26 نوفمبر، 2024 1:55 م
Search
Close this search box.

ماذا بقيَ للقول عن عبد الكريم قاسم .؟

ماذا بقيَ للقول عن عبد الكريم قاسم .؟

 ما جرت كتابته وتدوينه من كُتّاب ورجال اعلام وقادة عسكريين وسواهم , في شبكة الإنترنيت منذ دخولها الى العراق , قد يوازي ما صدر من كُتب وبحوث ومقالات واطاريح عن < انقلاب \ ثورة 14تموز  , 1958 والتي محورها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم > , سيّما من الناحية الكمية وقبل الجانب النوعي في الرأي والتقييم . وقد غدت عادة ” كتحصيل حاصل ” للكتابة في هذه الشأن , ولا نبرّئ انفسنا من ذلك .

وفي الواقع فإنّ ما كُتِبَ ” على صعيد العراق ” حول قاسم والثورة ومنذ 41 عاماً ” منذ صدور اوّل كتابٍ عنه اجازته وزارة الإعلام آنذاك ” , قد يكون كافياً او اكثر ممّا مطلوب بهذا الخصوص , على الرغم من تباين الرؤى في ذلك .

  في الخلاصة المستخلصة , فليس بكافٍ أن يكون العميد – الفريق الركن قاسم , وطنياً ونزيها , فهذا حال كافة قادة وكبار ضباط الجيش العراقي اصلاً ومنذ العهد الملكي . وبعيداً جداً عن التطرّق لمواقف قاسم من القضايا القومية وسياسته الداخلية التي غمرتها التناقضات والتجاذبات ” والتي امسى تكرار الحديث عنها مُمِلاً ” , لكنّه في مقياسٍ او احدى مقاييس تقدير وتقييم سعة او ضيق الأفق للراحل عبد الكريم قاسم الذي تحوّل الى رمز في التأريخ السياسي العراقي , ألمْ يستوعب ويدرك وينتبه هذا ” الرمز ” أنّ المحكمة العسكرية العليا والتي تسمى ايضاً بمحكمة الشعب , والتي غطّتها واجتاحتها تسمية ” محكمة المهداوي ” على مستوى الشارع العراقي ” والى الآن ” نسبةً الى رئيس المحكمة العقيد ” فاضل عباس المهداوي – الذي تجمعه صلة القرابة العائلية مع قاسم ” , ألم يدرك ويستشعر أنّ بذاءة وطول لسان المهداوي وتندّره الساخر – الرخيص على كبار الشخصيات السياسة من المتهمين , وبالبث التلفزيوني والإذاعي المباشر , قد جعلت العراق إنموذجاً سيّئاً ومشوّهاً على كلا الصعيدين العراقي والعربي , ومحطّ تندّر من الرأي العام برمّته , وكان ذلك في الواقع إساءةً الى حكومة قاسم وشخصه بالذات ايضاً , وهل كان الراحل قاسم بهذه الدرجة من ضيق الأفق .! وهل يمكن الإفتراض الموضوعي أنّ لا أحد من الدائرة الضيقة المحيطة به قد نبّههُ على ذلك .! , هل هي محكمة او محاكمة يظهر فيها جمهور الشيوعيين ” المتفرجين والمتابعين ميدانياً لإجراءات المحكمة ” وهم يرفعون الحبال الى الأعلى < والمقصود حبال المشنقة > وهم يرددون بأصواتٍ عالية ” في إملاءٍ غير مباشر للمهداوي ” هتافاً من كلمتين < إعدم .. إعدم > .! , وكم يا ترى سيكون التأثير السيكولوجي على رئيس المحكمة جرّاء وازاء هذا الهتاف .! , فأين قاسم من كلّ ذلك وهو يتابع جلسات المحكمة لحظةً بلحظة , وهو يستمع بعدها الى اذاعة القاهرة وسواها من الأذاعات العربية والأجنبية الناطقة بالعربية , وما تصدره من تعليقاتٍ لمهزلة هذه المحكمة , لماذا لم يكترث قاسم الى سمعة العراق او النظام الجمهوري الجديد .! , ولم تكن احكام الإعدام التي يصدرها المهداوي في طريقها للتنفيذ إلاّ بموافقة الفريق قاسم , اذا لم يكن متّفق عليها مسبقاً .!

  وكم من ضحايا وكم من ارواحٍ زُهِقت بلا مسوّغٍ قانوني , وكان بمقدور عبد الكريم قاسم استبدال احكام الإعدام بغيرها بالسجن المؤبّد ولو لمئة عام .! كما تفعله اسرائيل التي لا يسمح دستورها بعقوبة الإعدام حتى للفدائيين الفلسطينيين .! , فهل كان للغريزة السيكولوجية لقاسم دوراً فعّالاً في ادارة شؤون الدولة .!  

أحدث المقالات