26 نوفمبر، 2024 5:45 م
Search
Close this search box.

الامام الحسين(ع) ومظلومية الشيعة اليوم

الامام الحسين(ع) ومظلومية الشيعة اليوم

ونحن على اعتاب شهر التضحية والفداء شهر انتصار الدم على السيف شهر ابي الاحرار  الحسين (عليه السلام) شهر محرم الحرام يحسن بنا جدا ان نقف امام هذا الحدث المهم والخطير في الاسلام ذلك الحدث الذي غير مجرى الاحداث وساقها الى طريق الصواب بعد انحرافها عن جادة الحق والصواب ولعل سائل يسأل ان لكل فعل يحدث في التاريخ لابد له من اسباب ولابد له من نتائج والا فلا يمكن عده من الاحداث  مهما كان ذلك الحدث ومهما كانت الجهة التي قامت به؟  فكيف بحادث مثل استشهاد سيد شباب اهل الجنة واهل بيته بطريقة مأساوية  لم  ولن تشهد البشرية مثلها على الاطلاق اذن فلا بد ان تكون هناك اسبابا جوهرية دعت الى ذلك ولابد ان تكون هناك مخرجات ونتائج لهذا الحدث وطبعا ليس من المعقول ان  يتسع المجال لتناول تلك النهضة بكل حيثياتها وبكل نتائجها  في هذه العجالة ولكن احببت ان تعرض لجانب من نتائج تلك الثورة المعطاء ولعلي يمكن ان اجمالها بعدة نقاط :
1. الامام الحسين (عليه السلام) وضح فياكثر من موضع اهداف واسباب ثورته والتي في مقدمتها الاصلاح وهي الكلمة التي كثيرا ما يرددها اصحاب المنابر والكتاب في كتبهم عندما يرد ذكر الامام الحسين(ع) ولكن هناك سؤال وهو هل من المعقول ان يقتل الامام الحسين (ع) بهذه القتلة الشنيعة حتى يتولى فلان من الناس منصب المرجعية ويقود الشيعة ويأمر ونهي في الدين وهل من المعقول ان يقتل الحسين حتى يتولى فلانا من الناس ادارة البلاد ويتولى النظر في شؤون الناس .
2. كثيرا مايحرص الخطباء على توجيه الناس على الالتزام بمبادئ الحسين (عليه السلام) والسير على نهجه وخطاه وان عليهم ان يفعلوا كذا وكذا ولكن لم نسمع بخطيب حسيني او كاتب يقول ان على مراجع الدين ان ينهجوا منهج الحسين في الدفاع عن الدين وفي تسيير امور الناس الم نسمع بان الحسين (عليه السلام) كان يبكي من اجل اعدائه او يضع خده الشريف على خد جون بن حوي وهوعبد  اسود او انه يقول لفرسه بعد ان انهكه العطش “انت عطشان وانا عطشان فلا اشرب حتى تشرب” فهل هناك من رجال ديننا من يفعل ذلك .
3. كثيرة هي الاحاديث التي تحث على حضور المجالس الحسينية واحياء ذكرى معركة الطف وكثيرة هي الاحاديث التي تبين فضل البكاء او التباكي على الحسين (عليه السلام) ولكننا ومع شديد الاسف لم  نسمع بان المرجع الفلاني اقام مجلسا حسينياً ودعا عامة الناس للحضور والبكاء والتبرك ولم نشاهد ونحن نعيش في التطور التقني وكثرة الفضائيات ان هناك نقل مباشر للمجلس الحسيني الذي يقيمه المرجع الفلاني  وهكذا .
4. بمجرد ان يقترب حلول شهر محرم الحرام تكثر الآراء والفتاوى بخصوص الشعائر الحسينية ومايقوم به الشيعة من اعمال لإحياء هذه الذكرى الاليمةوتكثر الاقاويل بحيث ان تداولها  قد يؤدي الى حدوث بعض المشاحنات في المجالس ولكن الغريب هنا اننا لم نسمع بمرجع من الحوزة العلمية من المراجع المعروفين او من المتمرجعينالجدد خرج بلقاء او بمحاضرة او اصدر كتابا يقول فيه على الشيعة في شهر محرم الحرام ان يفعلوا كذا وكذا ويتركوا كذا وكذا.
