23 نوفمبر، 2024 11:38 م
Search
Close this search box.

رواية عـنـد شـواطـئ أنـدلـوسـيـا.. الهروب من الشرق لجحيم أكثر قسوة

رواية عـنـد شـواطـئ أنـدلـوسـيـا.. الهروب من الشرق لجحيم أكثر قسوة

 

خاص: قراءة- سماح عادل

رواية “عـنـد شـواطـئ أنـدلـوسـيـا” للكاتب العراقي” أحمد غانم عبد الجليل” تحكي محنة العراقي في الخارج، في بلدان الغرب، في ذلك الوقت الذي يتصف به العرب بالإرهاب، ويوصمون وتتم معاملتهم بشكل سيء.

الشخصيات..

البطل: هو عراقي هرب من جحيم العراق، ليعمل أولا في ليبيا ثم ينطلق إلى إسبانيا، يتعلم الرسم بنفسه ويحاول أن يكون رساما، لكنه يقع في يد أحد التجار العرب الذي يستغل الوافدين ويجعلهم يعملون معه ويستنزف قواهم، وبالنسبة للبطل الذي يذكر اسمه مرة واحدة “محمد” يستغله التاجر في تقليد اللوحات العالمية ليبيعها إلى من يرغبون في اقتنائها.

مسعود: شاب سوري، بعد تحطم بلاده يلجأ إلى الهروب في قارب من قوارب الموت، ويتعذب حيث حبس في صندوق خشبي لأيام واستغله مهربه في تهريب شيء ثمين.

حسن: هو أيضا هارب، وقد تعرض للموت أثناء محاولته إنقاذ شقيقه الذي جلبه من بلده في قارب لكنه غرق.

الحاجة بلقيس: عراقية، كان زوجها كاتب اشتراكي، وتحول أحد أبناءها لرجل أعمال، يتربح من استغلال ثروات بلاده المنهوبة، وابنها الثاني أصبح كاتبا مثل أبيه لكنه تعرض لاعتداء في العراق.

دودو: تاجر عربي، يستغل الأوضاع ليتربح، ويلتحق بأي تجارة تخلف له أموالا، حتى أنه يقوم بالقوادة حيث يسهل عمل علاقات جنسية مدفوعة للرجال الذين يعملون معه والذي يوفرهم للسيدات المسنات، كما أنه يقوم بالتهريب غير الشرعي للمهاجرين، وبيع اللوحات الزائفة.

سلوى: زوجة “دودو”، نجحت في عملها في مجال الأزياء لكنها ملت من انتهازية زوجها وهجرته في النهاية.

لوسيا: حبيبة إسبانية للبطل، سيكتشف بعد أن تهجره أنها كانت تبحث عن حلم الإنجاب، لذا انخرطت معه في علاقة وحينما فقدت الأمل في أن تحصل منه على طفل تركته، ثم تحمل أخيرا لكنها تتعرض للإجهاض نتيجة عنف زوجها الانتهازي.

سارة: شابة صهيونية، يعمل والدها في الكيان الصهيوني عضو في الكنيست، كان جدها عراقيا يهوديا وتحاول استعادة أملاكه من العراق، لديها بازار وتعرف كيف تدير المشاريع وتكسب الأموال.

الراوي..

الراوي هو البطل، الذي يحكي عن باقي الشخصيات من خلال رؤيته ووجهة نظره، وتاريخه وتفاعله معهم، وبعض المعلومات الأخرى يحكيها من خلال الشخصيات الأخرى التي تكشف له تلك المعلومات.

السرد..

الرواية تدور في حوالي 253 صفحة من القطع المتوسط، محكمة البناء، تركز على البطل وحكايته، وعلى الشخصيات الأخرى التي تتقاطع معه، وتنتهي نهاية غير سعيدة.

صعوبات الاغتراب..

الرواية تحكي عن الصعوبات التي يواجهها المغترب الشرقي الذي يذهب إلى الغرب، من خلال حكاية البطل وصديقين له يعيشان سويا في شقة واحدة، ويعملان لدى نفس الرجل، فهو يعاني من استغلال ذلك التاجر ويضطر إلى العمل معه ساعات طويلة مع أجر زهيد، استغلال مطلق، يمنعه من تحقيق حلمه في أن يصبح رساما له لوحاته المميزة.

كما يتم استغلال صديقيه “مسعود وحسن” حيث يعملان في بيع جسدهما للمسنات والعجائز، بالإضافة إلى أعمال شاقة أخرى، وهم جميعا مجبرون على ذلك الاستغلال لأن “بودو” يوفر لهم الأوراق الزائفة التي تضمن بقائهما في إسبانيا، ويراكم عليهم ديونا كثيرة وهم مجبرين على سدادها.

يستغل البطل مرة أخرى لكن هذه المرة من “لوسيا” التي تراه وسيلة لتحقيق حلم الإنجاب الذي فشل زوجها في تحقيقه لها، وأصبح حلمها أن تنجب من عربي مثلما يذكر الراوي، وتوهمه أنها تحبه ويطمئن لشعوره نحوها إلى أن تهجره وتتركه حائرا لا يفهم السبب ثم يكتشفه بعد وقت، وينتقم له القدر منها حين تجهض طفلها وتفقد الأمل في الإنجاب مرة أخرى.

الانتهازيين أصحاب المصالح..

ترصد الرواية أيضا المستغلين الذين يسعون إلى أماكن الخراب ليتربحوا منها، مثل “بودو” الذي يدخل في أية عملية تجارية تجلب له أموالا حتى ولو غير شرعية أو قانونية، و”محمود” ابن الحاجة “بلقيس” الذي يقوم بعمليات غير شرعية في العراق للتربح واستغلال ثروات بلاده المنهوبة.

وشخصية “سارة” التي حاول البطل الاقتراب منها، وكان لديه شغف كبير لعمل اتصال جنسي معها، كما أن “مسعود” دخل معها في علاقة شائكة، هي أكبر شخصية انتهازية، فهي تدعي أنها ترفض سياسات الكيان الصهيوني، وتحاول إثبات أنها تفخر بأصولها العراقية لكن يتبين أن كل ما يهمها هو مصالحها الشخصية والمادية، تستغل “مسعود” ثم البطل بعده، وفي النهاية تغدر به وتبلغ عنه الشرطة لترحيله، تتزوج من ثري وتسعى بحماس لعمل مشروعات ضخمة.

كما أنها تسخر دوما من الحزن الذي يبديه البطل حين يتحسر على مصير بلاده والبلدان المحيطة في منطقة الشرق التي خربت عمدا بفعل الرأسمالية العالمية وتحقيقا لمصالحها.

الإرهاب صناعة غربية..

تشير الرواية إلى ذلك منوهة أن الإرهاب الذي يلصقونه دوما بالعرب والشرقيين ما هو إلا صناعة غربية، تحقق مصالح الغرب الرأسمالي ويديرون اللعبة هم.

كما أشارت الرواية لذلك الحلم الذي يداعب خيال البعض في استعادة المجد القديم، حين كان العرب يحتلون الأندلس، والرغبة والتوق الشديدين لعودة ذلك الماضي المجيد، كما تنقل آراء الأسبان حول ذلك الاحتلال وأنه كان اعتداء وحشيا عليهم وأنه رد للعرب في الوقت الحاضر وأصبح الدمار والخراب لديهم الآن.

كما تكرر الرواية الحديث عن مأساة منطقة الشرق التي أصبحت مفخخة بالمشاكل والأزمات والحروب والصراعات وأبناء تلك المنطقة الذين يضطرون إلى الهروب من جحيم الشرق فيجدون جحيما آخر منتظرهم في الغرب.

اعتمدت الرواية على لغة عذبة أقرب إلى اللغة الشعرية، وعلى حديث داخلي طويل بين البطل وذاته.

الكاتب..

“أحمد غانم عبد الجليل” قاص وروائي عراقي، من مواليد العراق، بغداد في العاشر من شباط ١٩٧٣، مقيم حاليا في الأردن. حاصل على بكالوريوس اقتصاد، جامعة بغداد ـ العراق 1995.

صدر له:

– رواية “بين الجنة والنار” سنة 2010.

– رواية “عند شواطئ أندلوسيا” 2015.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة