24 نوفمبر، 2024 9:51 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. سلام إبراهيم: جعلت من ذاتي الموشور الذي كشف المحيط والذات البشرية وخرق القيم بكل تابوهاتها

مع كتابات.. سلام إبراهيم: جعلت من ذاتي الموشور الذي كشف المحيط والذات البشرية وخرق القيم بكل تابوهاتها

 

خاص: حاورته- سماح عادل

لا تملك إلا أن تتماهى مع نصوصه، تشعر في بعض الأحيان أنك مكانه، وأنك ربما تتعرض لما يتعرض له من قساوة، تخطفك نصوصه لتضعك في قلب الأحداث، تشعر بقربك الشديد، وذلك الحديث الداخلي الطويل يمسك أيضا. تشعر بحميمية تجاه الأبطال الذين لا ينكرون لحظات الضعف، والذين يسعون إلى أحلامهم بقلب بريء، لكن الحياة تأبى أن تحقق أحلامهم وتتركهم ينسحقون. استطاع الوصول إلى عمق الشخصية العراقية من خلال محاولته فهم ذاته وذوات الآخرين وتعقيداتها وتشابكاتها وصراعاتها النفسية، وبوعي قرر أن يكتب دون خوف أو محاولة لإخفاء شيء صادم. فالجرأة والصراحة من مميزات الكتابة لديه.

هو “سلام إبراهيم” قاص وروائي وناقد عراقي، من مواليد 12 أغسطس 1954 “الديوانية”، العراق. ساهم في النشاط السياسي والأدبي، حيث أنضم بوقت مبكر لتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي السرية.

تعرض للاعتقال والتعذيب النفسي والجسدي أكثر من أربع مرات للفترة من 1970 ـ 1980. سيق جندياً احتياطا إلى جبهات الحرب مع إيران. التحق بصفوف الثوار في كردستان في آب 1982.

في شباط 1983 تسلل إلى المدن مختفياً حتى تشرين الأول 1983. التحق بوحدته العسكرية بعد أن ضاقت به السبل ـ مستفيدا من عفوٍ عام ـ ليبقى في أتون جبهة جنوب البصرة المحتدمة حتى شباط 1985.

أعطبت وظائف رئتيه بنسبة 60% نتيجة للقصف بالأسلحة الكمياوية على مقرات أحزاب المقاومة في زيوة خلف مدينة العمادية بتاريخ 1987. في حملة الأنفال آب 1988 نزح مع جموع الأكراد إلى تركيا ثم إيران ليمكث في معسكرات اللجوء بأقصى الشمال الإيراني، ثم سوريا فموسكو. في عام 1992 لجأ إلى الدانمارك، وما زال يقيم فيها.

بدأ بكتابة القصة القصيرة أوائل السبعينيات. نشر أول قصة قصيرة له في صحيفة التآخي العراقية، كانون الأول 1975. كتب أكثر من خمسين قصة قصيرة منذ ذلك التاريخ وحتى 1994.

رواياته: (“رؤيا الغائب”، 1996- “الإرسي”، 2008- “الحياة لحظة”، 2010- “في باطن الجحيم”، 2013- “في باطن الجحيم” مترجمة إلى الإنكليزية عن دار – صافي – الولايات المتحدة الأمريكية 2014- “حياة ثقيلة”، 2015- “إعدام رسام”، 2016- كل شيء ضدي).

ومجموعاته القصصية: (“رؤيا اليقين” (مجموعة قصصية)، 1994-“سرير الرمل” (قصص)، 2000- “طفلان ضائعان” (مجموعة قصصية) 2019).

وسعدنا بهذا الحوار الثري الذي أجريناه معه:

** كيف بدأ شغفك بالكتابة، وهل ارتبط باكتشاف العالم من حولك، وقسوة السلطة وبطشها، وتداعيات تعرضك لهذا البطش من اعتقالات وتعذيب وحشي؟

– الكتابة ليست شغف فقط بل هي جزء من تكوين الكاتب، تنمو معه منذ الطفولة بأحلام اليقظة والخيال فيتسع عالم الطفل وأحلامه. وهذا ما حدث معي وصورته في العديد من قصصي القصيرة، أذكر منها “أزقة الروح” من مجموعتي الثانية “سرير الرمل”، عن طفل كثير السرحان يفكر في الغيوم ومصير الطيور في السماء والنمل في ثقب الأرض فيعاقب لتأخره اليومي من الأم، وهذه السعة في الخيال جعلته يسقط بالحب باكراً والقصة عن تجربتي كشأن جميع قصصي.

