لا يمكن نكران إننا البلد الوحيد في العالم الذي يستغل كل الأعمال والأفعال والظواهر من اجل تجييرها سياسيا وحزبيا وطائفيا ولأغراض متعددة فاقت تصور كل المخترعين والمكتشفين .
فإذا تخاصم جار شيعي مع سني بسبب خلاف بين أطفالهما فالشجار طائفي ويدخل ضمن المحاصصة الطائفية وعلى العشائر أن تعقد جلسة ( كعدة ) ويتم فيها الفصل العشائري (وجيب ليل واخذ عتابه) .
أما إذا تجاوز أو أهمل سائق إشارة المرور وتم تغريمه فهذا يعد استهداف لطائفة دون غيرها وهو عمل مقصود يجب على طائفته عدم السكوت عليه حتى لو اضطرت لغلق الجوامع والمساجد .
وإذا غرقت بغداد ودخل الماء بيوت معينة ولم يدخل أخرى فان تلك المياه طائفية وتستهدف طائفة دون غيرها ، بل ولربما تكون موجهه من المالكي أو مكتبه بقصد إثارة النعرات الطائفية .
وإذا سقط عمود كهرباء فان من أسقطه المالكي او مكتبه لأنهم تعمدوا عدم تثبيته جيدا ً بالأرض .. .
وهكذا يستمر اسم المالكي يتردد في كل شيء سلبي دون ان يذكر في شيء ايجابي رغم وجود مئات الانجازات التي تحسب للمالكي وأنا هنا لا أدافع عن المالكي بقدر ما أدافع عن المنطق والحق .
في حين نجد بقية الكتل ووزرائها وبرلمانيها أما ملائكة أو منزل بهم فرمان سلطاني يمنع المساس بهم لأي سبب كان.
ولربما سنجد من يخرج علينا ليتهم المالكي بخسارة برشلونة او ريال مدريد في بطولة اوربا او في الدوري الاسباني .
او يضع اللوم على المالكي بسبب اخفاقات المنتخب الوطني معللين ذلك بان المالكي هو من رشح مدربا من مكتبه او من المقربين اليه .وهذه النغمة تعودنا على سماعها في كل اخفاقة تحدث لهذا المسؤول أو ذلك الوزير .
وقبل أيام غرق العراق وليس بغداد فقط وبدل أن يتكلموا عن هشاشة انجازات وزارة البلديات والدوائر المرتبطة بها بما فيها أمانة العاصمة من حيث رداءة الخدمات التي قدمتها طيلة السنوات الماضية.
وبدل أن يلام وزير البلديات الذي يتحمل مسؤولية الانهيار التام لمنظومة تصريف مياه الامطار والصرف الصحي حيث أثبتت الوقائع إن نسبة انجاز وزير البلديات لا تتعدى 1-2% وهو المحسوب على التيار الصدري الذي طالما نادى زعيمه مقتدى الصدر بخدمة المواطنين وأصر على استلام الوزارات الخدمية.
ولكن للأسف وجدنا إن تلك الوزارات كانت من افشل الوزارات في الخدمة وهذا ما أثبتته الأحداث و اغلب الاستفتاءات ، بالإضافة إلى رأي الشارع العراقي بذلك ولا ادري هل يعلم سيد مقتدى بهذا الأمر أم لا ؟ .
أقول بدل أن يقع اللوم على وزراء ومسؤولي الخدمات نجدهم يضعون اللوم على الحكومة وكان وزرائهم ليسوا من الحكومة ، وان كانوا كذلك فلماذا لا يستقيلوا ويثبتوا وطنيتهم ؟ .
والشيء المخجل أن تصل الأمور بالبعض لتدمير الشعب من اجل تسقيط المالكي فيضعون الحجر الكبير والفطائس والنفايات في المجاري الامر الذي يؤدي الى عرقلة مرور مياه الامطار فيها فتحدث الفيضانات ويلحق الاذى والضرر بالمواطن البريء وهو ما يدفعه للتذمر من حكومته متناسين إن الشعب بات يعرف من هو المسؤول عن الخدمات.
وهنا لابد ان نتوجه بالشكر لرب العالمين الذي انزل المطر علينا ليزيل الغبار عن وجوه كالحة ويكشف حجم تأمرها وإيذائها للشعب عكس ما تدعيه من حرص على مصالحه وتقديم افضل الخدمات اليه وهي الكذبة المضحكة المبكية .
