19 ديسمبر، 2024 12:40 ص

لا تنتق من مدرسة المعصوم ما تشاء

لا تنتق من مدرسة المعصوم ما تشاء

ان ما يحز في النفس اننا نملك تراثا يقينا شر الدنيا وعذاب الاخرة ، لدينا تراثا ينهض بواقعنا نحو العلا ، لدينا تراثا يهذب نفوسنا ويوجهنا لتحقيق طموحنا المشروع ، ولكن واقعنا غير ذلك للاسف الشديد فاصبح الدين الاسلامي هو الشماعة التي تعلق عليها تخلفنا ومكابرتنا في عدم الامتثال لهذا التراث العظيم، بل اصبحت الفكرة السائدة ان تخلفنا سببه اسلامنا .

لماذا نتقن ونصر ونحرص على المستحبات بل ونؤكد عليها ونحث على اقامتها ومن تخلف عنها ننظر له نظرة ريبة وشك ، يضع في اصابعه شتى انواع المحابس عقيق وغيره ولو سالته لماذا سيقول لك سنة محمد (ص) ، وجيبه لا يخلو من السواك ، لماذا لانها سنة محمد (ص) ، ويقرا الف مرة السورة الفلانية ، لماذا لانها من مستحبات الليلة الفلانية ، غسل الجمعة فيه اجر عظيم لماذا لان السنة حثت عليه ، ادخل البيت برجلك اليمني وكل طعامك بيمينك ، وحافظ على مستحبات الخلاء والتزم بالخراطات التسعة ، كله لا اشكال فيه ولو قلت له ان المعصوم يحث على التسامح والعفو والايثار وقضاء حوائج الناس والارتقاء بالعلم فلم لم تلتزم بها سيقول لك انه معصوم ونحن لسنا بمنزلته ، عجبا عليكم اليست الاعمال انفة الذكر يقوم بها المعصوم فكيف استطعت ان تلتزم بها؟ انها الانتقائية وما ترغب به النفس وليس الايمان الخالص ، فالايمان الخالص هو الذي يرتب اوراق الالتزام باوامر المعصوم عليه السلام .

اليست مصادر التشريع هي القران والسنة والسنة هي قول وفعل وتقرير المعصوم ، اليس المعصوم انسان لا يختلف عنك الا بما يحمل من علوم سواء كانت عن طريق رسول الله او لدنية ، ولكنه طالما قال او تصرف تصرفا معينا اصبح امرا مقدورا عليه بالنسبة لنا ، الذي لا نستطيع عليه هو ان نحمل ما يحمل المعصوم من علوم .

ايام وتطل علينا ايام محرم ومصيبة سيد الشهداء عليه السلام وستاخذ التجاذبات مجالها بين الغوص في الماسي والتعالي بالعرفان وهو بين هذا وذاك قام الحسين بنهضة حفظت الاسلام والزمتنا ان نخطو على خطاه ، لا ان اكثر من الحديث عن الماسي والظلم حتى تفرغ الواقعة من مفاهيمها العظيمة ، نحن لا ننكر ما اصاب جمع الحسين عليه السلام ( العيال والاصحاب) من ماسي وعلينا ان نركز عن سبب تحملهم هذه الماسي ، انها من اجل هدف عظيم ، ابتعدوا عن الفلسفة ؟ ابتعدوا عن العرفانيات ، عيشوا الواقعة بمجملها واسبابها ، ان كان دم الحسين ومن معهم هو الثمن فالمثمن هو الاغلى والمثمن هو العقيدة بكل تفاصيلها التي جاء بها جده رسول الله (ص) من اجل البشرية ، اغلقوا الباب على المتقولين ، وامنحوا المنبر حقه في العلم والعلوم ، تمعنوا جيدا في نصائح المرجعية العليا في النجف الاشرف للخطباء وما يجب علينا في احياء الشعائر الحسينية ، لا تجعلوا الشعائر سبب تفرقة محبي سيد الشهداء عليه السلام .