ومع مرحلة الصبا والمراهقة كانت الكتابة حاجة داخلية أسجل فيها هواجسي وأسراري والمحيط من حولي، فبدأت باكراً في كتابة اليوميات ورسائل الغرام لبنت الجيران، ومع تورطي في الحياة السياسية باكراً وتعرضي لاعتقالات المتكررة في سبعينيات القرن الماضي صارت الكتابة سراً وهماً أقول فيها كل شيء، إلى أن وجدتني في يوم وبعمر السادسة عشر أكتب قصة قصيرة عن سطو للتلصص على امرأة عارية وهو فعل ارتكبته لأول مرة ولا أستطيع البوح به لأحد، وهكذا ترين أن الكتابة ليست شغف بل جزء من كيان الكاتب.

**  في رواية “الإرسي” وفي رواية “في باطن الجحيم” حكيت بالتفصيل عن القصف بالأسلحة الكيماوية على مقرات أحزاب المقاومة في زيوة خلف مدينة العمادية بتاريخ 1987. الذي تعرضت له أنت ورفاقك.. لما كتبت عن تلك التجربة أهو نوع من التوثيق للتاريخ أم سعي إلى كشف الجرائم التي قام بها الديكتاتور إزاء الثوار، خاصة وأن بعض الرفاق قد ركزوا على تداعيات ذلك القصف سياسيا دون الالتفات إلى تأثيره الإنساني؟

– رواية “الإرسي” سابقة كتبتها بين 1996-1999 صورت فيها المخاض الذي عشته والمخاطر التي عبرتها بأحلامها وكوابيسها ومخاطرها وحرماناتها حينما هربت من جبهة الحرب مع إيران والتحقت بالثوار الشيوعيين في الجبال، فعبثت بي الأشواق لزوجتي وأبني ابن الستة أشهر فتسللت إلى مدن الجنوب العراقي في عز قوة السلطة وجبروتها واختفيت في بيوت وأمكنة اخترت منها بيت عمتي وسط المدينة فرتبت “الإرسي” القديم ومن هنا جاء أسم الرواية، لأقضي فيه فترة من التواري هي الأشد عناءً.

وكما أذكر دائماً أن رواياتي روايات ثيم لا روايات أحداث، وفي هذه الرواية أشتغلت على ثيم عدة الجوهرية منها هي محاولة الحفاظ على الكينونة زمن الدكتاتورية والحرب ليس بجبن وضعف لكن حباً بالحياة وتشبثاً بها ورغبةً فيها، وتتفرع بقية الثيم التي قدمتها في فصول بعناوين وكل فصل يحكي تجربة تحلل ثيمة فمثلا – فوهة الخلاص- تصور العالم الداخلي للشخصية المحورية بعد حصوله على مسدس أشترته له زوجته بعد أن باعت ما تملكه من ذهب، وهي تظن أنه سيقاوم به، ولا تعلم أنه قرر لو حوصر سوف ينتحر به فهو لا يريد الوقع بأيديهم لأنه ذاق جحيم الاعتقال والتعذيب أكثر من مرة، يصور الفصل عالمه النفسي وهو يتخيل اللحظة تلك وحيرته بين حبه للحياة وإعدامها بين الجبن وشجاعة الأقدام مستعيداً لحظات جبنه في أحداث مرت بحياته ولحظات شجاعته، وهذه الموضوعه هي ثيمة الفصل.

وهكذا في فصول الرواية الأخرى وأقسامها، ما ذكرته هو ما صورته في القسم الثاني من الرواية وفي فصليها الأخيرين بعد التحاقه وزوجته مرة أخرى إلى الجبل والتصوير في “الإرسي” هو مزج بين العالم الداخلي والأخيلة والكوابيس التي عصفت بيّ وقت الإصابة وأنا أتأرجح بين الموت والحياة لمدة شهر وبين السرد التفصيلي لما جرى من أحداث بعد قصف الطائرات بالسلاح الكيمياوى وما رأيته في لحظات اليقظة الأولى حتى الغيبوبة، والشخصية المحورية في الرواية في ختامها يهبط إلى قاع لا عالم له والجملة كناية عن الموت الذي ينتهي إليه جميع أبطال رواياتي في خلاصة أنا نفسي أستغربتها.

بنية هذه الرواية تختلف تماماً عن بنية رواية “في باطن الجحيم” التي صورت في قسميها الأول والثاني مجرى التحقيق معي مع محققي الدولة الدنماركية والهولندية وهنا لا مجال للأحلام والأخيلة صورت بدقة ما جرى كشهادة تاريخية لكن بنص فني ولغة أدبية حرضني عليه كما ذكرت في مدخل الرواية شهادة رفيقتي “كاترين مخائيل” في محاكمة الدكتاتور صدام حسين، وكانت شهادة ضعيفة ركزت على الجانب الدعائي الحزبي وليس على الجانب الإنساني.

