18 ديسمبر، 2024 7:37 م

عذراً يا هذا: كم سعر أختك!؟

عذراً يا هذا: كم سعر أختك!؟

تعجبتُ كثيراً؛ لأني رأيتُ قبل أيام امرأة ميتة لكنها تتنفس مثلنا، فقدت الإبتسامة، وجهها شاحب، عيونها تدمع، لا تملك كبرياء، كأنها من شدة الصدمة أصابها الهذيان، أو أنها هربت من يدي الدفان، باكية شاكية الى الله لما أصابها .

عذراً أنا فضولي، فالمنظر يشدك، لأنْ تعرف ما السر وراء تلك المرأة، وذاك الوجه المخيف الخائف، تقدمتُ للمساعدة، فليس لدي افضل من هذه الحجة، لمعرفة ما أصابها وما يدور في رأسها المعذب.

فوها يُخرج كلمات غير واضحة ركيكة ومتشابكة، تارة ترفع يديها الى السماء، وتارة أخرى تمسح وجهها ودموعها، تقدمت اليها أكثر وسألتها:

عفوا أختي: هل أضعتِ نقودك؟

سكتتْ ولم ترد، نظرتْ الي لتتمعن بوجهي وقالت: ليتني أضعتُ كل ما أملك، ولم أكن بهذا الموقف الحقير من أنسان أحقر!

رفعت يديها الى السماء وبلسان المظلوم قالت : يا رب لقد أغُلِقت الأبواب أمامي، وبعضهم بائس حقير يساومني على شرفي، من أجل راتب قليل أسد به رمق ثنايا أرواح أطفالي، فأنا المعيلة الوحيدة لهم، مع الأسف البعض لا يحسب حساباته جيداً، في هذه الدائرة اللعينة اللهم أخزهم في الدنيا والآخرة.

هنا سكت الكلام، لم أستطع ان أتفوه بكلمة، لقد فقدتُ حجتي وإنعقد لساني، الا من سؤال واحد ظل يدور في خاطري، هل يوافق هذا الحيوان المريض على أن تلقى أخته، أو زوجته، أو إبنته، مثل هذه المساومة الرخيصة!؟

أذكرك أيها الموظف، إن الله بالمرصاد، وكما تدين تدان، حين تحاول العبث مع النساء الضعيفات، اللاتي يفدنَ على مؤسستكَ لتقدم لهن الخدمة، حتى يستطعنَ مواجهة الحياة بعفة وشرف، وتبدع في استخدام اساليبك الخبيثة، لتجعلها تيأس لكثرة الروتين، وتتعمد الى إطالة أوقات مراجعتها، كي تكون صيداً سهلاً لك، وتطالبها بوسائل قذرة مقابل تمرير معاملتها.

ختاماً: عندما تنزع إنسانيتك، وتقودك رغبتك وشهوتك، سوف تصبح كالحيوان بلا رحمة، وأخص الموظف القبيح الذي يتصيد بأعراض الناس، من أجل إشباع غريزته، وستكون كضبع مفترس، عذراً يا هذا كم هو سعر أختك!؟