خاص: كتبت- سماح عادل
فيلم Fathers and Daughters أو “الآباء والأبناء” هو فيلم أمريكي إيطالي يحكي عن العلاقات الإنسانية، وكيف تؤثر عليها تقلبات الحياة ومصائبها، كما تحكي عن علاقة الأب بالابنة والعكس وعن أهميتها في حياتهما وأهميتها في تشكيل شخصية الابنة.
الحكاية..
يبدأ الفيلم بالطفلة “كايتي” ووالدها “جايك دايفيس” راقدان في حزن على الأريكة بعد فقدان الأم، ثم فلاش باك لنعرف أن الأم ماتت في حادث سيارة حيث كان “جايك” يقود عائدا مع زوجته وابنته بعد حفلة حضروها، وتتشاجر معه زوجته في السيارة بسبب شكها أنه كان يغازل إحدى الفتيات، ويفقد “جايك” أعصابه ويصطدم بسيارة أخرى وتموت الأم.
ينهار “جايك” بسبب شعوره بالذنب وأنه المسئول عن مقتل زوجته وحرمان ابنته من أمها، ويصاب بالاكتئاب وأعراض أخرى تتطور تسبب له تشنجات عصبية تمنعه من الحركة للحظات، يضطر “جايك” أن يذهب إلى مصحة نفسية ل7 أشهر ويترك “كايتي” مع خالتها “اليزابيث”.
تهديد بالفقدان..
يتعافى “جايك” ويذهب لإحضار ابنته لكن خالتها وزوجها المحامي الثري يعرضان عليه التخلي عنها وأن يربيانها هما، يرفض “جايك” ويأخذ ابنته إلى منزله ويحاول منع ابنته من التواصل مع خالتها “إليزابيث” والتي تغضب أكثر خاصة وأنها تحمل “جايك” جريمة قتل أختها.
تزداد تشنجات “جايك” ويتعرض لنوابات أشبه بنوبات الصرع، ونعرف أنه كاتب مشهور وأنه حائز على جائزة بوليتزر، وقد تعرض للإفلاس بعد ذهابه للمصحة النفسية فيخرج ابنته من مدرستها ويلحقها بمدرسة أخرى يقرر أن يعمل بها أستاذا لكي تقبل ابنته.
ويحاول جاهدا كتابة رواية لكي يخرج من حالة الإفلاس، تستغل “إليزابيث” وزوجها إفلاس “جايك” وذهابه إلى مصحة نفسية للضغط عليه، خاصة وأن روايته التي نشرها لم تلاق ترحيبا من النقاد.
قضية..
وترفع الخالة “إليزابيث” قضية لتأخذ “كايتي” في حضانتها، يحارب “جايك” لكي يحتفظ بابنته، ويعمل بوتيرة أكبر لكي يسدد أتعاب المحامي الباهظة وأقساط المنزل، وهو يرعى ابنته في نفس الوقت ويقاوم مرضه العصبي.
حكاية موازية..
تدخل حكاية أخرى موازية للحكاية الأولى، حيث يمضى الزمن، 25 عاما، لنرى “كايتي” الشابة، التي تخرجت في تخصص علم النفس لتصبح أخصائية نفسية، والتي تبدأ العمل برعاية طفلة ملونة فقدت والدتها التي قتلت كما فقدت والدها من قبل، وأدى ذلك إلى حدوث اضطراب نفسي لديها منعها من التحدث لسنوات، تحاول “كايتي”معالجة الطفلة لأنها أول تحدي في العمل بالنسبة لها، كما أنها شعرت بتشابه كبير بين حالتها وحالة الطفلة، وتنجح رغم ضغوط المديرة عليها وتتحدث الطفلة وتقترب منها.
يعود الفيلم فلاش باك مرة أخرى للحكاية الأولى لنرى “جايك” وهو يعمل بجد لكي يحافظ على ابنته وهو يحاول سد الفجوة النفسية التي أحدثها فقدان والدتها، ويخدمه الحظ حين تنطلق الخالة “إليزابيث” من زوجها الثري بسبب خيانته، ويكتب رواية أخرى يقدمها لدار النشر وتنشرها له.
حب وعجز..
ثم عودة للحكاية الثانية فنرى “كايتي” وهي تتعرف على أحد الشبان بعد أن حضرت جلسة علاج نفسي تعترف فيه لطبيبتها أنها لا تستطيع عمل علاقات حب ناجحة، يتقرب منها الشاب “كاميرون” بعد أن يعرف أنها ابنة “جايك ديفيس” الشهير ويعبر لها عن إعجابه الشديد بوالدها، وخاصة رواية “آباء وأبناء” التي كتبها والتي فازت بجازة البوليتزر، وتقترب “كايتي” من “كاميرون” لكنها تخاف من مقابلة أهله، ويشعر “كاميرون” بصعوبة التعامل مع “كايتي” التي تحيره في بعض أفعالها.
تقلب الحياة..
وفي الحكاية الأولى لا تمهل الحياة “جايك” ليتمتع بقرب ابنته، ففي أحد الليالي تهاجمه نوبة عصبية فيدخل الحمام مقاوما لها، لتصطدم رأسه بشيء قاسي ويموت، وتفقد “كايتي” والدها الحبيب بعد والدتها، وتذهب للعيش مع الخالة “إليزابيث”.
وفي الحكاية الثانية تخون “كايتي” “كاميرون” وهي لا تعرف لماذا تفعل ذلك، فهي تسعى لعمل علاقات جسدية سريعة ولا تفهم لما تفعل ذلك، ويفقد “كاميرون” صبره ويهجرها، وتستمر “كايتي” في رعايتها للفتاة لكن تؤخذ منها لكي تتبناها إحدى الأسر، وتواسي “كايتي” الفتاة التي تحزن وترفض الذهاب وتقول لها أن الحياة قد تكون قاسية في بعض الأحيان، لكن عليها أن تحاول العيش وتطلب منها أن تتعامل بشكل جيد مع أسرتها الجديدة
وتحاول “كايتي” مقاومة أفعالها التي تقول ل”كاميرون” أنها كانت تلجأ إليها للتغلب على عقد لديها، ونكتشف أن الخالة “إليزابيث” كانت جافة المشاعر، وأنها تربت في بيت يخلو من الحنان والحب، كما حذرتها الخالة “إليزابيث” كثيرا من الرجال، مؤكدة لها أن الرجال يعيشون بدون حب لكن النساء لا يستطعن التخلي عن الحب.
التشبث بالحب..
تتشبث “كايتي” في النهاية ب”كاميرون” وتذهب إليه لتعترف له بحبها وأنها لا تريد العيش بدونه، ويعود إليها وينتهي الفيلم على ذلك.
الإخراج جيد، وكان أداء الممثلين رائعا، البطل “راسل كرو” الذي قام بدور “جايك ديفيس” والطفلة التي قامت بدور “كايتي” وهي في سن الطفولة، وكذلك الممثلة التي قامت بدور “كايتي” الشابة، كان هناك تناغما ما بين الطفلة و”راسل كرو” ظهر واضحا على الشاشة، اعتمد الفيلم على صورة قاتمة تتناسب مع القصة الحزينة.
علاقات أسرية عميقة وقوية..
واعتمد على قصة تحتوي على حس إنساني عال، فهي تحكي عن علاقة الآباء بالأبناء وكيف أنها تؤثر عليهم في تكوين شخصياتهم وفي تبنى صورهم عن نفسهم فيما بعد، كما تحكي عن تقلب الحياة وربما هشاشتها فهي لا تدوم على حال ولا يبقى الاستقرار طويلا .
لكن أيضا توجد علاقات أسرية عميقة وقوية، رغم قسوة الحياة وتقلبها إلا أنها تحاول الصمود، كما تحكي عن تأثير فقدان الأم والأب على نفسية الطفل والذي ينشأ فاقدا للحنان والرعاية والإحساس بالأمان، وتنشأ لديه الاضطرابات والعقد النفسية. لكن مع ذلك قد يمكن التغلب على هذا المصير المأساوي مثلما حدث مع “كايتي” فرغم اضطرابها وشعورها بالعجز عن تكوين علاقة حب ناجحة، إلا أنها وجدت التعويض في النهاية ووجدت “كاميرون” الذي تمسك بها وعاد إليها وقبل اضطرابها وتخبطها.
الفيلم..
Fathers and Daughters هو فيلم درامي أمريكي إيطالي تم إنتاجه في سنة 2015، وهو من إخراج “غابرييل موكينو” ومدة العرض “116 دقيقة”. الكاتب “براد ديش”، البطولة “راسل كرو، أماندا سيفريد، آرون بول، ديان كروغر، كوفينزانيه واليس، بروس غرينوود، جانيت مكتير، جين فوندا، اوكتافيا سبنسر”. الشركة المنتجة “ليكشور إنترتينمنت”، الميزانية “22.8 مليون دولار أمريكي”، الإيرادات “4.8 مليون دولار أمريكي”.