بسم الله الرحمن الرحيم
في بداية كلمتي أتوجه بالدعاء والحزن يملأ جوارحي إلى تلك الأرواح الطاهرة من الذين نادوا بالحق ورفضوا الفساد ونادوا بتحرير الارض فسالت دماءهم الزكية وفاضت أرواحهم إلى البارئ جل وعلا من اجلنا واجل بلدنا، وهذا ما يُلزمنا الاستمرار على نهجهم، اسكنهم الله فسيح جناته وسددنا لتحقيق آمالهم وأمنياتهم للحفاظ على الوطن وعلو شأنه.
أخوتي واخواتي؛ البلد يمر بوضع خطير جداً، فمعاناة المواطنين على أشدها بسبب استفحال الفساد المالي والإداري، وما ترتب على ذلك من انعدام الامن وتعطل الخدمات بسبب هذا الفساد وانهارت منظومة الكهرباء وانقطعت المياه وتدهور القطاع الصحي والتعليمي، بل كافة القطاعات على الاطلاق، مع التدخلات الإقليمية والدولية، فضلاً عن التدهور والفشل الكبير لمشاريع الاستثمار لكون التعامل مع هذه الملفات يتم من قبل الفاسدين انفسهم.
لقد أصبحت البطالة هي النتيجة الطبيعية لمن يبلغ سن العمل من الخريجين وغير الخريجين، واستفحل الفقر ولم تستطع الحكومة إيجاد بدائل عن النفط كموارد للبلد على كثرتها في عراقنا العزيز، ومعنى ذلك سينهار الاقتصاد وسيعيش اكثر من 50٪ من الشعب العراقي تحت خط الفقر خلال بضع سنوات، للأسف عجزت الحكومات خلال الثمانية عشر عاماً عن بناء وطن يليق بشعب العراق وامكاناته الهائلة بسبب الفساد والمحاصصة، والوضع يتجه من السيء الى الأسوأ، وليس هناك أملاً في المستقبل إن استمر الوضع على ما هو عليه الآن؛ مع يقيننا ان العراقيين الشرفاء قادرون على النهوض ببلدهم إن تغيرت إدارة البلد وتم تبني سياسة مصلحة العراق اولاً ومحاربة الفساد ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
اليوم نحن بأمس الحاجة الى تكاتف المخلصين من أبناء بلدنا ورص الصفوف ومساندة بعضنا البعض لكي ننقذه من واقعه المأساوي، لقد اتصل بي الكثير من الكوادر العراقية ومن العراقيين المخلصين والشرفاء ومن منظمات المجتمع المدني من داخل العراق ومن خارجه لبحث هذا الواقع المتردي مع اعتقاد الكثير منهم انه لا يمكن الخروج من هذا الواقع من دون اصلاح العملية السياسية؛ وتم الاتفاق على عقد مؤتمر عاجل لبحث كيفية الخروج من هذا الوضع المأساوي والخطير الذي لا يستحقه الشعب العراقي الكريم قبل فوات الأوان.
وإني أطالب من هذا المنبر كافة المخلصين من أبناء وطننا ممن يجدون في أنفسهم الكفاءة والقدرة لإنقاذ البلد من هذا الواقع المتردي مع إمكانية إدارته، واخص بالذكر النخب في مختلف القطاعات ممن لهم الخبرات المطلوبة لتقديم المشورة والنصيحة لإدارة البلد ورسم السياسات اللازمة ليتم دعوتهم الى هذا المؤتمر الوطني.
نأمل ان تتشكل في القريب العاجل حكومة مغايرة للحكومات السابقة من الكفاءات المخلصة للبلد بعيدة عن المحاصصة لإنقاذ البلد وإخراجه من ازماته وتحقيق الامن والعدالة الاجتماعية وتوفير الخدمات والرفاه الاقتصادي والنهوض به فليس ذلك على الله وعلى أبنائنا المخلصين ببعيد.
اخوكم محمد توفيق علاوي
(يمكن التواصل للمشاركة في المؤتمرعلى الايميل [email protected])