التاريخ البشري مملوء بالوقائع والاحداث والنزاعات والصراعات بين الامم والدول والبلدان والقبائل والغزوات ونظام الغابة والكر والفر في الازمان الغابرة والقوي ياخذ الضعيف ولازال هذا المفهوم شائع حتى يومنا هذا فاغلب الحروب والنزاعات بين الدول المتجاورة تنشى بسبب ترسيم الحدود او المياه والارض والتضاريس والثروة المعدنية والتوسع على حساب الغير .
وخير شاهد على مانقول في عصرنا الحديث سبب قيام واندلاع الحرب العالمية الاولى والثانية واغتصاب ارض فلسطين وزرع الكيان الصهيوني وتقاسم الغنائم بين الحلفاء المنتصرين وازالة واندثار الامبراطورية العثمانية وظهور قطبين احدهما يمثل الراسمالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والاخر القطب الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي الذي تلاشى بعد تفككه وانفراد العالم للغول الامريكي .
لقد تعرض العراق ومنذ عام 2003 ولحد الان الى حملة وغزو واحتلال منظم من قبل القوات الامريكية تحت ذريعة اسقاط نظام البعث وايجاد نظام ديمقراطي تعددي يحكم فيه الشعب نفسه غير ان الحقيقة فان العراق تعرض الى غزو بربري منظم استبيحت فيه الانفس والارواح وخربت المدن وتراجعت فيه كل مظاهرالتطور.
ولم يشهد استقرارا لاسياسيا ولاامنيا ولااقتصاديا وانتشار مظاهر الفساد ونهب ثرواته وتخريب اقتصاده ولاتوجد فيه بوادر اصلاح منظوبه الدولة والابقاء على جعله ضعيفا بل ومارست القوات الامريكية اقذر صفحة غدر حينما اوجدت التنظيمات الارهابية الدواعش في سوريا والعراق وقامت بضرب مقرات الحشد والجيش والشرطة الاتحادية .
ان الامريكان قدموا النموذج السيء والفاشل للتجربة الديمقراطية في العراق وهم يمارسون الضغط والمماطلة من اجل الاصرار والتمسك على البقاء وان كل العراقيين اصبحوا على يقين بان الامريكان الذين قطعوا الاف الكيلومترات وعبروا القارات بانهم كانوا يكذبون ويمارسون الخديعة وتضليل الراي العام وعند استعراض تاريخ امريكا العدواني ضد الشعوب تجده مملوء بالحروب المدمرة والاحتلال والاستعمار الجديد واينما حلت يحل معها الدمار والاستعمار فهذه افغانستان واليمن وايران والعراق وسوريا ولبنان نماذج حية للغطرسة الامريكية .
ان المفاوض العراقي المتواجد في واشنطن الان يمثل اضعف مفاوض يشهده العراق مسلوب الارادة والقوة والعزيمة والتصميم بل ويضر بمستقبل العراق وان الامريكان هم من يفرض ويملي الشروط ان مااخذ بالقوة والسلاح لايسترجع الابالقوة وحمل السلاح .
على جميع القوى الوطنية العراقية تحشيد الشارع العراقي وتنظيم الاحتجاجات والمظاهرات المليونية ونزول الجماهير بمختلف اللوانها واطيافها من طلبة وموظفين ومثقفين ومتقاعدين واساتذة وجامعيين ومنظمات مجتمع مدني ونساء وتعريف العالم برفض شعب العراق هذا التواجد الغير مرغوب به فان الامريكان لن يخرجوا من العراق الااذا اصبح هناك ضغط جماهيري يجبر المحتل من الخروج وترك الشعوب تقرر مصيرها بنفسها فان ما اخذ بالقوة لايسترجع الابالقوة .