أفاد مصدر في وزارة الداخلية، اليوم الجمعة، بأن قوة أمنية عثرت على 16 جثة بينهم ضابط من أهالي قضاء الطارمية شمالي بغداد، كان قد اختطفوا أمس الخميس، على يد مسلحين يرتدون زيا عسكريا من نفس المنطقة.
وقال المصدر إن “قوة من الشرطة عثرت، صباح اليوم، على 16 جثة بينهم ضابط برتبة نقيب في الجيش العراقي ، في أحد البساتين في منطقة الطارمية شمالي بغداد”، مبينا أن “المغدورين كانوا قد اختطفوا في ساعة متقدمة من ليل أمس، من قبل مسلحين يرتدون زيا عسكريا في نفس المنطقة”.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “القوة نقلت الجثث إلى دائرة الطب العدلي، تمهيدا لتسليمهم لذويهم، فيما فتحت تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادث والجهة التي تقف وراءه”.
ومن جهتها فقد أعلنت عمليات بغداد، اليوم الجمعة، عن تعزيز قواتها في عدد من أحياء العاصمة بغداد للحد من عمليات الاغتيال، داعية المواطنين إلى الإبلاغ عن الجماعات المسلحة والعناصر “المشبوهة”، في حين رأى خبير أن الانفلات الأمني يقتضي “وقفة جادة” من البرلمان والأطراف الحكومية المسؤولة لمحاكمة المسؤولين عن هذه “الفضيحة الإجرامية التي تطحن” أرواح الناس.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد، العميد سعد معن، في حديث إلى (المدى برس)، إن “قوات قيادة عمليات بغداد عززت منذ، اول من امس الأربعاء،(الـ27 من تشرين الثاني 2013 الحالي)، بالتعاون مع وزارة الداخلية، من انتشارها في مناطق الشعلة والبياع والإسكان والحرية للحد من عمليات الاغتيال التي تحدث في محلاتها وأزقتها”، مشيراً إلى أن تلك “المناطق شهدت في مؤخراً عمليات استهداف للأشخاص من قبل مسلحين مجهولين”.
وأضاف معن، أن هناك “جهداً استخبارياً كبيراً يبذل للكشف عن الجهات التي تقف وراء العمليات المسلحة في تلك المناطق من العاصمة”، داعياُ الأهالي إلى “التعاون مع الأجهزة الأمنية من خلال التبليغ عن الجماعات المسلحة وإعطاء معلومات عن المشبوهين ومركباتهم وصورهم ليتم إلقاء القبض عليهم”.
وبشأن مقتل أفراد عائلتين في منطقة الشعلة، شمال غربي بغداد، ذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية، أن ” التحقيقات أكدت أن تنظيم القاعدة يقف وراء الحادثة”، لافتاً إلى أن هناك “حسابات أخرى تم الكشف عنها بشان الموضوع لا يمكن الإفصاح عنها حالياً”.
من جهته ، قال الخبير الأمني، عدنان نعمة، في حديث إلى (المدى برس) إن “كثرة حوادث القتل والاغتيال من قبل جماعات ترتدي زي الجيش أو الشرطة وتقود سيارات رسمية، لا يعني سوى تفسيرين لا ثالث لهما”، مضيفاً أن “التفسير الأول هو أن أولئك من منتسبي القوات الأمنية وينفذون أوامر جهات عليا مما يعني رعاية الدولة للإرهاب وكونها جزءاً منه ولا يمكنها بالتالي تجفيف منابعه”.
وأوضح نعمة، أن “التفسير الثاني هو أن تكون تلك المجاميع إرهابية فعلاً وتعمل بتواطؤ فاضح مع بعض نقاط السيطرة والقيادات الميدانية التي تسمح لها بالمرور الآمن والعودة بسلام بعد تنفيذ مهمتها”، عاداً أن ذلك “يقتضي وقفة جادة من قبل البرلمان والأطراف الحكومية المسؤولة لمحاكمة المسؤولين عن هذه الفضيحة الإجرامية التي تطحن أرواح الناس دون رادع”.
وشهدت بغداد، أمس الخميس، مقتل وإصابة ستة أشخاص بانفجار عبوة ناسفة في قضاء المحمودية، جنوبي بغداد، فيما قتل مدني وأصيب ثلاثة آخرون بانفجار عبوة ناسفة بمنطقة الشعب، شمالي شرق بغداد، كما اعتقل 14 شخصا يشتبه بانتمائهم للجماعات المسلحة في منطقة حي الجهاد، جنوبي غرب بغداد، في حين قتل شخصين وأصيب ستة آخرين بانفجار عبوة ناسفة في قرية المشاهدة التابعة لقضاء الطارمية، شمالي بغداد.
يذكر أن معدلات العنف في البلاد شهدت منذ مطلع تموز 2013، تصاعدا مطردا، إذ ذكرت بعثة الأمم المتحدة في العراق، في (الأول من تشرين الثاني 2013)، أن عدد الضحايا في شهر تشرين الأول المنصرم بلغت 2881 قتيلا وجريحا بعمليات عنف في مناطق متفرقة من البلاد.