ترافقا مع زيارة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الى محافظة نينوى ، اعلنت مفوضية الانتخابات عن عملية تصفية ادارية لموظفيها في مكتب نينوى بتبريرات يجد حتى الجاهل غير العارف بما يجري في كواليس الحلبوسي صعوبة في تصديقها الا على قاعدة ” كذب المصفط احسن من صدك المخربط “، فتقول في بيان لها “أن التغييرات التي أجرتها في مكتبها بمحافظة نينوى كانت بسبب وجود إخفاقات إدارية وتسيب في الالتزام بأوقات الدوام الرسمي”..!
واضافت في بيانها إن “مفوضية الانتخابات اجرت هذه التغييرات في مكتبها في نينوى، شأن إداري لمصلحة العمل ومقتضيات مصلحة العمل الانتخابي”.
البديهي في العمل الاداري ان العقوبات تدرّجية ولاتذهب الى اعلى سقوفها بالفصل من العمل الا بعد تنبيه وانذار وقطع راتب وتشكيل لجان تحقيقية حتى يتم اتخاذ قرار الفصل من العمل ، لكّن “ثورية” مفوضية الانتخابات، التي بح صوتها وهي تنادي بالشفافية ، لها رأي آخر في هذه التقاليد العريقة التي تحمي حقوق الموظف والمؤسسة معاً ، خصوصاً وانها تقود عملية انتخابية عليها عشرات علامات الاستفهام ليس آخرها فقدان مئات الآلاف ، ويقال ملايين ، والله اعلم ،من بطاقات بايومترية خرجت لتوها من فرن المفوضية !
المثير للشكوك والسخرية معاً ان يكون مكتب نينوى الوحيد الذي رصدت فيه المفوضية خروقات ادارية نوعية من طراز ” عدم الالتزام باوقات الدوام ” فيما بقية مكاتب المحافظات تسير فيها الامور كما يقال باجواء “الدنيا ربيع والجو بديع ” ، رغم ان المفوضية في بيان لها قالت “توجيهات رئيس مجلس المفوضين بشأن ضرورة قيام اعضاء مجلس المفوضين والمديرين العامين بزيارة المكاتب الانتخابية في المحافظات لمتابعة العمل في المكاتب ومراكز التسجيل والمخازن واداء الموظفين وهذه اللجان دائما لديها جولات في كل مكاتب المحافظات”..وهي لحسن الحظ لم ترصد اية خروقات ادارية بقدرة قادر !
والغافلون عن الحقيقة لايعرفون ان الاجتثاث الذي حصل في مكتب نينوى للموظفين ” شلع قلع ” اسبابه سياسية تماشيا مع رغبات “الزعيم ” الذي يرتعش خوفا من ” مأكودية ” خسارته لهذا اللقب في الانتخابات ، فعمل هذا الزعيم وفق مبدأ ” اتغدى بك فبل ان تتعشى بي ” ، لكنّه ضيّع تغيّرات الزمن ليلتجىء للفولكلور الشعبي علّه ينقذه من السقوط الاكيد بالتحالف مع اصابع له في مفوضية الانتخابات !
حائر هذا الحلبوسي ، حتى وصلت حيرته الى حدود الانهيار العصبي بعد الفتح المبين في جرف الصخر على يد غريمه خميس الخنجر الذي نجح فيما فشل الزعيم فيه ، حائر في مواجهة هذا الغريم الصاعد للواجهة السياسية .
حائر هذا الحلبوسي حتى في الانبار وهو يشتت موظفين في المحافظة الى اماكن بعيدة في اطراف المحافظة ، لانهم انتقدوه على منصّات التواصل الاجتماعي ” ، والفعل نفسه قام به للذين اثنوا على الانتقادات في ” لايكاتهم ” !
فهل يصلح خائف من ” الفيس بوك ” ان يكون ” زعيماً” ؟!
لايريد ان يدرك هذا الرجل الموهوم من ان لعبة البوبجي التي يلعبها لاتصلح ان تكون قارب نجاة له وهو يغرق في لجة اندفاعاته المراهقاتية ، ولن يسمع صراخه ” اني اعرق ..أعرق..” لاحلفاء الامس ولا منافسو اليوم !!