19 ديسمبر، 2024 12:39 ص

اهل صفوان وضيافة الحجاج عام2004

اهل صفوان وضيافة الحجاج عام2004

تذكرت اهل ناحية صفوان واهلها الطيبين ومواقف الكرم التي ابدوها للحجاج القادمين من كركوك والسليمانية بقوافل الحجاج البرية وهو اول موسم للحج مباشرة بعد الاحتلال انطلقت قافلتنا من كركوك بتاريخ 20-1-2004 وكان المتعهد الشيخ لقمان الضاري مع قوافل اخري اتذكر منها قافلة عباس قلندر ومعه السيدان تحسين كهيئة والسيد قاسم حمزة وقافلة احمد من رحيم اوة والقوافل خليط من العرب والكرد والتركمان ووصلنا بغداد مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس الله سره لوجود اجراءات بسيطة من تعليمات من هيئة الحج والعمرة وفي الصباح انطلقنا الي البصرة علي طريق المرور السريع مرورا بالصويرة والحفرية والعزيزية والكوت والحي قلعة سكر الرفاعي وناحية النصر والشطرة والناصرية وتل اللحم والبصرة والو صول الي صفوان ليلا بحدود الساعة السابعة من ليالي الشتاء والجو ملبد بالغيوم مع زخات من المطر وعند دخول حدود صفوان وبحدود 15 قافلة كل قافلة مكونة بحدود35 حاج وفي باصات نيسان اليابنية ومن خلال زجاج نشاهد كثير من مواطني صفوان بانتظار وقوف السيارات وكل ثلاثة اشخاص قامو بحجز المركبة وهو ينادي الحجاج انتم اليوم في ضيافتي وباصرار شديد ولا يسمح لنا بالنقاش او التردد وصفوان مدينةحدودية قريبة جدا من الكويت وبيوتها بسيطة لاتجاوز الغرفتان والصالون وكل اخذ حصته بحدود 15 عشر من الحجاج رجال ونساء وكانت حصتنا مع احد المذكور في ادناه وكان معنا الشيخ علي ابورعد ابو خمره الله يرحمه وعائلته الكريمة وحسن البياتي والد انور البياتي واخرين وكان معي اخي جمال وتم اعداد العشاء بعد ان توزعت النساء في غرفة والرجال في غرفة وقضينا الليل بانتظار المغادرة الي الكويت في اليوم التالي للطيران من مطار الكويت ومن هنا بدات المشكلة حيث امتنعت الحكومة الكويتية من دخول العراقيين الي اراضيها من خلال عقدة احتلال الكويت استمرت المفاوضات لمدة سبعةايام في 27-1-2004 ونحن في ضيافة اهل صفوان الين ابدوا لنا كافة الخدمات رغم حالتهم المعاشية البسيطة وكانوا يرفضون رفضا قاطعا ان نتسوق للفطور والغداء والعشاء بالمطلق وهم في فرح وبشاشة يشعرونك انك في بيتك وانت رب المنزل وكان يسخنون الماء الحار بالحمامات التي تسخن بواسطة النفط الابيض يوميا لمن يريد الاستحمام اما عن الشاي والقهوة فحدث ولا حرج وكان مضيفنا الشهم والاصيل هو نعيم زويد خلف محارب العبادي في الثلاثنيات من عمره مع زوجته واولاده ووالدته لان والد ه من شهداء الحرب العراقية الايرانية ويسكنون في حي اسمه حي الشهداء لا ادري ولا اعرف عنه اي شي غير الذكري الطيبة في كل مجلس واستذكار كرم وطيبة اهل الديرة وكان لديه جهاز هاتف يتصل الحجاج مع ذويهم في كركوك والسليمانية وبلا حرج واتذكر رقم الهاتف الارضي 774374 وخلال وجودي في صفوان ذهبت عصرا انا ولقمان وجمال والحاج حسين صاحب صيرفة في السوق الكبير الي البصرة وتجولنا بها بحرية وكان الدنيا امان مائة في المائة ونزلنا في فندق شاهين بالعشار واستمر وجودنا في صفوان الي مساء يوم 27-1-2004 بعد ان يئسنا ولكن الله سبحانه وتعالي قد فتح باب الفرج وكان من ضمن الشروط ان لا احد يترجل من السيارة وكات سيارات الشرطة الكويتية تحيط السيارات والمرور امام القوافل وذهبوا بنا الي مدينة الحجاج في الجهراء المسيجة ووزعوا لنا سجادة الصلاة والماء بانتظار موعد الطيران وقبل الموعد بساعة دخلنا مدينة الكويت باتجاه المطار مطوقيين بقوات ازداد عددها وكاننا اسري حرب في منظر مزعج يبرز الموقف الحاقد لهذه الدولة لشعب لا علاقة له بالقرارات السياسية مجرد اهانة شعب كامله وهو موقف لايمكن ان يذهب عن مخيلتي ودخلنا المطار الي مدرج الطائرة وكانت من بوينغ 337 تعود الي شركة تركية حمولتها 170 راكب وهناك ايضا طائرة اخري بنفس المواصفات وكان من المؤمل العودة بعد اداء الحج الي الكويت لكن السلطات الحكومية رفضت ذلك وصارت العودة بسيارات سعودية الي عرعر وقد اودع كثير من الحجاج بعض حقائبهم من مواد تم شرائها من صفوان حيث كانت مفتوحة للتجار الكويتيين لبيع موادهم المستهلكة او مايسمي باللنكات جيث كانت هناك ساحة كبيرة معروضه فيها المواد الكويتية وكانت العودة عن طريق عرعر وقد ارسل المتعهدين ممثلين عنهم لجلب الحقائب من صفوان تدري العراقيين وحبهم للتبضع با افراط احببت ان اسرد هذه الصورة عن اهلنا واعزتنا اهلنا في جنوب العراق وابناء العشائر الاصيلة والكرم المتميزين به شهادة للتاريخ واتمني ان تصل الي اهل صفوان والشكر والتحية لهم هذه صورة من صور ابناء العراق الجميلة طبعا كان العراق بلا حكومة ولكن كانت النفوس طيبة ولم تتغير بفعل فاعل اراد الي تمزيق الوحدة الوطنية بالاساليب التي ارادها المحتل من خلال وكلائه بعد ان تم جمعهم من الشتات.