کان منصب الولي الفقيه في النظام الايراني خلال فترة حکم خميني، له مکانته وهيبته الخاصة وکان أشبه ببرج عاجي من الصعب جدا الوصول إليه، لکن وبعد تنصيب خامنئي في هذا المنصب من خلال خطة وضعها رفسنجاني على الرغم من إعتراف خامنئي حينها بعدم جدارته لهذا المنصب، فإن الصورة تغيرت تماما، وصار الولي الفقيه رويدا رويدا ومع مرور السنين هدفا يمکن أن يطال.
خامنئي وبعد أن أصبح الولي الفقيه للنظام الايراني، فإنه ليس قد سار على خطى سلفه فقط بل وحتى إنه قد بالغ في ذلك من حيث زيادة الممارسات القمعية التعسفية وتصاعد حملات تنفيذ الاعدامات والاعتقالات التعسفية وإمتلاء السجون بأضعاف طاقاتها، لکن وفي نفس الوقت ومع هذا الاهتمام غير العادي بالجوانب الامنية فإن خامنئي لم يهتم بالجوانب الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية بل وحتى إنه إعتبرها مسألة هامشية قياسا الى الامور التي تخص مصلحة الضمان ومخططاته وضمان بقائه وإستمراره.
الاجواء التي سادت في عهد خامنئي وماقد تداعت عنها من أوضاع بالغة السلبية والتي صارت تٶثر على الشعب الايراني وتضغط عليه کثيرا وخصوصا القمع المفرط والاوضاع المعيشية السيئة، دفع وحفز الشعب الايراني للقيام بنشاطات وتحرکات إحتجاجية مستمرة أسفرت في النتيجة عن إنتفاضات شعبية کبيرة هتف فيها الشعب الايراني بأعلى صوته”الموت لخامنئي” و”الموت للدکتاتور” و”خامنئي أخجل وأترك الحکم” وغيرها، وقد لفتت هذه الشعارات الانظار مثلما کانت أمرا غير عاديا بالنسبة للمراقبين السياسيين الذين وجدوا إن منصب الولي الفقيه الذي کان مصانا ويحتفظ بهيبة خاصة قد فقد کل ذلك في عهد خامنئي وأصبح هدفا يمکن أن يطاله الشعب الايراني.
المشکلة التي صارت الاجهزة الامنية بصورة خاصة والنظام الايراني بصورة عامة يعاني منها بصورة ملفتة للنظر، هي إن الهتافات ضد خامنئي لم تقتصر على إنتفاضة أو حتى إنتفاضات محددة بل إنها إستمرت وتواصلت في أية إنتفاضة بل وحتى في التظاهرات الکبيرة التي تنشأ فجأة دون مقدمات، وهو ماقد دل على إن الهتاف ضد خامنئي قد أصبح ظاهرة لايمکن للنظام أن يحد منها أو يمنعها على الرغم من الممارسات القمعية والاجواء المتوترة السائدة.
الهتاف ضد خامنئي وصيرورته ظاهرة تفرض نفسها على النظام رغما عنه، قد جاء بسبب عاملين أساسيين هما:
الاول: إن الشعب قد سأم من الاوضاع السلبية في ظل حکم هذا النظام والذي المسٶول الاول والآمر الناهي عنه هو خامنئي ولذلك فإن الشعب يجد فيه العدو الاساسي له ولذلك يهتف ضده.
الثاني: الدور السياسي التوعوي الارشادي الذي قامت وتقوم به منظمة مجاهدي خلق بين أوساط الشعب الايراني وفضح وکشف سلبيات النظام والتأکيد على إستحالة أن يکون هناك أي حل للأوضاع السلبية في البلاد إلا بإسقاط النظام والذي يعتبر خامنئي رمزه الاساسي.