24 ديسمبر، 2024 2:49 ص

عندما تتحول الحكومات الى عدو لشعوبها – حكومة المالكي انموذجا

عندما تتحول الحكومات الى عدو لشعوبها – حكومة المالكي انموذجا

لم يتبقى لدينا شيء يجعلنا نسكت بعد الآن – كل شيء فينا قتل ومفردة الأمل غابت والى الأبد عن قاموس حياتنا البائسة – مجموعة من الرعاع الجياع اوغلت في عدائها لنا كشعب ولم تبالي بعمليات القتل التي نتعرض اليها كل يوم وعمليات الخراب التي اصبحت سمة من سمات الحكم في العراق فضلا عن تفوق المنحرفين على الشرفاء وعودة القتلة من البعثيين ومحاربة البسطاء منهم من الذين ارتبطوا بالبعث على الورق من اجل لقمة العيش-
قبل ايام قلائل وعندما بانت ملامح الخير من المطر الذي جاد به الله عز وجل كنت في مطار النجف دخلنا بناية التفتيش التي افتتحت قبل اقل من اسبوع على تلك الحظة وقد نظم لافتتاحها احتفال مهيب حسب ماسمعنا من موظفي المطار لكن الله عز وجل كشف زيف منفذي هذه البناية حيث المطر ينضح من كل سقوفها ولم تبقى حقيبة لمسافر الاواصبحت قطعة من ماء المطر- صحت باعلى صوتي (لاحول ولاقوة الا بالله هل يصح هذا في مطار ينبغي ان يعكس سمعة الدولة هل وجدتم هذا في اي مطار في العالم )– صيحاتي اثارت انتباه المسافرين وبعض الموظفين اخذ يتمتم كل واحد منهم مع الاخر (المهم الجماعة اخذوا حصتهم ) هذه عبارة احد الموظفين سمعتها ولم تغب عني
ركبنا الطائرة وصادف ان جلس بجانبي سيد جليل معمم وتبادلنا اطراف الحديث وكان سياسيا بكل تأكيد ورغم تحفظي على بعض طروحات السيد الجليل لكنه كان متفهما ومتألما مثل بقية العراقيين من تصرفات الحكومات العراقية بشكل عام وحكومتي المالكي بشكل خاص وقد فهمت من طروحاته بما لايقبل الشك ان الجكومتين الاولى والثانية لم تعمل ضد الشعب وتطلعاته لبناء مستقبل كريم وحسب انا وقفت بالضد من المرجعية الرشيدة التي اثبتت انها صمام امان لوحدة الشعب وسلامته – سألته بوضوح وقد علمت انه قريب من صوت المرجعية وقلت له ان المرجعية بشكل او بآخر دعمت القيادات الحالية وهي بكل تأكيد لم تكن تتوقع ان يكون الاداء الحكومي بهذا الشكل السيء من كل النواحي وهاهي المرجعية قد توضح لها ما آلت اليه امور الحكومة لماذا لاتكشفهم امام الشعب وتقف بالضد من توجهاتهم ؟ قال ان المرجعية قد غلقت الباب بوجوههم وهي لاتريد ان تتدخل اكثر وعلى الشعب ان يعي ذلك –
من هذه المقدمة وببساطة نريد ان نذكر الحكومة والبرلمان ان ماحصل ويحصل في ظلهم لايختلف عن مايفعله العدو بنا ولنناقش الامر بموضوعية ودون تعصب فوضوي من عقول متخلفة وعفنة ونطرح بعض التساؤلات
اولا – اليس العدو هو من يقتل ابناء الشعب ؟ وابناء الشعب يقتلون بشكل يومي وبعجز حكومي واضح سهل للمليشيات والتنظيمات المجرمة ان توزع قتلها لكل شرائح الشعب ومليشيات اخرى تقتل الشيعي وتهمش السني واخرى تقتل السني وتهمش الشيعي – اليس هذه افعال معادية للشعب
ثانيا – اليس العدو هو من يخرب البلد ؟ اليس عمليات التخريب التي طالت كل مؤسسات البلد في ظل الحكومات العراقية جعلت العراق كارض جرداء
ثالثا- اليس العدو هو من يدمر اقتصاد البلد ؟ اين المليارات التي رسمتها الحكومات من خلال الموازنات ولو ان نصف هذه الموازنات قد انفقت بشكل وطني لكان العراق جنة من جنان الله في الارض ولاكن اليست ارقام مخيفة من هذه الموازنات قد تم نهبها وتحويلها الى حسابات خارجية وعقارات في لندن والامارات وبلدان اخرى
رابعا- اليس العدو هو من يدمر البنى التحتية للبلد ؟ ترى هل حققت الحكومة العراقية شيء من هذه البنى التحتية التي تسمح للمواطن ان يعيش بكرامة
بهذه الادارة الفوضوية تحولت الحكومة الى عدو لشعبها وهي بقصد او بدون قصد تنفذ مايعادي الشعب من تدمير للبنية الانسانية من خلال سياسة التسلط واهمالها لانصاف المواطن وابتعادها عن مايستحقه المواطن دستوريا من عيش كريم وبيئة ملائمة وانشغل اعضاء الحكومة وبعض البرلمانيين بمصالحهم الضيقة وعمليات التجميل والبواسير وتهريب الاموال والدفاع عن الحيتان التي تسرق الاموال ومطاردة البسطاء من الموظفين حتى اصبحت الوظيفة الحكومية عبارة عن بصمة للحضور واخرى للانصراف –
للأسف الشديد الحكومة العراقية اليوم هي مثل الرجل الثري الذي يتعمد ان يترك عياله يتسولون في الشوارع ترى عائلة هذا الثري هل ستحترمة ام انها تتمنى له الموت ؟
هل تستطيع الحكومة ان تعيد ثقة الشعب بها وان تبتعد عن الانتهازيين والابواق متعددي الولاءات من الذين سيكونون اول المهنئين لحكومة جديدة تلي الحكومة الحالية – قبل الختام اقول ان سياسة القوة والبطش وتكميم الافواه هي من اسقطت الدكتاتور وان عملية الاصلاح الحقيقي تتطلب مجموعة من الاعمال السريعة منها
اولا – اعادة اموال العراقيين المسروقة من قبل شخصيات تعرفها الحكومة قبل غيرها كوزير التجارة السابق ووزراء الكهرباء ووزراء الدفاع والصناعة
ثانيا – رفع جميع المنافع الاجتماعية ومخصصات مكاتب رئاسة الوزراء والجمهورية والبرلمان من الموازنات الحكومية وتوجيهها نحو البناء والاعمار ولمدة خمسة سنوات
ثالثا – اصدار عفو عام لتكريس مبدأ التسامح واستثناء المجرمين القتلة من الذين مارسوا القتل الطائفي
رابعا – اعادة محاكمة الذين انتزعت منهم اعترافات مشكوك فيها تحت التعذيب وهؤلاء تعرفهم الحكومة قبل غيرها
خامسا الشروع بصفحة جديدة بعيدة عن التخوين والتسقيط والتهميش ولتكن المرحلة الجديدة مرحلة شحث الهمم لبناء العراق —
هذه هي خارطة الطريق التي تقضي على الارهاب وتساهم في تعزيز الروح الوطنية لدى المواطنين
ترى هل تستطيع الحكومة ان تكون شجاعة وان تنفذ هذه الخارطة — انا شخصيا اتمنى ذلك ولكنني اشك —–
[email protected]