بالمناسبة أرسلت لي دعوة للحضور في محاكمة صدام كشاهد لكنني أهملتها إذ لم أرد أن ألطخ أسمي مع سلطات جاء بها الاحتلال الأمريكي، ولهذه الأسباب وجدتني أكتب شهادتي التي حينما أكملتها وجدتها ينقصها شيء، فتولدت فكرة كتابة المأساة الإنسانية لهرب سكان القرى الأكراد ودخولهم الحدود التركية وما جرى لهم ولنا وكنا معهم فصورت ذلك في فصل الرواية الثالث المعنون “ما لم يطلبه المحققون”، وهكذا ترين الكلام عن الروايتين مختلف باختلاف ثيمة النص والحدث نفسه يأخذ أبعاد مختلفة باختلاف ثيم وفلسفة النص في النصوص الروائية الحقيقة.

** كان رأي العديد من النقاد أن “سلام إبراهيم” استطاع تقديم تحليل عميق للشخصية العراقية، ورصد وتصوير عذابات العراقي. وأشاد بعض النقاد بطريقة الحكي لديك ورصد تفاصيل هامة.. هل كنت تسعى بوعي كامل إلى تقديم فهم عميق للشخصية العراقية ورصد ضعفها وتذبذبها وتأثيرات عقود من الصراعات والحروب والقهر السلطوي علي تلك الشخصية، وأيضا مواطن القوة فيها والتحدي؟

– ما شغلني بوقت مبكر من حياتي وأنا أرصد الحياة في العائلة والشارع والمدرسة والحرب المستمرة منذ 1961 حينما تمرد “مصطفى البارزاني” ورفع السلاح على سلطة “عبد الكريم قاسم”، والانقلابات المتكررة، كنت أرقب بعينين محزونتين توابيت الجنود القتلى القادمة من الشمال طوال ستينات وسبعينات القرن المنصرم، ثم الحروب التالية إيران، أمريكا، الحروب الأهلية المستمرة حتى الآن،  فعكفت على دراسة التاريخ العراقي السياسي والاجتماعي والأدبي أيضاً وبوقت مبكر لهذه الأحداث دراسة ممنهجة.

مضاف إلى التاريخ الشفوي من شفاه شخصيات نافذة في المحيط ساعدني ذلك بوقت مبكر عملي مع عمي “خليل” الحلاق وسط المدينة، وحال نضجي تعمقت في البحث والدراسة الميدانية المترافقة مع الكتابة، وقليلا قليلا بدأت الدهشة من سلوك وتقلبات الشخصية العراقية يتلاشى وأنا أعاصر الحشود التي هتفت مع الشيوعيين زمن قاسم “أحمر خطر لا تجيسه يكهرب” ومع البعثيين عقب انقلاب 1963 “شعب شعب كله بعث موتوا يرجعية”، ومع الأحزاب الطائفية التي نهبت البلاد والعباد وباعت العراق لدول الجوار “علي وياك علي”.

هذه الشخصية وبوعي كامل عملت على تفكيكها وعرضها في نصوص صريحة بلا أقنعة ولا رموز عن طريق تحليل شخصيتي وتجربتي، فأنا الأخر أحمل أمراض البيئة التي نشأت فيها وعملية الغوص في سلوكي ومساري بما أحمله من أفكار وهواجس وتصرفات ومواقف سيؤدي بالضرورة والسياق إلى الغوص في أعماق المحيط والآخر وبالتالي المجتمع والقيم، وهذا جذر ما فعلته، بدأت بسرد تجاربي السرية والعلنية متسلحاً بالمنجز النظري الذي يدرس الشخصية البشرية من نواحي نفسية واجتماعية وسياسية وبنيوية وما خلصت إليه من تجارب حياتية في المخاض العسير الذي خضته.

مضاف للتاريخ الاجتماعي والسياسي للفرد العراقي، هذه الصراحة والعري المسرود بنص أدبي فني جهدت على تجويده وظهوره بمستوى واحد من الأداء في كل كتبي العشرة التي صدرت يبدو أنه ألقى الضوء الكاشف على الشخصية العراقية وبنيتها وتعقيداتها وتناقضاتها بين ذروة الشجاعة وذروة الجبن وما بينهما من توترات ومراتب سعيت إلى تصويرها بدقة وعمق.

** يعني كان الانطلاق من داخل ذات الكاتب.. لذا لم تكتب عن أبطال آخرين وكان تقريبا البطل الرئيسي في أعمالك هو صورة عنك؟

– لا عزيزتي هذا التفسير فيه تبسيط حينما يصاغ بهذه الكيفية، ممكن القول بأني الشخصية المحورية التي تدور وتخوض في الحياة فتصور كل ما يصادفها تارة بعينيها وتارة بعيني أبطالها، فمثلا في روايتي “حياة ثقيلة” هنالك ثلاثة أقسام وثلاث شخصيات محورية صورت تفاصيل حياتها وكنت الشخصية الرابعة السارد والظل الذي لم يعرض عن حياته إلا ما يتعلق بهذه الشخصيات ومصائرها التراجيدية التي تنهي جميعاً الأربعة بالموت كل حسب مصيره، يعني إذا قلنا بما ذهبت إليه فمعنى ذلك أنني أموت في كل رواية وأحيا في الثانية في لعبة ساذجة بينما المصير التراجيدي للشخصيات والشخصية المحورية كان نتيجة منطقية أدى إليها مسار النص الحي، وهو مسار مستقل عن الكاتب في كل نص حقيقي، لكن الأدق والحقيقي ما ذكرته جعلت من ذاتي الموشور الذي كشف المحيط والذات البشرية وخرق القيم والعادات والتقاليد بكل تابوهاتها. ولو كان الأمر مثل ما ذهبتِ إليه لما وجدت النصوص هذا الصدى والتفسيرات المختلفة.

