في تظاهرات الجفاف في “خوزستان” الإيرانية .. مقتل ضابط شرطة وإصابة آخر مع تواصل الاحتجاجات !

في تظاهرات الجفاف في “خوزستان” الإيرانية .. مقتل ضابط شرطة وإصابة آخر مع تواصل الاحتجاجات !

وكالات – كتابات :

قُتل ضابط في الشرطة الإيرانية برصاص “مثيري شغب”، وفق الإعلام الرسمي، في محافظة “خوزستان”، (جنوب غرب)، التي تشهد منذ نحو أسبوع احتجاجات على خلفية شُح المياه؛ أدت إلى مقتل شخص على الأقل.

واندلعت احتجاجات، منذ الخميس؛ في المحافظة الغنية بـ”النفط” والحدودية مع “العراق”، على خلفية شُح المياه، في وقت تعاني “الجمهورية الإسلامية”، هذا العام، من انخفاض كبير في نسبة المتساقطات مقارنة بأعوام سابقة.

وبعيد منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء، أفادت وكالة الأنباء الرسمية، (إرنا)، عن مقتل ضابط في قوات الأمن: “إثر أعمال شغب”، مساء الثلاثاء؛ في مدينة “بندر ماهشهر” الساحلية، في “خوزستان”.

مقتل أحد عناصر الأمن وإصابة آخر..

وقال المسؤول المحلي، “فريدون بندري”: “إثر أعمال الشغب التي جرت، مساء الثلاثاء، في بلدة طالقاني، (التابعة لبندر ماهشهر)، بوغت كوادر وحدة الإغاثة التابعة لقوى الأمن الداخلي وتعرضوا إلى إطلاق نار من مثيري الشغب من فوق سطح أحد المباني”.

وأضاف: “إثر هذا الحادث استشهد أحد أفراد وحدة الإغاثة في المدينة”، وأصيب عنصر آخر في ساقه.

وفي حين أشارت وسائل إعلام محلية إلى أن الضابط برتبة “ملازم ثانٍ”، لم يُحدد “بندري” طبيعة: “أعمال الشغب” في “ماهشهر”، وما إذا كانت مرتبطة باحتجاجات شُح المياه في “خوزستان”.

وأدت الاحتجاجات إلى مقتل “متظاهر” واحد على الأقل، وفق ما أورد الإعلام الرسمي الإيراني، نهاية الأسبوع الماضي.

وأشارت (إرنا) إلى أن الضحية قضى جراء إطلاق نار من قِبل: “انتهازيين ومثيري شغب” في بلدة “شادكان”، جنوب مدينة “الأهواز”، مركز المحافظة.

وأوردت صحيفة (اعتماد) الإصلاحية، عبر قناتها على تطبيق (تلغرام)، ليل الثلاثاء، عن: “قطع الاتصال بالإنترنت” في “شادكان”، وأن خدمات الإنترنت الخلوية في مدينة “الأهواز”: “متقطعة”.

لا يدون سوى المياه !

من جهتها؛ أشارت صحيفة (آرمان ملّي) الإصلاحية، في عددها الثلاثاء، إلى أن: “أهل خوزستان ينظمون احتجاجات ليلية”، كانت دوافعها تتهيأ: “منذ أعوام”.

واعتبرت أن السكان: “الشجعان”، لـ”خوزستان”، التي كانت إحدى خطوط التماس خلال الحرب “الإيرانية-العراقية”، (1980 – 1988)، لا يريدون سوى: “المياه، هذا كل ما في الأمر”.

وخلال الأيام الماضية، بثت قنوات ناطقة بالفارسية، خارج “إيران”، مقاطع فيديو قالت إنها لاحتجاجات في مناطق عدة من “خوزستان”، مثل: “إيذه، سوسنكرد، ماهشهر، الأهواز وحميديه”، مشيرة إلى أن قوات الأمن تعاملت بالشدة مع المحتجين. لكن وسائل إعلام محلية قللت من أهمية هذه التقارير.

وأظهرت الأشرطة مئات الأشخاص يتظاهرون في الشوارع مرددين هتافات تنتقد السلطات، بينما أحاط بهم عدد من رجال شرطة مكافحة الشغب. وفي بعض الأشرطة، يمكن سماع ما قد يكون صوت إطلاق رصاص.

ولا يمكن التحقق بشكل مستقل من مدى صحة هذه المقاطع المصوّرة.

“أنا عطشان”..

ونفى محافظ خوزستان، “قاسم سليماني-دشتكي”، في تصريحات أوردتها وكالة (إسنا)، ليل الثلاثاء، تقارير تحدثت عن ارتفاع عدد القتلى في الاحتجاجات.

وتابع: “أكّدنا على القوات الأمنية والعسكرية عدم مواجهة الناس بالعنف، وخصوصًا عدم إطلاق النار”، مضيفًا: “إذا كان البعض مسلحين ويقومون بأمور أخرى غير الاحتجاج السلمي، القانون يقول لنا إنه ينبغي التعامل معهم بشكل مختلف. لكن الناس عزيزون علينا”.

وتُعتبر “خوزستان”، المطلة على الخليج، أبرز مناطق إنتاج “النفط” في “إيران”؛ وإحدى أغنى المحافظات الـ 31.

كما أنها من المناطق القليلة في “إيران”، ذات الغالبية الشيعية، التي تقطنها أقلية كبيرة من العرب السُنّة.

وسبق لسكان المحافظة أن اشتكوا من تعرضهم للتهميش من قبل السلطات.

وفي 2019، شهدت “خوزستان” احتجاجات مناهضة للحكومة؛ طالت أيضًا مناطق أخرى من البلاد.

وفي عددها الصادر الثلاثاء، تحدثت صحيفة (اعتماد) عن انتشار وسم: “أنا عطشان”، باللغة العربية؛ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن المحتجين يريدون القول إن: “ليس لديهم مياه، كهرباء، هواء، حياة، في حين أن النفط يجري في الأرض من تحتهم”.

ورأت أن: “إشارات الاحتجاجات والاضطراب في المحافظة؛ ظهرت منذ وقت طويل، لكن المسؤولين انتظروا كعادتهم حتى اللحظة الأخيرة”.

وبعيد بدء الاحتجاجات، أفاد الإعلام المحلي أن الحكومة أرسلت فريق عمل يضم مسؤولين كبارًا إلى “خوزستان”: لـ”المعالجة الفورية” لشُح المياه فيها.

لكن صحيفة (سازندكي) الإصلاحية؛ دعت الرئيس، “حسن روحاني”، والرئيس المنتخب، “إبراهيم رئيسي”، إلى زيارة المحافظة شخصيًا للتحدث إلى المحتجين: “وتقديم وعود لهم بتحسين الأوضاع، والطلب إليهم أن يعودوا إلى منازلهم”.

وعرض التلفزيون الرسمي، اليوم، لقطات لصهاريج مياه؛ قال إنها مرسلة من قبل (الحرس الثوري) إلى المناطق التي تعاني من الجفاف، وذلك غداة تقرير مماثل عن إرسال صهاريج من قبل الجيش.

وعلى مدى الأعوام، أدت موجات حر شديد وعواصف رملية موسمية هبت من “السعودية” و”العراق” المجاورين، إلى جفاف في سهول “خوزستان”، التي كانت تعرف بالخصوبة.

ويقول علماء إن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم موجات الجفاف التي تهدد شدتها وتواترها الأمن الغذائي.

وفي مطلع تموز/يوليو 2021، قال “روحاني” إن الجفاف هذا العام: “غير مسبوق”، إذ أن المتساقطات في “إيران” انخفضت بنسبة: 52%، مقارنة بالعام السابق.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة