” الكتاب كان رفيق صباي ولن أتخلى عنه ” / فرح تركي
حوارات/ اسعد عبدالله عبدعلي
كان القرار بالحوار مع الاديبة فرح تركي في محاولة لإبراز دور المبدعين في بلدي, وسط عواصف الفوضى والجهل التي تجتاح البلاد, فالجمهور المتلقي ولأسباب (الجهل والفوضى) التي يعيشها البلد, فيصبح اي تافه على برنامج “التك توك” مثلا مشهورا! وله جمهور كبير يقدر ما يقدم من سفاهة, بالمقابل اهل الثقافة الادب لا احد يعرفهم, ونتاجهم الابداعي مغيب, فتصور معي ايها القارئ ان مشهد فيديو لاحد التافهين مع محتوى تافه, يروج ويتابعه الملايين, لكن قصيدة مبدع تضيع وسط ارتفاع صوت الجهل, فكان الحوار مع المبدعة فرح تركي.
· تعريف بالكاتبة والشاعرة والاديبة فرح تركي
كما ظهر لي من خلال السيرة الذاتية للكاتبة فرح تركي فهي قد تنوعت في نشاطاتها, بدأ من عملها ككاتبة فري لانس لموقع تكلمي / كاتبة مقالات لبشرى حياة / مدير التحرير التنفيذي لمجلة عروس الآداب الورقية / مديرة مكتب مجلة أمارجي /بغداد, مشاركة في حماية الصحفي ورشة السلامة المهنية مع مركز الإعلاميات العراقيات بدعم من وزارة الخارجية الألمانية 2018,
مشاركة وتأهل في الملتقى الدولي الشبابي الثاني لقصة القصيرة عن مركز أفاق للدراسات المغربية اليمنية 2021, مشاركة في مسابقة متحف الكلمة الاسبانية للقصص القصيرة عام 2017.
النتاج الابداعي للكاتبة فرح تركي
1-الكتب المشتركة
اولا: مشاركة مع مجموعة كتب وفنانين في كتاب ورقي بعنوان العراق بين الم وامل 2016, ثانيا: مشاركة بمجموعة نصوص في كتاب الكتروني مع مجموعة كتاب وشعراء بعنوان عشق صوفي 2016, ثالثا: مشاركة في كتاب يضم قصص صدر عن مجموعة قراء العالم بعنوان من 300 بعوضه صدر عام 2016, رابعا: مشاركة في كتاب يضم مجموعة مقالات صدر عن قراء العالم بعنوان من سيقود الجنس البشري, خامساً: أعداد كتاب الكتروني بعنوان حفنة آهات مع تدقيق أزهار الأنصاري, سادساً: إصدار همسه حروف مجموعة نصوص نثرية وتصميم رغد حميد مجموعة كاتبات عراقيات وعربيات 2017, سابعاً: مشاركة وإعداد كتاب الكتروني بعنوان وهج الذكرى 2017 مع مجموعة كاتبات, ثامناً: المشاركة وأعداد كتاب الكتروني بعنوان رغبة حياة مجموعة قصصية لمجموعة كاتبات 2017, تاسعاً: المشاركة في كتب ورقي مجموعة قصص رعب بعنوان أرواح عام 2019. عاشرا: كتاب مشترك بعنوان ” ترانيم عشق “, صدر عن كتاب العراق عنوان المبادرة نكتب لنتنفس عام 2019 مترجم للإنكليزية.
2- كتب منفردة للكاتبة
اولا: مؤلف (بوح بتذكرة صدق) عن دار أمارجي, ثانيا: (حب يزهر في عتمة موت) مجموعة قصصية صدرت عن دار اس ميديا بغداد صدرت عام 2017,
ثالثا: (عربة الأمنيات) مجموعة قصصية صدرت عن دار كريم المتنبي عام 2018, وطبعة ثانية مع دار ميم / مصر / 2021,
وكان لنا هذا الحوار مع المبدعة فرح تركي:
1- كيف تعرّفين نفسك لمن لا يعرفك ؟
– قبل كل شيء أنا إنسانة لا أختلف عن غيري الا بمقدار إحساسي بألآم الناس، أجد الشغف هو مسار خط لي توجها معين في الكتابة التي لازمتني كرفقة مخلصة من الثانوية, شاركت حبي للقراءة وتوجهاتي نحو المعرفة, الكتاب كان رفيق صباي.
2- اين تجدين نفسك شاعرة, ام قاصة, ام كاتبة؟
– أجد نفسي رئة للحروف والكلمات, عندما تمر بي ذكرى او موقف, فانا مهما تكلمت, لا اجد الكلام منفذا للفضفضة, كان القلم هو أماني, لذلك كل يوم اود ان أبداً ككاتبة كشاعرة كصحفية, احب المسرح والسينما, رائحة الورق تلهمني, انا صاحبة قلم بعيداً عن كل المسميات, المهم اني راضية وسعيدة وادع الالقاب لمن يبحث عنها, الحرف الكلمة منار لي, المهم انه يعبر عني.
3- لماذا الشعر ؟
– الشعر كان في مرحلة متأخرة, فقد بدأت بكتابة مذاكرتي على شكل قطعة نثرية كلغز يترجم شعور ما، وبعدها مررت بتحول في عمر التاسعة عشر لأكتب الرواية, كتبت عدة روايات ومسرحية واحدة, الا أني في ساعة يأس أقدمت على حرقها, وكان هذا بعد وفاة حبيب روحي وملهمي أبي، لكنني عدت بروح جديدة اكتب الشعر الحر, مترجمة عشقي لزوجي على شكل قصائد, كانت لكل قصيدة قصة إلى ان تكاثرت القصائد.
4- من أي باب أتيت القصيدة؟
– هل لي أن أخالفك بالتعبير، القصيدة هي من تقتحم وتفرض نفسها, فهناك مواقف تقال بلغة تؤرخها الكلمات وتطاوع القوافي لتنقش أحساس ورؤى قائلها, لا جدال في آن المرأة تختلف عن الرجل برقة المشاعر ورهافة الحس.
5- برأي الشاعرة فرح تركي هل تعد القصيدة التي تكتبها المرأة هي ومضات ونبضات اتية من الحلم ام الواقع؟
– كلمة شاعرة كلمة كبيرة, دعني أتسلح بالتواضع بسؤالك هذا فهو يخبئ لي فخاً لا أود ان أقع فيه, دوما ما أجد الالقاب أيا كانت سواء مهنية او ادبية, هي مبكرة جدا لدي في الشعر مؤلف شعري عنوانه أغصان العنب, وتضمن قصائد وجدانية وانسانية وومضات ونصوص نثرية, لربما بنظري أحتاج الى عدد اكبر لتطلق علي لقب شاعرة, أخاف أن تهجرني القصائد وتنتقم من غروري حينها, القصيدة كي تولد تحتاج الى موقف واقعي يصاغ بخيال, لنمتلك ذاك السحر الذي يمكننا من سرقة الحلم ومشروعيته.
6- يربط الكثيرون الأدب النسوي بحركة تحرير المرأة من سطوة الذكورية, برأي الشاعرة فرح تركي إلى أي مدى أثر هذا الفكر في خفوت وقلة الأسماء الأنثوية قياسا للذكورية؟
– نعم ، لا ننكر أن مجتمعنا للان فيه معتقدات ومفاهيم مسيطرة عليه ولكن مهلا الا تعتبر وجود المجتمع من وجود عاداته ومفاهيمه، هل ستتمكن من تطبيق تقاليد الصين لو ازحت تقاليد المجتمع العراقي, فتبقى المسالة مسألة أثبات وجود ومحاربة للاندثار لمن تمتلك الموهبة أيا كانت مفروضة, روائية او طبيبة او اي مهنة كانت, ولكن لنتأكد من ان سطوع الثقافة يجعل من سلطة الذكور مسلطة لخدمة الانثى لا لمحاربتها, في سبعينات القرن الماضي شغلت العراقية كثير من المجالات ولم تكن تلك النظرة مفروضة, الفكر والثقافة هي الحل.
7- ما هو دور الشاعرات العراقيات في الساحة الأدبية؟
– أن يتماسكن بالمحبة والمنافسة النقية فيما بينهن, وكل نجاح بعده يقدم حاضرا, لأنه مفتاح الثقة والاعتزاز بكينونتهن وبقلمهن, فتنهر قصائدهن بعطاء وصدق, نعم هناك من يقوم بعرقلة إبداع المرأة بوسائل كثيرة, منها الهجوم الدائم على ابداعها! والتشكيك فيه والتقليل المتعمد من حجم نجاحاتها, كيف السبيل للمرأة أن تتخطى ذلك؟ أرى أن التجاهل هو علاج جيد, فهل من المعقول أن أرمي بحجر من يرميني انه تعطيل للمسيرة, ومن ثم الاستمرارية, وبعدها صفقة نجاح مثمرة ولا تحدثني عنه أبدا.
8- منذ متى وكان إخراس القصيدة سهلاً , أضحى الغموض ظاهرة شائعة في، الشعر الحديث. خلقت فجوة عميقة بين الشاعر والمتلقي. ما سر ملازمته لأغلب التجارب الشعرية الحديثة؟
– انا أجدها مهارة وبراعة, فانا كمتذوقة شعر أحب ان اقرا ما بين السطور, لأقول يا الله كم مبدع /ة من كتب هذه القصيدة نحن نستحق الدهشة, الدهشة التي تعلن عن الفخامة والتميز
9- الكاتبة فرح تركي كيف تقيمين المشهد الأدبي العراقي الراهن, في وسط ما يبدو للمراقب البعيد المحايد اضطرابا او تداخلا؟
– العراق منذ عام 2015 شهد نهضة أدبية نستحقها, وظهر فيها الكثير من الأسماء الأدبية, سواء كانوا كتاب وشعراء, توقفت أعمالهم لبعض سنوات بسبب الظروف التي مر بها العراق من حروب وتداعيات أمنية, ثم كانت عودة حميدة, وأجد أن كل ذي قلم مسؤوليته أن يتحف الأدب العراقي في كل الظروف, كل كلمة هي ثورة وحياة وعبرة, وبالتأكيد المستهجن سيكون مصيره الذوبان والنسيان, ويبقى الادب الراقي الرصين فلا تصح المجاملات وان كانت في البداية فستذوي مستقبلاً .
10- هناك من يصف الخطاب الشعري لدى المرأة عموما بالخطاب الذي لم يزل متعثرا ما رد ك؟
– نعم لكل درب هناك عثرات لأي شخص يمر به, لكن ليست العثرات من تحدد الوصول المرحلة ما بعدها والاستقامة, الأدب والنسوي بصورة خاصة, لا زال ربيعاً.. يزهو, لا عليك بطفو بعض التي سميتها حضرتك عثرات, وهناك شاعرات كسرن القيود, وخاطبننا بلغة شعرية بليغة وقريبة إلى النفس تذوقاها كما العنبر وعطره.
11- لو اصبحت وزيرة للثقافة ما هي مقترحاتك للبث بها كخطة عمل ؟
– شكراً لهذا السؤال الظريف, سبقت وسمعته كدعوة لطيفة من قلب صديقة مخلصة, بعد صدور مجموعتي القصصية الثانية, قابلت دعوتها تلك بابتسامة, الثقافة قبل أن تنحصر في الفنون والأدب تشمل, ثقافة أحترم الإنسان كقيمة روحية, ولأنه مخلوق أكرمه الله ووهبه الحياة, وستكون من أولياتي المناطق التي تم الغاء الفن والأدب من طقوس حياتهم, فلا بد من دمج الفن والثقافة كروتين يومي, فلا حياة دون فن ودون استيعاب للتجارب العالمية, الاهتمام بالمبدع العراقي قبل المدعون من خارجه, وسأعمل على الإكثار من المهرجانات التي ألغيت أغلبها, والعمل على تضمين المناسبات الدينية إلى وزارة الثقافة والحرص على تنظيمها, فهي تعتبر مصدر جذب سياحي مهم الانفتاح على العالم وتعريف العالم بنشاطات وتراث العراق وجماليته, والعمل على أزالت الأفكار التي تعتبر المسرح والسينما والفن عموما هي سبب للانحلال, من خلال أعمال رصينة خاضعة للرقابة والفحص قبل صدورها للمتلقي, والعمل على الالتفات إلى المحتوى المرئي والسمعي والمقروء وتوزيع الفرص ليستقيم الامر, فنحن الآن في حرية تؤهل أي طفل لبث قناة على اليوتيوب, وتحديد المحتوى الصادر عن بلد عمره سبع الآلاف سنة, وهناك المزيد .
– في ختام حوارنا نشكرك ونتمنى لك التوفيق والنجاح في مشاريعك الابداعية القادمة.
– وانا بدوري أشكركم على هذه الفرصة للحديث عن شغفي في الكتابة ومضمار الادب, وتقبلوا مني نص خاص لحوارنا هذا:-
لوحة.. من أجناس الصمت.
نطقت .. وتعالت لتخبرنا..
عن هوية ظل.. مارق طاف بحاشيتها..
نقب عن حلم ماثل
في كينونيتها لترسم.
مسارات ملامح وتعفر وجهها بالإحساس وتدهش عالمنا..
تمحو .. عالم خرابه مائل.
ينتظر السقطة
ليدوي بمسامعنا
من هاجس.. اسود تنوي تحررنا.
لوحة… لا ترسمها يد.
لم تلونها.. مقلات.
طافت ببحر سنينا..
وصارت ملكة جمال…
في ديوان…
تدون سيرة.. نبض.. ونغم