** حين يكون الموت هو المصير والنهاية ألا يشي ذلك بعدم وجود أمل في إحداث التغيير على مستوى الوطن، وأن تتغير كل تلك الأوضاع نحو الأفضل؟

– في سياق حوارنا أشرت إلى أنني اندهشت كون مصائر شخصياتي كلها تقتل وليس تموت فكل البشر يموتون في نهاية المطاف وهذه طبيعة الحياة. تقتل ولم أعمد إلى ذلك وبينت أن مسار صيرورة النص أدت إلى ذلك، وبينت كذلك أن أني كنت موشوراً سردياً لما حدث لوطني وأبناء جلدتي، وثيمة الموت هي الثيمة الجوهرية للتجربة العراقية المعاصرة منذ تأسيس الدولة العراقية بحدودها الحالية عام 1921، ثيمة يومية عادت مألوفة وهنا أقصد ليس الموت العادي أو موت الله كما يقال بل قيمة الموت قتلاً في الشارع، في السجون والمعتقلات، في الحروب الداخلية، ومع الدول الأخرى. والكاتب أبن عصره وإذا لم يعبر عن زمنه وعصره لا قيمة لكل ما كتب وهذه علّه أغلب الكتاب.

أما عن الأمل ليس مهمة الروائي إيهام الناس بمستقبل غير منظور ولا يراه، هذا ما يفعله السياسي العراقي مهمة الكاتب الغوص وكشف الحقيقة من خلال نصوصه الأدبية التي بالتالي تمنح وعياً للأجيال القادمة.

** في رواية “الحياة لحظة” حكيت عن الشك والريبة لدى الثوار والذي كان يدفعهم إلى احتجاز الوافدين ممن يشكون بهم وتعذيبهم وحتى قتلهم ثم يتبين أنهم أبرياء. وتبريرهم لذلك بسعي السلطة إلى اصطيادهم وقتلهم، وفي رواية “الإرسي” حكيت عن تحرش بعض الثوار بزوجة البطل، ورفيقات أخريات، ومدى الحرمان الجنسي الذي كانوا يعانون منه مما تسبب في تهافتهم على النساء، لكن مع ذلك لم يدن الراوي هؤلاء الثوار وإنما رصد ضعفهم الإنساني.. هل ترددت أثناء الكتابة في كشف سلبيات الثوار ولحظات ضعفهم خوفا من تفسير ذلك بشكل خاطئ وإدانة الثوار.. أم سعيت إلى الكشف بوعي كامل؟

– بينت لك بأنني لم أتردد لحظة في الكتابة بصراحة وعري كامل عن كل شيء وهذا موقف فكري وفلسفي وإلى طبيعة بيّ أيضاً فأنا في الحياة كما الكتابة لا أخفي شيئاً صريح وقد أكون خفيف الملاحظة في التعبير لا ثقيلا كما هو في النص. ما حكيت عنه في “الحياة لحظة”، هي تفاصيل لثوار شيوعيين خرجوا مكسورين مهزومين من تجربة كفاح مسلح وحلوا في مدينهم الفاضلة وقتها “موسكو” التي شاهدوها تتهاوى أمام أنظارهم وذلك ما حرضهم على مناقشة أصغر ما ارتكبوه من أخطاء تتعارض مع النزعة الإنسانية المعنية بالإنسان كقيمة مطلقة، وهي وجهة نظر السارد وفلسفته ومن هنا أنصب الضوء على هذا السلوك فبرز قبيحاً يقترب من الجريمة إذا لم يكن الجريمة نفسها.

في واقع الحركات الثورية المسلحة يجري هذا في كل العالم، فأنت في حرب يا أما أن تُقتل أو تَقتل، وسلطة الدكتاتور في ثمانينات القرن الماضي وقت الحرب العراقية الإيرانية من أقوى الدكتاتوريات النفطية في العالم ولديها جهاز مخابرات خارق. أتدرين أن قيادات الحزب الشيوعي العراقي التي خاضت الكفاح المسلح تبين أنها مخترقة، أما ما ضخه من عملاء كانوا يقومون بالاغتيالات، ووضع السموم في حباب الماء في مقرات الثوار، أو أرسائل مواد غذائية مسممة فأعدادهم كبيرة جداً، لذا فمثل هذه الإجراءات التحقيقية أمر طبيعي، وكنت أشاهد ما يجري لكني رفضت رفضاً قاطعاً المساهمة في التعذيب.

كما ذكرت في “الحياة لحظة”، رفضت عرض مسئول السجن كي أخذ ثأري مما تعرضت له في المعتقل وكان هذا موقفا إنسانيا، إذ كنت أنأى بنفسي عن موقف الأيديولوجي الذي يبرر حتى القتل.

أما التحرش بزوجات الرفاق فقد كنت شديد الموقف منه في الحياة الواقعية لأنه حدث مع زوجتي، التي كتبت قصصاً عن ذلك منشورة في الحوار المتمدن، لكن بعد مرور تلك السنوات وتأمل التجربة بعينين حياديتين ومن بعيد وجدتني أتعاطف مع تلك الذوات المحرومة المهددة بالموت في كل لحظة، فظهروا كما وصفتي بشر يعانون وشهواتهم الطبيعية مقموعة لظروف حياة غير طبيعية بل قاسية مثل حياة من حجر.

** هل لديك مشروع متكامل للكتابة الأدبية وما هي تفاصيله؟

– مشروعي الأدبي على وشك التمام، صدرت لي سبع روايات وثلاث مجاميع قصصية وستصدر لي مجموعة قصصية رابعة وأنجزت في السنوات الأخيرة رواية عن طفولتي ونشأتي “دونت إسبيك أطب” تتبعت فيها الكيفية التي تنشئ الشخصية العراقية لتصبح بهذه البنية التي نراها ملغزة معقدة غامضة، ولدي كتاب سردي معد للطبع “بورتريهات” صور قلمية عن شخصيات مختلفة شعبية ومثقفة ممن عاصرتهم وعرفتهم عن قرب.

مضاف أني أعد هذه الأيام ما كتبته عن السرد العراقي في مشروع نقدي توقفت عنه منذ عشرين سنة لأركز على كتابة نصوصي، أعده ليصدر ككتاب، كما أن لدي كتاباً يدرس حركة المجددين في الشعر العامي العراقي منشور أغلبها في الصحف والمجلات العراقية والعربية، المشروع كما ذكرت متكامل وما تبقى يكمله.

إذ حصل الأستاذ “د. حيدر الكعبي” على شهادة الدكتوراه بدراسة “البنية السردية في روايات سلام إبراهيم” من كلية التربية الجامعة المستنصرية، كما حصلت الطالبة “ليبيا كريم” على الماجستير في علم الاجتماع في كلية الآداب جامعة القادسية بدراسة رواياتي مع روائيين من مدينتي.

ولا أدري هل يسمح لي العمر بالعمل على مخطوطة قديمة “في حضرة شيخي الجليل” نشرت مقاطع منها وهي تجربة صوفية في علاقتي بالدين وأدوات الخالق المفترضة كتيتها في فترة حصاري بموسكو عام 1991.

** في دراستك “الرواية العراقية: رصد الخراب العراقي في أزمان الديكتاتورية والحروب والاحتلال وسلطة الطوائف”. قسمت الدراسة بين نمطين من السرد الروائي، الأول: “سرد في ظل الديكتاتورية” تجنب الخوض في محنة العراقيين في زمنها ولجأ إلى الرموز أو التاريخ القديم، النمط الثاني: “سرد مكتوب في المنفى”، رسم أبعاد الواقع العراقي بعمق، أوضح فيه معاناة العراقي ومقاومته وانكساره، تراه الدراسة نمطاً جديداً في تاريخ الرواية العراقية والعربية.. أليس هذا التقسيم فيه ظلم لتجارب ونصوص كتبت في الداخل وتناولت محنة العراقي وعذاباته أيضا وهو يعاني من السلطة الجائرة ومن الحصار الاقتصادي والفقر والقهر؟

– نعم بالضبط قدمت في هذه الدراسة نمطاً جديداً في رؤية الأدب العراقي وتطوره، وهذه الدراسة استقيتها من مقالات نشرتها في الصحافة العربية في تسعينات القرن الماضي وبداية الألفية الثانية، وهي ضمن مشروعي النقدي الذي توقفت عنه، وأثبته في براهين تطبيقية. لم أتوسع فقد كانت مجلة تبين الأكاديمية حددت حجم الدراسة.

أنا متابع متفرغ للأدب منذ التحاقي بالثوار في الجبل عام 1982 وقدمت العديد من المحاضرات عن أدب قادسية صدام بين الثوار. وهنا في الدنمارك تفرغت بسبب وضعي الصحي وإصابتي في الحرب لمتابعة كل ما يصدر من مجاميع قصصية في العراق وخارجه، وأقول بوضوح بأن أغلب كتاب العراق في داخل العراق زمن الدكتاتور كتبوا أدباً تعبوياً يمجد قيم القتل والعنف وشخص الدكتاتور ورموزه العسكرية ما عدا أدباء بعدد أصابع اليد.