وبالأمس القريب حدثت هزات ارضية بلغت في بعض المناطق اكثر من 6 درجات بمقياس ريختر وأدت الى بعض الاضرار في الممتلكات والأرواح ، وأنا متأكد ان البعض من السياسيين منشغل الان في كيفية استغلال الهزات الارضية من اجل ان يعزو سبب حدوثها الى المالكي ومكتبه .
ولربما سيخرج علينا بعض السياسيين ليقول لولا تحرك المالكي الكثير واستمرار تنقلاته بين المحافظات وحضوره للندوات والمؤتمرات لما تكسرت القشرة الارضية وحدث خلل فيها ادى الى حدوث هزات ارتدادية .
او سيقولون ان كثرة غضب المالكي من تصرفات وزرائه وضربة لطاولة الاجتماع بيده جعل قوة الضربة تنعكس بصورة ارتدادية من الطاولة التي امامه الى الارض فتحدث تخلخل في استقرار ها واهتزاز في تراكيبها القشرية فتضمحل قوة صمودها فتحدث الهزات الارضية.
بل سيخرج علينا من يقول ان هذه الهزات كانت بدعم وتمويل من المالكي ومكتبه ، وقد يظهر لنا على احدى الفضائيات من يعرض وثيقة مفبركة تدعى خضوع هيئة الانواء الجوية لتعليمات المالكي ومكتبه وهو يأمرها بالتلاعب بالقشرة الارضية وإحداث الهزات فيها لإغاظة خصومه ومعاقبتهم.
وستقيم بعض الفضائيات ندوات وحوارات وتأتي بشخصيات معروفة الاتجاهات لتلصق عملية الهزات الارضية وارتداداتها بالمالكي محملة اياه مسؤولية الحفاظ على القشرة لسابع طبقة بالأرض .
كما سنسمع من يتهم المالكي وبالتواطؤ مع قوات سوات او بعض القوات الامنية بالتلاعب بالقشرة الارضية في محافظات معينة بقصد النيل من طائفة دون غيرها .
وقد نسمع من يقول ان هذه الهزات تمت بأمر مباشر من المالكي ومكتبه لتهميش الطوائف والكتل الاخرى .
او هنالك من يقول بان المالكي هو من دبر لهذه الهزات الارضية للنيل من خصومه السياسيين قبل الانتخابات معولا على قتلهم او سقوط المباني على رؤوسهم فيريح نفسه ويريح العراقيين منهم .
وقد يخرج علينا من يقول بان رفضنا لصفقات تسليح الجيش العراقي كانت في محلها لأننا رغم قلة تسليحنا إلا ان حركة الياتنا المستمرة لمطاردة الارهابيين احدثت خللا في الارض وولدت هزات ارضية فكيف نقبل ان يأتي المالكي بالمئات منها ليزلزل الارض ويخسفها بنا .
كل هذا يفسر في العراق دون غيره من البلدان والمبتلى الأول والأخير هو رئيس الوزراء وكأن الحكومة ليس فيها سوى المالكي فقط .
وأنا هنا اكرر اني لا ادافع عن السيد المالكي لأنه ليس بحاجة لدفاعي ، ولكني ابكي دما على ما آل اليه حالنا وحال بلدنا عندما استطاعت بعض الطفيليات ان تتسلق جدار العملية السياسية وتمتطي صهوة القرار وأصبحت احلامنا وأمنياتنا رهنا بهؤلاء الجهلة الذين حذفتهم الاقدار علينا فعاثوا فسادا وخرابا في البلد دون رادع من ضمير او اخلاق او دين .
وكيف نطالبهم بالأخلاق وهم اول من رموها في حاوية النفايات ، وكيف نطالبهم بمخافة الله وهم اول من رماها في فتحات المجاري الخاصة بتصريف مياه ألأمطار وكيف نطالبهم بعدم التجارة بمعاناة الشعب لتحقيق مآرب ضيقة ورخيصة وهم اول من وضعوا تلك المعاناة تحت اقدامهم وسحقوها كما يسحق فيلاً نملة؟.
فالى متى نبقى مغفلين ويضحك علينا بعض أدعياء خدمة المواطن ؟.
… والى متى نبقى سذج ونتقبل تنسيب الامور السلبية الى المالكي دون غيره وكأننا بهائم لا عقل لها ولا اردة كما يظن ذلك البعض .
اعتقد انه حان الأوان لنقول لهؤلاء كفى لعبا على الناس ومعاناتهم !!.
لقد قربت ساعة الحساب ولا يفصلنا عنها سوى اشهر قليلة وسوف يثبت الشعب لمن استغفلوه سابقا وزوروا اصواته انه لهم بالمرصاد .
ويومئذ ستسود وجوه وتبيض وجوه ووقتها سيكون لكل حادث حديث .