه من المالكي حزبيا فأصبح واسطة العقد بين المستثمرين وبين مكتب المالكي مثلما أصبح عقدة الوصل بين المنطقة الخضراء وبين المطار , وبعضهم أستغل موقعه في القوائم ألانتخابية الملفقة ليصبح رقما سياسيا بلا مضمون حقيقي , وبعضهم لم يتخلص من شراهته المالية فراح يترك موقعه ” مدير عام ” بدون مؤهلات حقيقية ويسافر خارج العراق مرتديا العمامة ليقرأ مجالسا حسينية , وهذا الحال يشكل عيبا أنضباطيا من عيوب حكومة المالكي التي لاتعطي للدولة والحكومة هيبتها ؟
أما المقاولون وهم الثالوث الثاني الذي وضع المالكي نفسه في شراكها , فالمعلومات من داخل مكتب المالكي تقول : أن بعض المقاولين يدخلون على المالكي متى يشاءون ويأخذون الوقت الذي يريدون , وهذا عيب أخر غير مسموح به دستوريا وأخلاقيا , وقبل ذلك شرعا .
أما الحواشي الفاشلة التي لاينفرد بها المالكي وأنما هي ظاهرة متفشية بين أحزاب السلطة , لابل نكاد نجزم وجودها في كل ألاحزاب والمنظمات والهيئات وبقية حواضن المجتمع المهمة , ولكن وجودها في حاشية المالكي طيلة دورتين من الحكم أمر مستغرب ويدعو لدق ناقوس الخطر , والمالكي مسؤول مسؤولية مباشرة عن وجود وبقاء الحواشي الفاشلة والتي كانت السبب وراء كل التذمر الذي ظهر في التظاهرات , مثلما هو السبب وراء دعاوى الطائفية والتهميش , وهو السبب وراء فقدان الوزن السياسي للحكومة العراقية التي لاتستطيع أن تنظم زيارة للمشاركة بتعزية دول مجاورة توفي كبار مسؤوليها , فتذهب أربعة وفود ؟
وهو السبب وراء فشل زيارة المالكي ألاخيرة لآمريكا , وسيكون هو السبب وراء الزيارة المرتقبة للسعودية لا من حيث المبدأ , ولكن من حيث التوقيت ومقدمات الزيارة التي لانعتقد أنها أخذت بالحسبان فشل الزيارات السابقة سواء للمالكي نفسه , أو لغيره من المسؤولين الذين لم يستقبل بعضهم كما تقتضي ألاعراف الدبلوماسية , بينما كانت زيارة البعض ألاخر عبارة عن تسجيل كشف عورات وضعف الحكم كما فعل مستشار ألامن الوطني السابق الذي أخذ معه ” 16″ أرهابيا سعوديا مدانين قضائيا في العراق وسلمهم للسعودية بدون مقابل .
هذا هو نموذج عن ثالوث المالكي بأختصار , فهل سيعيد المالكي النظر بما أشرنا اليه ويقول : رحم الله من أهدى الي عيوبي , أم ستأخذه العزة بألاثم ويثور غضبا ويشتاط تعصبا وعندها يكون هو الخاسر , والعراق له الله وأهله المخلصون .