كاتب بارز وحيد كتب كتاباً أستخدم فيه التاريخ وصور سيرة الدم في إشارات واضحة هو “محمود جنداري” أعتقل وحكم بالإعدام ثم أطلق سراحه ليموت بظروف غامضة وكتبت دراسة عن كتابه نشرتها بعد موته في جريدة “الحياة” وسأضمها إلى كتابي النقدي الذي أشتغل عليه. لم يكتب ولم يجرؤ أحد على كتابة نصوص تنقد الأوضاع تحت ظل الدكتاتور والحصار في داخل العراق، الذي أوهم بذلك هو أن كتاب السلطة ومن مجد الدكتاتور أفقرتهم ظروف الحصار فهاجروا إلى الخارج وكتبوا بعض النصوص الخجلة عن ظروف الحصار.

في السنوات الأخيرة تبلور تيار أدبي حفر في منظومة القيم والأعراف والتقاليد سبب علّة المجتمع العراقي فهي من تفرز القادة والسياسيين وتابعت ذلك بالرغم من هجري للمشروع وقسمت الأدب العراقي تقسيماً جديدا بين أدب ثوري يحاول خرق هذه المنظومة بتعريتها وأدب محافظ راكد قابل بهذه التركيبة ومهادن أسباب الخراب والتخلف والعنف الذي يكاد يلاشي العراق كوطن. نشرت دراستين عن نموذجين ثوريين في المواقع هما عن رواية “عالية ممدوح” “الأجنبية” وعن رواية “الحلو الهارب إلى مصيره” ل”وحيد غانم”، أدعو الدارسين الانتباه لهذا التقسيم الجديد للنص الأدبي العراقي. وضعتهما قبل أيام على صفحتي في “الفيس بوك”.

** البطل في أعمالك يحب امرأة واحدة ويقدسها ويراها نصفه الآخر ورفيقة دربه وحياته، يعدد صفاتها الحسنة وشجاعتها ويعلن هوسه الجسدي بها، رغم ذلك هناك في نصوصك شخصيات أخرى تعاني هوسا ما بالمرأة وسعى إلى التواصل معها جسديا تحت أي ظرف حتى ولو عن طريق بيع الجسد أو الإغواء والتحرش.. هل يعكس هذا تناقضا ما في شخصية الذكر، الذي رغم كونه مؤمنا بالمرأة وحقوقها ويناضل معها في الجبال وفي الأماكن الخطرة إلا أنه  في داخله يحتجزها في منطقة المتعة الجسدية؟

– الرجل كالمرأة كائن بشري يجمع كل المتناقضات، والأساس الطبيعي في الحياة هو التدله بامرأة واحدة تلبي الحاجات الروحية والجسدية للرجل، وبالنسبة لها كذلك، وهذه هي علاقة الحب في جوهرها نادرة الحدوث بسبب اختلاف الطباع والمشاعر وبنية الشخصية ودرجة وضوحها أو غموضها مضاف لسر الجذب الذي غالباً ما يبهت في العلاقات. أما غير ذلك وهو الشائع في ظروف حياة لا استقرار فيها بسبب الحروب أو العوز الاقتصادي مثل ظروف المجتمع العراقي التي صورتها.

الأمر لا يتعلق بالرجل والمرأة ففي “كل شيء ضدي” صورت عذاب الرجل وهو يشك بزوجته ويغار إلى حدود الجنون وصورت سلوكها المثير الذي يشعله ويجعله يقتلها وينتحر غرقاً. إذن هي طبيعة بشرية ليس فقط رغبة رجل في احتجاز المرأة في منطقة المتعة أو هكذا الأمور في نصوصي بعيداً عن التفاصيل الاجتماعية العابرة والباهتة.

** قلت أن كتاباتك لاقت قبولا وترحيبا في الوسط الثقافي المصري.. في رأيك هل يجد الأدب العراقي في الوقت الحالي انتشارا وهل أصبحت له قاعدة من القراء في البلدان العربية المحيطة.. ولما؟

– أصلا الترحيب جاء من الوسط العربي الشامي واللبناني في كتبي الثلاثة الأولى، ثم المصري في بقية رواياتي التي طبعت في القاهرة. نعم الأدب العراقي وبنماذجه المضيئة، أشدد المضيئة، لاقى رواجاً وقاعدة في الوطن العربي لجودة الأداء والصقل ولطبيعة التجربة المختلفة وغالبيته كتب في المنفى في فسحة الحرية دون سلطة الرقيب وأغلب نماذجه كتبت خارج العراق منذ التأسيس “غائب طعمة فرمان” حتى جيلنا.

