مع الاخذ بنظر الاعتبار المسافة الکبيرة التي تفصل بين معسکر أشرف 3 في ألبانيا وبين إيران، والاحتياطات والاحترازات الامنية المتزايدة التي يحرص عليها النظام الايراني، فإنه وعلى الرغم من ذلك فقد ظل هذا المعسکر يشکل خطرا وتهديدا على هذا النظام ولم يتمکن من التخلص من الکابوس الذي يلازمه دونما فکاك. والانکى من ذلك إن کل ماقد بذله النظام الايراني من أجل إغلاق معسکر أشرف في العراق وإبعاد سکانه الى ألبانيا لم يغير من واقع المشکلة التي يعاني منها شيئا بل وإن الاغرب من کل ذلك هو إن النظام الايراني وبعد 42 عاما من صراع ومواجهة حامية الوطيس مع سکان معسکر أشرف الذي معظمهم ينتمون لمنظمة مجاهدي خلق، يعترف مذعنا بأن مجاهدي خلق فعالين في كل بيت في ايران ضد النظام.
قوة دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق على الاوضاع في إيران والعلاقة الجدلية الاستثنائية التي ربطت وتربط بينهم وبين الشعب الايراني صارت ليست مجرد حقيقة وأمرا واقعا بل وحتى بمثابة بديهية لم يعد بوسع النظام الايراني تجاهلها والتغطية عليها، وهاهي وكالة أنباء فارس التابعة لقوات الحرس الثوري تنشر تقريرا بتاريخ 27 يوليو/تموز المنصرم، تٶکد فيه مخاوف النظام من توسع نفوذ مجاهدي خلق داخل البلاد وتزايد المكانة الشعبية والاجتماعية لهم، وجاء في جانب من التقرير:” لجأ مجاهدو خلق إلى ألبانيا من أجل استهداف النظام ليس من غرب البلاد فقط ولا من الحدود البرية فقط، ولكنهم استهدفوا النظام من جميع أنحاء البلاد ومن جميع حدودها بأنشطتهم ، وهناك شعور قوي بالحاجة إلى مواجهة شرسة في الفضاء الإلكتروني حتى لا تكون كلفة خاتمة الفوضى والجفاف ببندقية وينشستر، فهذه المرة يوجد مضيق (جهارزبر)في منزل كل إيراني (إشارة إلى مضيق چهارزبر في كرمانشاه الذي استولي عليه مجاهدو خلق عام 1988) ويجب استيلاء عليه.”، هذا الاعتراف الملفت للنظر يأتي في وقت تجتاح فيه إيران الاحتجاجات العارمة على أثر إنتفاضة العطش والتي کما يبدو إنها قد أثرت بصورة غير عادية على النظام الذي يواجه أساسا أوضاعا بالغة السلبية ويمر بمرحلة حساسة وخطيرة.
هذه الوکالة تضيف في تقريرها الذي هو بمثابة إعتراف بدور وتأثير معسکر أشرف3 على مسار الامور والاوضاع في داخل إيران بقولها :” مجاهدو خلق بعد إخراجهم من العراق ودخولهم ألبانيا في ظروف مختلفة على مدى 5 عقود بدأوا نشاطهم “الوحدة الإلكترونية” مصطلح جديد وخطير لـ (مجاهدي خلق) لا يمكن تجاوزه بسهولة، وركزت الأنشطة الرئيسية للمجموعة التي صممها قادة مجاهدي خلق، على العمليات السيبرانية التي تهدف إلى التسلل والتوسع والتأثير على المجتمع الإيراني والارتكاز على ذلك.”، ومن خلال التمعن في هذا التقرير الذي ذکرنا جوانب منه وليس معظمه فإن الذي يمکن أن يتم إستشفافه منه هو إن مجاهدي خلق وکما کانت تشکل التحدي والتهديد الاکبر للنظام وإنها تقترب أکثر من أي وقت آخر من تحقيق أهدافها التي أهمها إسقاط النظام!