(رسالة الى الواعين والمثقفين)
العراقيون يقتلون بعضهم في حرب طائفية -من صنع خارجي-كانت معلنة لسنوات 2006-2009 ثم انطفأت جذوة اعلانها ولكنها ظلت ملتهبة تحت الركام تلسع في صمت ، فتقتل الحكومة “التابعة” جزءا من شعبها باجراءات تضفي عليها صفات قانونية ويشترك في القتل قضاة ورجال امن كان قسمهم الاصلي حماية الناس الابرياء المدنيين الامنين ، فصنعت الحكومات المتعاقبة المتمثلة برجال مختلفي الاسماء متشابهي النوايا والهدف ، وهو “تصفية جزء من الشعب العراقي” ثأريا او انتقاميا او ولائيا ، فخلطت الحكومة -قاصدة- بين الاجداد “المذنبين” قبل 1000 سنة و الاحفاد الغافلين عن ذلك في أيامنا هذه !
قبل ذلك 2003-2004 خلطت امريكا و تابعوها من العراقيين “تربية الخارج” بين البعثيين الفاعلين المؤثرين اصحاب القرار في العراق قبل سقوطهم وهم بضع مئات وبين البعثيين -جبرا- من الاخرين الذي لاحول لهم ولاقوة وهم العراقيين جميعا ذلك العهد او بضعة ملايين منهم في الاقل . فسلطت على الناس مناطقيا جيشها و عملاءها و حقد من جاء معها فصنعوا من هذا “الخلط” رايا وانطباعا عاما و بداوا تصويب بنادقهم ودباباتهم وكواتمهم واعتقالاتهم فغيبوا و قتلوا عشرات الالاف من رجال العراق وشبابه دون ذنب ، ومنهم احبة لنا نعرفهم شخصيا كانوا قد فرحوا بسقوط البعث وزواله .!
ثم ابتكرت امريكا تنظيم القاعدة و استعانت ب أل سعود لتنميته وتمويله بالمال والرجال و ادخلته الى العراق بعد افغانستان و اوحت له ان يخلط بين الشيعة الاصلاء عموما و بين افراد شواذ من شاتمي عرض النبي ومكفري كبار صحبه فانطلقوا بنظرية ناصبية يقتلون البريء المسالم ممن لم يرفع سلاحا ولايعنيه امر الخلاف العقائدي القديم ، و يخلطونه بمن عينته ايران ليقتل ويقاتل دون رشد ، و اغرت امريكا وخدعت بعض شباب العراق المتحمسين للجهاد اسلاميا ضد امريكا نفسها او الجهاد “الخوارجي المنحرف” ضد العراقيين انفسهم فضلا عن اجانب استجلبتهم ، فخلط الناس و الامن و الجيش و المسلحون خارج الدولة بين عناصر تنظيم القاعدة الممول الموجود -قصدا- وبين المدنيين المسالمين ممن كان التنظيم يقتلهم -اصلا- ويرعبهم ويحاصرهم ويهددهم ،
فاعتبروهم رغم ذلك حاضنة له فبداوا التنكيل بهم و بامنهم وبيوتهم و اطفالهم ونسائهم وقتل رجالهم او اعتقالهم ثم تغييبهم دون ذنب وبعصا القانون المفبرك (4 ارهاب) و (المخبر السري) و ( تشابه الاسماء) و ال( الحساب العائلي والاقربائي) و بوازرة تزر وزر اخرى بالضد من كلام الله وعدله وحكمه ، وكان خلطا ممنهجا متعمدا لم يسلم منه حتى محدثكم “العلماني”!!.
و بعد سنوات الحرب الطائفية المهلكة و سنين المر و التغييب والفقدان ، اراد الناس 2013-2014 التظاهر لحقوقهم كما يفعل كل شعب متحضر بل كانوا اكثر تحضرا من اي شعب في الارض و في التاريخ ، فالاطفال و اباؤهم يرتدون ثيابا بيضاء “دشاديش عربية” زاهية و ياخذون سجاداتهم ويصلون الجمعة الوفا ويقولون نريد حقوقنا في اطلاق الابرياء المعتقلين وفك التضييق العسكري و الانتهاكات في المدينة و تخفيف التهميش ،ثم يدعون للوطن وقادته بالصلاح ويعودون راشدين ، فزرعوا بينهم المنحرفين و المتطاولين والمبلبلين ولم يفلحوا حيث طردهم الناس صارخين (سلميون سلميون) و هذه احداث عشناها شهودا عليها فكذب كل من ادعى غير ذلك ،فتفتق ذهن الشيطان التابع لاسياده فاخرج عتاة الارهابيين -من القاعدة القديمة و غيرها- من السجون ليشكلوا مع رجال في الصحراء بين سوريا والعراق اتت بهم ايد خارجية كانت تدعمهم قديما فشكلوا (داعش) و اخترقوا تلك المدن المسالمة التي كانت في الاصل تحت سيطرة الجيش الذي قتل في وقتها من اعتصامات الفلوجة والحويجة المئات بدم بارد بتهم مختلفة مفبركة ولم يرد احد من الاهالي عليهم بل استمروا سلميين .
فكان الانسحاب من المدن لصالح داعش هو الحل الاخير ، فكان ماارادوا ،وهجر الابرياء و قتلوا من قبل داعش في الداخل بتهمة الوطنية ، و من قبل حكومتهم “بتهمة داعش”! في الخارج ، وكان الخلط بين الاثنين متعمدا متقصدا واضحا .
ثم من الله على العراقيين بالتوحد بصحوة من القوات الامنية و بفتوى جهادية كفائية من المرجعية و برحمة باحوال الناس من المجتمعات الدولية ، فقضي على داعش و كان الثمن كبيرا ، شهداء من شباب العراق في جنوبه ووسطه قبل غربه ، و حرق البيوت والممتلكات في المدن “المحررة” و نهبها . وكان ذلك بسبب الخلط بين من ساند داعش و بين من اسرته داعش من اهل المدن واذاقته الامرين .
ثم اليوم والى اليوم -وهذا اكثر ايلاما- مازالت اصوات عراقية من هنا وهناك وحتى تحت مسميات ثقافية -الا مارحم ربي- تخلط بين الاهالي الآمنين في حزام بغداد و مناطق من تكريت وديالى وغيرها ، وبين ادعاء ملاحقة داعش ، هذا الذي قيل انه قد قضي عليه ! فيستحرون القتل فيمن لاذنب له ولاسلاح لديه .!
فالالم والقلق لاياتي من ايران او قطر واتباعهما حيث الاهداف والبيع والشراء ، بل من ابناء جلدتك وشعبك و دينك الذين يقولون “زيدوهم ولاترحموهم” فان هذا واجب الجهاد والفتوى . فكان الخلط الكبير المهلك ، فالفتوى هدفها اشرف من ذلك واطهر والا ماكانت لتسمى فتوى ! فلايمكن ان يكون الجهاد بتهجير الناس الابرياء و قتل الشباب المسالم و اهانة النساء وترويعهن بحجة الجهاد و ادعاء الاستناد الى فتاوى و استحضار ايات من القران .
فهذا خلط من اجل القتل