** هل فكرت في الكتابة عن ثورة تشرين التي جرت في العراق بشكل أدبي وكيف كان تأثير تلك الأحداث عليك على مستوى الكاتب الذي يعيش مغتربا ويعاني الحنين إلى الوطن وإلى أيام طفولته وشبابه  وأحبابه الغائبين؟

– كنت مع الثوار في الساحات من موقع جلوسي أمام شاشة الكمبيوتر في عزلتي الدنمراكية، وكان كل ما أكتبه من نداءات وتحريض وتحليل يتداول في ساحة التحرير وساحات المحافظات الأخرى، وكانت تصلني الرسائل التفصيلية عما يجري فأقوم بنشرها فورا معلقا ومضيفاً، وأصلا البيان الأول لانطلاق الثورة 25 تشرين 2019 بعث لي كنص أبديت ملاحظات حوله، واتفقنا على نشره على مواقع التواصل الاجتماعي في لحظة واحدة أتذكر كانت الثالثة بعد الظهر.

تابعت وكتبت سلسلة من المقالات بعناوين مختلفة، عن الحياة في الساحات، عن شعراء الساحات، عن نساء الساحات، عن شهداء الساحات، وجمعت كل ذلك بملف لدي على أمل الكتابة عن ذلك لاحقا كتابا ميدانيا أدبيا، لكن وقعت مريضا طوال أشهر عام 2020 مما عطلني عن المشروع وما أن تعافيت بعد عملية جراحية حتى عكفت على ظهور روايتي “كل شيء ضدي” ومجموعة قصصية أنتظر صدورها بعنوان “قبلة الصباح” عن دار الدراويش.

وعاكف على الصياغة النهائية لرواية النشأة “دونت إسبيك أطب” على أمل دفعها للنشر الأشهر القادمة. وعن نفس الموضوع وصلني كتابان لزميلين عزيزين هما القاص “محمد خضير” مجدد القصة العراقية و”زهير الجزائري” رفيقي في التجارب والأفكار الأولى، قصص قصيرة بإطار فني عن الثورة، والثاني يوميات ساحة التحرير، عمد إلى التسجيل والتأسيس والتفسير النظري واستمتعت جدا فيهما وحاورت مقدمة القصص في كتاب “محمد خضير”، نشرته في صفحتي، وسأحلل بقية القصص وكتاب “زهير”. إذا سمح لي الوقت سأرتب ما جمعته عن ثورة تشرين بأصوات الثوار أنفسهم في كتاب.

** في رواية “كل شيء ضدي” لما واجهت مشاكل في نشرها.. وجاء قسمها الأول استعادة لذكريات الطفولة والشباب في العراق.. ثم حكت عن شك البطل في خيانة حبيبته وتخبطه إزاء ذلك الشك ومحاولته عمل علاقة مع أخرى كانتقام.. حدثنا عن ذلك؟

– ثلاث روايات من رواياتي حاولت طبعها ونشرها في العراق:

الأولى:

“الإرسي” في عام 2005 رفضتها دار الشؤون الثقافية باعتبارها رواية تمس الأخلاق والعادات والتقاليد العراقية، ومن الطريف أن الصديق الروائي “أحمد السعداوي” هو من أثار الموضوع في تحقيق صحفي في ملحق الصباح الثقافي عن حرية النشر عام 2009 ذاكرا ما قلته عن منعها في ندوة باتحاد الأدباء بغداد شباط 2009، فردت دار الشؤون في جريدة الصباح نفسها ردا رسميا متهمة الرواية باللا أخلاقية. الرواية طبعت في القاهرة عن دار الدار المصرية 2008.

الثانية:

“في باطن الجحيم” ومن حسن حظي لم تقع بيد رقيب من أدباء البعث السابقين الذين تعج بهم غرف دار الشؤون الثقافية بل كان الرقيب-القارئ- صديقي القاص “د. لؤي حمزة عباس” الذي أتصل بي وأخبرني بأنه كتب عتها تقريرا إيجابيا وستظهر وفعلا ظهرت عام 2013.

الثالثة:

“كل شيء ضدي” بالرغم من قبول عدة دور مصرية على إصدارها ومنها دار “بتانه”، سأروي في موضع آخر ملابسات دور النشر التي ينشأها شيوخ الخليج في القاهرة مثل دار بتانه وكيفية تعاملها مع الكتاب من خلال تجربتي معها، وكان قارئ النص الصديق العزيز “مصطفى عبادة” الذي هو أول ما قدم روايتي “الحياة لحظة” للوسط الأدبي المصري في مقال يقرض الرواية نشره في الأهرام، وكان معجباً جداً ب”كل شيء ضدي” وكتب لي عن ذلك وأخبرني بأنه كتب عنها تقريرا إيجابياً، ولكن يبدو أن صاحب الدار رفضها الذي سأعلم لاحقاً من الشاعر “فارس خضر” بأن بتانة تمول من شيخ في الأمارات ولديها إمكانيات كبيرة.

