کما أکد العديد من المراقبين السياسيين بأن التغييرات التي قام بها المرشد الاعلى في النظام الايراني بحيث جعل القوة تترکز بيديه بصورة غير مسبوقة وجعل النظام يبدو أکثر ميلا لإستخدام الممارسات القمعية والتصدي لکل أنواع النضال من أجل الحرية والحقوق العامة، هذه التغييرات لم يکن بمقدورها أبدا أن تفعل شيئا بوجه إنتفاضة العطش التي إندلعت من محافظة خوزستان وبعد أن عمت معظم مدنها إنتقلت وبصورة ملفتة للمحافظات الاخرى ووصلت الى طهران ذاتها والى مدينة کرج حيث هتفت جموع کبيرة من المواطنين في المدينتين شعارات من قبيل”الموت للديكتاتور” و “ليسقط مبدأ ولاية الفقيه”.
إستمرار إنتفاضة العطش وعدم تمکن النظام من السيطرة عليها وتوسعها وإنتقالها الى محافظات أخرى، هي في الواقع رسالة قوية لخامنئي تٶکد له وبصورة أکثر من واضحة بأن الشعب إذا ماأراد أن يقول کلمته ويعبر عن رأيه فإنه ليس هناك من قوة يمکن أن تقف بوجهه، وکأن الشعب الايراني ومن خلال إنتفاضة العطش هذه يريد أن يذکر خامنئي بنظام الشاه البائد وماقد قام به وعمد إليه من ممارسات قمعية لکن کل ذلك أصبح مجرد هباء منثور أمام عاصفة الثورة للشعب الايراني.
قيام النظام الايراني بتعزيز الاجراءات والتحوطات الامنية وقطعه الانترنت عن العديد من المدن من أجل السيطرة على الانتفاضة وتطويعها بصورة وأخرى الى جانب قيامه وکما أشارت التقارير الى عمليات الاعتقال للشبان في العديد من المدن، فإن ذلك يدل على إن النظام الايراني لايزال يصر على النهج الذي إختطه خامنئي للنظام من خلال سياسة الانکماش وحصر القوة بيده وبيد الدائرة المقربة منه، غير إنه وکلما جنح النظام للمزيد من التمادي في ممارساته القمعية ولاذ بالعنف أکث فإنه وفي الطررف المقابل فإن محافظات ومدن جديدة تهب بوجهه إضافة الى إن المناطق الاساسية للإنتفاضة تزداد لهيبا.
الرهان على القوة والعنف والقتل والذي دأب عليه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ بداية تأسيسه وعاد خامنئي للإحتماد عليه بصورة ملفتة للنظر، لايمکن أن يصبح أبدا الخيار الدي يمکن من تطويع الامور وتجييرها لصالح النظام ولاسيما وإن الاجواء العامة في إيران هي أجواء ليست مساعدة فقط بل وحتى محفزة للإنتفاض ضد النظام عموما وضد خامنئي خصوصا ولاسيما وإن الاخير ولکونه الامر الناهي في النظام، فإنه المسٶول الاکبر عن کل مايعانيه الشعب من أوضاع مريرة وإن عودة شعارات”الموت لخامنئي”و”الموت للدکتاتور” و”الموت لمبدأ ولاية الفقيه”، يعني إن الامور تسير في المسار الذي يجب لها أن تسير وليس کما يريد خامنئي عبثا ومن دون طائل.