بعيد عن کل وصف أو تحليل أو ذکر أرقام وبيانات بشأن إنتفاضة العطش التي يبدو واضحا بأنها قد أثرت على النظام الايراني بدليل توسعها وخروجها عن دائرة مدينة أو حتى محافظة وصيرورتها إنتفاضة عامة تعبر عن الشعب الايراني کله وبشکل خاص بعد أن وصلت الانتفاضة الى طهران، بعيدا عن کل شئ من الذي ذکرناه، فإن هذه الانتفاضة التي ليست بالانتفاضة الاولى ولن تکون الاخيرة(فيما لو تمکن النظام من إخمادها)، قد أکدت رسالة للشعب الايراني سبق وإن وجهها للنظام منذ أو إنتفاضة وهو”أي الشعب الايراني” ليس أکد بل وشدد ويشدد عليها في کل إنتفاضة ونشاط إحتجاجي ضده وهذه الرسالة وبإختصار تخاطب النظام بقولها:(إرحل أو سيتم إجبارك على الرحيل)!
صحيح إن الانظمة الدکتاتورية معروفة بطغيانها وعجرفتها وإستهتارها ولکن ومع إلقاء نظرة على الانظمة الدکتاتورية في العصر الحديث، فإنه من الصعى بل وحتى من المستحيل إن تلقى نظاما صلفا ليس للخجل من وجود في قاموسه کما هو الحال مع النظام الايراني، إذ أن وکما هو معروف فالتحرکات الشعبية المضادة للأنظمة الدکتاتورية عندما تتعاظم وتتکرر وتتسع قاعدتها الشعبية فإن هذه الانظمة ترضخ لها في نهاية المطاف ويفر الدکتاتور بجلده، لکن النظام الايراني وبعد 5 إنتفاضات وبعد آلاف النشاطات والتحرکات الاحتجاجية المضادة له، يتصرف وکأن الامر لايعنيه بل والانکى إنه يرفع عقيرته مدعيا بأن هناك مٶامرة خارجية ضده، والذي يثير السخرية والاستهزاء أکثر هو إنه يتهم الملايين من الشعب الايراني بتنفيذ المٶامرة الخارجية ضده!
إنتفاضة العطش وبرغم التحوطات والاجراءات الامنية المشددة وبعد أن وصلت لطهران وبصورة تلقائية فاجأت النظام، فإنها أکدت مجددا على إن الشعب وکما قد أکد في أول إنتفاضة له مخاطبا النظام:(إرحل أو سيتم إجبارك على الرحيل)، فإنه يکررها مرة أخرى وبصوت عالي بوجه النظام، ويبدو إن النظام الايراني وبعد الايام الثلاثة الحامية من التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية الذي إنعقد في الايام 10 الى 12 من الشهر الجاري وماأثارته من ضجة عالمية غير مسبوقة ضده، قد تصور بأنه سيرتاح لفترة من ذلك، لکن جاءت إنتفاضة العطش بنفس إتجاه وسياق التجمع السنوي للمقاومة الايرانية، ليجعله وجها لوجه أمام ماقد أکدت عليه زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، من إن الشعب الايراني سوف ينتفض ويثور بوجهه ويجعله يدفع ثمن کل ماقد إرتکبه بحقه من جرائم وإنتهاکات، وحقا فإن لسان حال الشعب الايراني يٶکد مرة أخرى وبکل إصرار وهو ينتفض بوجه النظام: :(إرحل أو سيتم إجبارك على الرحيل)!