سأتعرف لاحقاً من خلال كتاب لصحفية عراقية كتبت سيرتها كيف يتلاعب شيوخ الخليج بالصحفيين والمثقفين العرب بفتح وغلق مثل هذه الدور والصحف في عملية إذلال متعمدة لمقدار الدونية الثقافية التي يشعر بها شيوخ المال الخليجي، فتعقد الموضوع والحوار مع “مصطفى” بطريقة أبسط ما أقول عنها غير مهنية لأعلم لاحقا عن انسحاب “مصطفى عبادة” من الدار، والذي بالرغم من ذلك كتب لي مرات بأن صاحب الدار وعده بظهورها، أدركت عندها بعسر الأمر.

فحاولت نشرها في وطني العراق متفائلا بالدار التي أنشأها الصديق “أحمد السعداوي” مع شركاء “نابو” وبعد قراءة ديباجة الدار كونها دار نشر مختلفة وتراعي القيمة الأدبية للنص وحقوق الكاتب والدار بعقود موثقة، ففاتحت “السعداوي” فأشار لي ببعثها وسوف يخبرني النتيجة خلال أسبوع، وهكذا جرى الأمر، وبعد المدة وجدت رسالة صوتية في بريدي بعثها “أحمد” يعتذر عن نشر الرواية كونها “رواية نخبة” والدار تتخوف من صعوبة تسوق مثل هذه الروايات، فكتبت له مستفهما عن معنى وصف “رواية نخبة” بالضبط فكتب لي ما نصه:

( لم يتسن لي الوقت لقراءتها، ولكني أعتقد المقصود، من خلال مطالعتي لأعمالك ومعرفتي بأسلوبك، أنها رواية تستغور عوالم داخلية، على خلاف روايات التشويق المبسطة. بكل الأحوال أنت معلمٌ في الكتابة ولك بصمتك. وخارج الموضوع أنا أخوك الصغير وبالخدمة في أي موضوع ومجال. محبتي وتقديري).

وهكذا فشلت في نشر كتابي العاشر في عراقيّ العظيم، لكن الكتاب ظهر هذا الشهر عن دار الدراويش وبجهود الصديق الشاعر والناشر “بدر السويطي”.

الرواية طويلة ب 530 صفحة قضيت بكتابتها قرابة عشرة سنوات أنحت فيها نحتاً كونها رواية نفسية اجتماعية تجري كلها في داخل الشخصية المحورية مكونة من أقسام أربعة القسم الأول ممكن وصفها بالعناقيد السردية المنتقاة ولكل فصل ثيمته على طريقتي في بناء النصوص منتقاة تكثف وتعرض تاريخ العلاقة بين الرجل والمرأة وتفاصيل تطورها في مخاض التجربة، لتنتقل في القسم الثاني إلى التصعيد في مسار المشاعر والدراما ثم في الثالث والأخير وفصولهما يتواصل السرد في بناء الحبكة التي تؤدي إلى الفعل الدرامي الأخير القتل والانتحار.

والرواية في جوهرها وثيمتها الرئيسية تحاور ونحلل وتستغور مفهوم الحب عن طريق تأملات فلسفية شعرية وأحداث تفاصيل العلاقة المختارة من سديم التجربة الإنسانية الممتدة من لحظة الخلق، حيث سعي الذكر إلى الأنثى لدوام الحياة حتى الآن ويمتد إلى أغوار المستقبل مادامت الحياة على هذه الأرض مستمرة، يعني من الحياة البدائية البسيطة إلى تعقيد الحاضر، ويجرى التأمل تارة بجسد الأنثى -الزوجة- موطن الخلق في جوفه وأخرى في تأمل الأحاسيس في تلونها في مخاض التجربة.

ويتفرع من هذه الثيمة ثيمات ثانوية يحمل كل فصل وأحداثه كخلاصة-بالمناسبة يمكن قراءة كل فصل في هذه الرواية كقصة مستقلة- وهذه البنية اعتمدتها وطورتها منذ روايتي الأولى “رؤيا الغائب” وثيم كل فصل تعزف وتشكل الثيمة الرئيسية في بنية العمل الطويل وإيقاعه، ويكون كل شيء جارفاً في الرواية الحب الشديد العنيف والكره الشديد العنيف والشجاعة حد التهور والضعف حد الانهيار، التوسل الشك الخيانة وكل هذا يجري مثل طوفان هادر في أعماق الشخصية المحورية.

** لك رأي في الجوائز العربية التي انتشرت في الآونة الأخيرة.. ما هو؟

– لخصت مرة رأيي بالجوائز الأدبية العربية وخصوصا الخليجية بأنها جوائز أنشأت لأغراض غير أدبية ومن هنا مقتلها كقيمة أدبية وتحاشيها ورفضها لنصوص أدبية عميقة ومهمة وإبرازها لنصوص سطحية ضعيفة لا تمثل ما وصل إليه الأدب العربي في نماذجه المضيئة ما عدا استثناءات قليلة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة