” شعور الإنسان بالحاجة يجعله يتحرك لسدها، والفضل والعطاء الإلهي هو الذي يحقق الغنى النسبي للإنسان، ويسد النقص والحاجات لدى الإنسان فيتكامل” الشهيد محمـد باقر الحكيم.
عندما سقط نظام حزب البعث, الذي حكم العراق, من عام 1968_ 2003, كان أبرز المعارضين إبان حكمه, المجلس الأعلى بزعامة, السيد محمـد باقر الحكيم, فقد كان تكليفه الشرعي والوطني, يملي عليه الجهاد المسلح, ضد حكم الظلم والطغيان ألبعثي, إنها العقيدة التي سار عليها, ومن تبعه وانظم تحت لوائه, لذلك كان من أول المستهدفين, من قوى الظلام فاغتيل في النجف الأشرف؛ يوم الجمعة 29/ 8/2003, ضناً من الأعداء, أنهم سيخمدون صوت المعارضة, العائدة لأرض الوطن, ويوقفون عملها الذي ناضلت من أجله, لأكثر من 23 عام, هي أعوام الهجرة, بعد أن قدم أكثر من 63 شهيد, من عائلة آل الحكيم, أرواحهم قرابين لأجل حرية الوطن, وتخليصه من براثن حكم البعث ألصدامي, إلا أنَّ مشروعه لم يتوقف, فقد قام السيد عبد العزيز الحكيم, مقامه في القيادة لإكمال المسيرة, إلى أن أصابه مرض عضال, أدى لوفاته في 26/8/2009, بعد إرساء قواعد ألائتلاف الوطني الموحد, وحسب وصيته فقد استلم ولده, السيد عمار القيادة, للمجلس الأعلى الإسلامي, الذي سار على النهج الوطني, الذي خطه عمه شهيد محمد باقر, ووالده السيد عبد العزيز, قبل رحيلهما للرفيق الأعلى.
بادر السيد عمار الحكيم, بالسعي لتطوير العمل السياسي وإدامته, من خلال ضم الشباب فكان تجمع الأمل الشبابي, ليولد بعدها على يديه, تيار الحكمة الوطني, و تنظيمات همم التي استقطبت, طلبة الجامعات والمعاهد, و مؤسسة التواصل الاجتماعي, التي تظم تنوعات مجتمعية, لهم باع بالتواصل بين كافة فئات المجتمع, وغيرها من التنظيمات, للعمل على تطوير العمل السياسي, استقطاب الكفاءات معتمداً على الإرث الوطني, وتأريخ الصمود والتحدي لكل الصعاب, وإيجاد الحلول باستشرافٍ منقطع النظير, لما قد يحدث من مستجدات, تريد النيل من التوجهات الوطنية, فعمل على المعارضة البرلمانية, لدورتين عام 2010 وعام 2018, من أجل ترسيخ النظام الديمقراطي, فلا يمكن أن يستمر عمل المحاصصة, وتوزيع المناصب على كل الأحزاب, و الحركات والتيارات السياسية, دون أن تكون معارضة تقوم بالمراقبة ,والتقييم والتقويم لعمل الحكومة, وهو عمل من ضمن النظام البرلماني الديمقراطي؛ وقد نجح بكشف مكامن الخلل, والنسب الموضوعة من قبل الحكومة, بأرقام حقيقية لم تتجاوز 35%, بينما كانت النسبة المرسلة من الحكومة, إلى البرلمان تتجاوز ألـ 65%.
عند قرب الانتخابات الموصوفة بالمبكرة, والتي كان من المؤمل, إقامتها في حزيران 2021, وتم تأجيلها إلى تشرين الأول من العام نفسه, قام السيد عمار الحكيم, بتكوين تحالف وطني, أطلق عليه بالاتفاق مع المتحالفين” تحالف قوى الدولة الوطني” يضم كل من يؤمن بالوطنية, وبناء الدولة العراقية الحديثة, أساسه إشراك كافة أطياف المجتمع العراقي, ويشمل كافة المحافظات فلا فرق, بين الشمال والوسط والجنوب, لذلك قام ولا يزال بجولاته, في أنحاء العراق, مطبقاً لقول عمه السيد محمد باقر الحكيم” العراق عبارة عن لوحة فسيفساء متكاملة, لا يمكن التنازل عن إحدى مكوناتها” ولخطورة هذه الانتخابات, بعد التظاهرات التي اجتاحت العراق, وجعله يعيش في دوامة تغيير الحكومات, والصراع السياسي وسقوط مئات الشهداء, وقلة الوعي لما يمر به العراق, من فتن وتدخلات إقليمية ودولية, وتجاذبات سياسية تضر بمصلحة الوطن والمواطن, والتي تشكل انعطافة خطيرة, فقد سعى السيد الحكيم, على توضيح ذلك والتحذير, من مقاطعة الجماهير العراقية الصابرة, المبتلية بالتسقيط السياسي.
“دعونا إلى إنتاج المعادلة العراقية, المبنية على أساس المصلحة العراقية, مع الحفاظ على التواصل, مع الجميع والانفتاح عليهم, وشددنا على ضرورة تمكين قوى الدولة والاعتدال؛ لإطلاق رسائل التطمين للجميع, لرفع العصي من دواليب العراق” السيد عمار الحكيم, في الضلوعية_ صلاح الدين.