على مرأى ومسمع من الشاعر الكبير معروف الرصافي حيث ارتفع (تمثاله)في الساحة المعروفة بأسمة, تحدث المواطنون عن معاناتهم عبر برنامج (صوتك وطن)الذي قدمته قناة هنا بغداد يوم الخميس 29/7/2021 الساعة الخامسة عصرا وكان اللقاء مع عدد من الكسبة اصحاب عربات التحميل.
قال احدهم انه مريض ومعوز وطاعن في السن وليس له من يعيله وليس له راتب (رعاية اجتماعية ) .
وقال آخر انه مصاب بطلق ناري لمشاركته التظاهرات كما ان له اخ مصاب بالسكر وهو مسؤول عن عائلة وايضا لم يشمل لا بالرعاية الصحية او منحة الرعاية الاجتماعية .
مواطن آخر هو ابن شهيد ولم يجد وسيلة لرعاية اسرته الا ان يمتهن هذه المهنة ليقيم اودهم .
ومواطن فاض به الغضب وهو يشرح معاناته واسرته وشظف العيش ما جعله يرمي ببطاقته المدنية ارضا متسائلا ان كان ليس عراقيا وليس له الحق في رعاية هذا الوطن له فما على الدولة الا ان تخرجه الى اي مكان آخر.
شاب في مقتبل العمر ذكر انه يواصل الدراسة وايضا يمتهن هذه المهنة ليساعد اهله ويوفر احتياجاته الدراسية .
هنا تقدم احد المواطنين ذكر انه لن يتحدث عن موضوع الحلقة بل تطرق الى طريق الموت الذي تسبب في عدد هائل من الحوادث والوفيات وايضا ذكر ان في هذه الساحة خريجون من الجامعات يمتهنون هذه المهنة لانهم ورغم تقديمهم طلبات التعيين العديدة لم يتم تعيينهم.
……..
الشمس الحارقة… نهار تموز…تشاهد رجالا وشبابا يدفعون العربات المحملة بالأثقال المختلفة لأجل الحصول على قليل من المال يكفيهم او لا يكاد يكفيهم الاود.
انتهى المشهد……………….
نهضت من مكاني اذ سمعت صوت الشاعر الرصافي يهتف
هذا بلد النهرين
في القرن الثاني والعشرين
هذا بلدي
بلد الخير والنماء
ارض السواد
ورأيت دموعه تجري على خدين
ليسا من نحاس او تراب
بل على خدين
جرت فيهما دماء الحياة
رأيت الشاعر
يودع التمثال
يسير بين الحشود
يبحث عن لافتة
ليس اي لافته
وليس اي عنوان
بل عن اي مسؤول
رفيع المقام
له الكلمة الاولى
وله العديد من الاعوان
يحمونه بالسلاح
ويظهرون الجبروت
….
رايته كما وقف قبل اليوم وقفته المعروفة امام الملك المعظم
لكنه اليوم لم يقل
علم ودستور ومجلس امة كل عن المعنى الصحيح محرف
بل قال
وطني العراق
وشعبه الذي توالت عليه المحن
وهب الدنا حياة وحضارة
وكان للمجد عنوان
في شمسه التي اشرقت
على الدنيا بنورها
جلال الخلود والعنفوان
في ثورة العشرين
وذكراها المجيدة
وطن تلاحمت نفوس بنيه
فحقق الانتصار
واعتلى بالتضحيات الجسام
متون الذرى وحقق الانتصار
بلد موحد
من الشمال وحتى الجنوب
من الشرق وحتى الغرب
وطن موحد
تلاحمت همم الخيرين
ليكون
عراق حر عظيم
…………….
وطني عراق الخلود
اليوم يبكي بنوك الضياع
تشرذمت بهم السبل
وكثر الاتباع
تعددت لهم الولاءات
ونسوا
ان الولاء الوحيد
الولاء الوحيد
للوطن
تعددت فيهم التعدديات
حتى بات للفرد الواحد
اعداد واعداد
وعادت مفاهيم الجاهلية
منمقة الصور
طائفية
حزبية
قبلية
ميول اخرى
عشائرية
اسرية
فردية
تعددت صور التعدد
حتى ملئت كل خندق
وزقاق وطريق وزاوية
تفح افعى الشقاق
لتصل بالوطن المفدى
الى الضياع والاحتراق.
….
قال قائلهم
وما انا الا من غزية ان غوت
غويت وان ترشد غزية ارشد
هو يتحدث بلسان حاله ويرمي مراما بعيدا …
اليوم يقول قائلهم
نفسي …نفسي …
وما يمكن ان يعود علي النفع
بكل اشكاله
وليس مهما
ان يجري القانون
حكمه
ولا العدل
ميزانه
.دفء الربيع…
لن تجدوه
الا مع الانتصار الكبير
حيث المال الوفير
والجاه العريق
والمكانة السامية
اذ نسود
على الجميع
وعلى الجميع
ان يكون
لنا مطيع.
….
تعجبت من الشاعر
كيف قال
كل هذه الكلمات
وكيف تضرج
جبينه بحبات العرق
من شدة الغضب
والحر
كيف صار
لون عينيه
دم قان
وكيف تحركت
ذراعاه تومئ للناس
هنا وهناك
وعجبت
اذ لم يلتفت
لندائه احد
وهو الذي
اجابته الممالك
والدول
ذلك
لان لكل بلوى
وهو مشغول ببلواه
واما الاخرون
ففي طغيانهم
سامدون.