5. هل من المعقول ان الدماء التي سالت بالطف وهي دماء خير الحق واشرف الخلق واصدق الخلق بعد ابائه الطاهرين ودماء اصحابه المنتجبين ثم تكون نتيجتها ماتمر به الشيعة اليوم من قتل وتهجير  وابادة لم تتعرض لها امة على مر التاريخ  فهل ان الثورة الحسينية لم تأتي اكلها ام انها حرفت عن مسارها وتولى ادارتها من لاخلاق له .
6. هل يعقل ان الامام الحسين (ع)  قتل وتعرض لما تعرض له لسبب واحد وهو ان نبكي عليه وان نقيم المجالس ونلطم الصدور وانما هناك شيئا اخر غير هذا الغرض لأنه ليس بنتيجة بالطبع وانما هو تحصيل حاصل وانما لابد ان تكون هناك نتيجة هي اسمى من ذلك فياترى ماهي تلك النتيجة ومن المسؤول عن تبيانها للناس .
7. خطب الامام الحسين (ع) وكلماته النورانية مازالت خالدة وهي تنير الدرب للأجيال كقوله ” ومثلي لايبايع مثله” أو “هيهات منا الذلة” أو “اذا ابتليت الامة براع مثل يزيد فعلى الاسلام السلام” وغيرها من الكلمات التي هزت الطواغيت في حينها وبقيت مرعبة لكل طواغيت العصور اذن لماذا ونحن ندعي ولائنا واتباعنا لابي الاحرار  لاتكون تلك الكلمات هي المحرك لنا لنقول الحق بوجه كل سلطان جائر ونقولها لكل من نرى انه انحرف عن جادة الصواب .
8. كثيرا مانسمع من الخطباء وهم ينقلون عن الامام الحسين (ع) قوله” أخية تعزي بعزاء الله لاتشمتي بنا الاعداء” يكلم اخته الحوراء زينب (عليها السلام) ويحثها على عدم الخروج امام الاعداء مادام به عرق ينبض وهي المخدرة المصون فلماذا يقوم الكثير من الشيعة باصطحاب زوجاتهم او اخواتهم او بناتهم وهن متبرجات او محجبات ولكن متزيناتيتصفح وجوههن القريب والبعيد والدني والشريفولماذا لايقوم المراجع ورجال الدين بتوجيه الناس بعدم الاقدام على ذلك وحث النساء على الالتزام بالحشمة وعدم  التبرج.
9. دائما نسمع من الخطباء ان الامام الحسين (ع) في لحظاته الاخير جيء له بثوب فرفض ان يلبسه لأنه من ثياب الذلة وهو في تلك الحالة من العطش ومن قتل من اهل بيته واخوته ومع ذلك يحرص على ان يكون عزيزا لايفعل  ولايقوم باي شيء يمكن ان يلبسه ثوبا من ثياب الذلة اذن فلماذا لايقوم رجال ديننا بإصدار الفتاوي التي تمنع الشباب من لبس الملابس التي يحاولون فيها تقليد الغرب الكافر او التشبه بالنساء او حلاقة الشعر بطريقة مضحكة ومبكية في آن واحد او وضع مساحيق التجميل وكأنهم نساء وكل ذلك الغاية الرئيسية منه هو الباس المسلمين او خصوصا الشيعة  ثوب الذلة والخنوع .
10. عندما تحل مناسبة وفاة احد العلماء  نلاحظ ان الجهة التي تنتسب لذلك العالم او من ذريته او تعتاش على سمعته تقوم بالاستعدادات لإحياء ذكرى وفاته وتقوم بعقد المؤتمرات والندوات تبين من خلالها علميته وفضله على الاسلام والتشيع وتقوم بتعليق الصور ونشر اللافتات والفلكسات في الشوارع والتقاطعات ولكننا لانرى ذلك يحصل  عند مرور ذكرى استشهاد من هو اساس للتشيع ومن هو اصل للتشيع ومن بدمائه بقي التشيع  وأذا وجدت جهة دينية وضعت فلكسا معينا في مكان ما وبه تعزية او شيء من هذا القبيل فالغاية منه هو حجز المكان لها لتقوم بتعليق دعاية انتخابية لها في المستقبل.

أحدث المقالات