17 يناير، 2025 12:59 ص

أعلاميو الموصل يهجرونها بحثا عن ملاذ آمن من القتل

أعلاميو الموصل يهجرونها بحثا عن ملاذ آمن من القتل

أضطر حوالي 40 اعلاميا وصحافيا في مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق بعد العاصمة الى هجرتها بحثا عن ملاذ آمن يقيهم من تصفيات جسدية يتعرضون لها حيث قتل منهم 48 صحافيا منذ التغيير في البلاد عام 2003 .

وأكد مرصد الحريات الصحافية العراقي ان 40 صحافياً وإعلامياً قاموا بهجرة جماعية من مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى (375 كم شمال بغداد) ثاني اكبر محافظات البلاد بعد العاصمة بعد سلسلة الاغتيالات التي شهدتها المحافظة . وأشار في بيان صحافي اليوم الى ان 12 صحافيا قد غادروا البلاد متوجهين إلى تركيا فيما توجه 6 أخرون إلى مدن إقليم كردستان الشمالي بينما توجه مايقارب من 20 صحافيا الى الاقضية والنواحي والقرى الواقعة تحت سيطرة إلاقليم والتي تعدُ اكثر استقراراً. واكد المرصد ان مدينة الموصل تعد الاخطر على الصحافيين حيث شهدت منذ الغزو الاميركي للبلاد عام 2003 مقتل 48 صحافياً واعلامياً بمفردها.
وندد المرصد بشدة بالهجوم المروع الذي تعرض له مراسل ومصور قناة المسار في مدينة الموصل الأحد الماضي وطالب الجهات الأمنية بوضع إستراتيجية واضحة لحماية الإعلاميين هناك، ووقف الإستهداف الذي يتعرضون له كل يوم. ودعا الى عدم تجاهل التهديدات التي أطلقها مسلحون بتصفية الصحافيين في تلك المحافظة بعد تسريبات عن وجود قائمة بأسماء عدد منهم بغرض تنفيذ إعتداءات مسلحة ضدهم بعد شهر كامل شهد قتل اربعة منهم مما جعل مايقرب من 40 صحفياً وإعلامياً يغادرون المدينة بحثاً عن ملاذ آمن.
ونقل المرصد عن محمد حسن إن شقيقه مراسل المسار فلاح حسن قد “تعرض الى إعتداء مسلح من قبل مجموعة أشخاص تستقل سيارة مرت مسرعة في حي الثقافة شمال الموصل، الاحد الماضي، حين كان عائدا من عمله”. وأضاف ان الإعتداء تسبب بإصابات خطرة في أنحاء من جسد شقيقه، حيث إستقرت سبع إطلاقات نارية في منطقة البطن والكليتين، وتم نقله الى مستشفى الحمداني وأجريت له عملية جراحية عاجلة تم خلالها إستخراج ثلاث إطلاقات من منطقة البطن، وماتزال أربع منها في الكليتين بإنتظار إجراء تدخل جراحي، حيث يرقد في المستشفى بحالة حرجة وغير مستقرة وتبعث على القلق.
كما اغتال مسلّحون مجهولون في الخامس من الشهر الحالي مراسلاً ومصوّراً يعملان في قناة “الشرقية” الفضائية ثم تلتها بيومين عملية اغتيال تعرض لها الاعلامي سعد زغلول الناطق بأسم الحكومة المحلية لمحافظة نينوى ثاني اكبر محافظات البلاد بعد بغداد.
واعرب صحافيون محليون من مخاوف التصفية، وكشفوا عن معلومات ابلغ بها عدد من الصحافيين من قبل مصادر امنية وعسكرية رفيعة المستوى، بان هنالك “قائمة تصفية تشمل اسماء عدد من الصحفيين في المدينة”. واشاروا الى ان “القوات الأمنية عثرت خلال عملية دهم وتفتيش لأحد أوكار المجاميع المسلحة، على قائمة لتصفية عدد من الصحفيين تضم أسماء 44 صحفياً يعملون في مختلف مجالات الصحافة والإعلام”.
ومايزال العراق على مدار العقد الماضي يتصدر مؤشرات الإفلات من العقاب، وتعرض الصحافيون والعاملون معهم لهجمات متتالية منذ عام 2003، حيث قتل 265 صحافيا عراقيا وأجنبيا من العاملين في المجال الإعلامي ، منهم 151 صحافياً قتلوا بسبب عملهم الصحافي وكذلك 55 فنيا و مساعدا إعلاميا، فيما لف الغموض العمليات الإجرامية الإخرى التي إستهدفت بطريقة غير مباشرة صحافيين وفنيين لم يأت إستهدافهم بسبب العمل الصحافي .. كما أختطف 65 صحافياً ومساعداً إعلامياً قتل اغلبهم ومازال 14 منهم في عداد المفقودين. واشار المرصد الى إن جميع هذه الجرائم لم يُكشف عن مرتكبيها، ويتجاوز تصنيفها بكثير أي بلد آخر في العالم.
وعبر مرصد الحريات الصحافية عن استغرابه من “عجز السلطات الأمنية عن ملاحقة الجناة، وضعف الإجراءات المتخذة بهذا الشأن، في مؤشر على التهاون وعدم الجدية في التعامل مع هذه الحوادث التي تتكرر من حين لآخر، بل وتتلاحق خلال أسابيع كما حصل خلال الأيام الماضية مما يشير الى عدم تدخل مجلس المحافظة والحكومة الفيدرالية في بغداد لوضع حد لهذه الإعتداءات ومحاسبة المسؤولين عنها وتقديمهم الى العدالة”.
وفي هذا المجال تؤكد منظمة “مراسلون بلا حدود” ان “العديد من الصحافيين العراقيين يتعرضون يوميا للتهديدات  ومحاولات القتل والاعتداءات، والمعاناة من اجل الحصول على تراخيص والمنع من الدخول  ومصادرة ادوات عملهم”. وتوضح ان الصحافيين في العراق الذي يشهد اعمال عنف متواصلة منذ عام 2003 قتل فيها العديد من الصحافيين “يعيشون في مناخ شديد التوتر تتفاقم فيه الضغوط السياسية والطائفية”.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة