26 نوفمبر، 2024 12:22 م
Search
Close this search box.

” ذي قار ” تدفع ضريبة صمودها الأسطوري !

” ذي قار ” تدفع ضريبة صمودها الأسطوري !

بغض النظر عن تكالب القوى العظمى , وأغلب دول العالم , ودول الجوار على العراق , والذي تحول مع مرور ما يقرب من أكثر من أربعة عقود إلى تسليم زمام أمور وإدارة الدولة العراقية بيد حفنة ضالة من شذاذ الآفاق , الذين كان أغلبهم بالأمس القريب .. سائبين متسكعين في دول الجوار والمهجر .. أي قبل عام النكبة 2003 , والذين باتوا أدوات وذيول وعملاء وجواسيس للاحتلالين , ليمكنوهم من الهيمنة على جميع مفاصل ومقدرات الدولة العراقية بشكل مطلق , ناهيكم عن الدعم والتأييد والغطاء والفتوى الدينية – المذهبية , من مرجعية ” النجف ” الا عربية , واللا عراقية , واللا إسلامية , والا شيعية أصلاً !, وتزويدهم بالأسلحة الأمريكية الفتاكة بذريعة محاربة الإرهاب وداعش ومشتقاتهما !؟, وكذلك الفيتو الدستوري والسياسي والبرلماني والانتخابات المزعومة !, والذين إستحواذ من خلال هذه المسميات والتصنيفات بشكل مطلق على جميع الوزارات والمناصب , لتحقيق أكبر وأعلى نسبة من المكتسبات والامتيازات الخيالية . ونهب وتهريب مليارات الدولارات خارج العراق , من خلال الصفقات والمشاريع الوهمية .
 
الصراع الحالي المحّتدم والدائر خلف الكواليس بين قادة وأمراء الحرب الطائفية الشيعية , لا محالة سيظهر وسيطفوا على السطح قريباً جداً , والذي لا قدر الله إن حدث هذه المرة !؟, فإنه ينذر بصدام مسلح عنيف جداً وعواقب وخيمة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحروب الأهلية التي مر بها تاريخ العالم القديم والمعاصر , وستكون حرب مدمّرة ستحّرق ما تبقى من معالم الدولة العراقية , وستأتي على الأخضر واليابس , قبل نهاية هذا العام حسب جميع المؤشرات والمعطيات والتحركات الأمريكية في العالم والمنطقة , وهذا ما سعت وتسعى إليه مراكز القوى الرئيسية المتحكمة في العراق والمنطقة , والمتمثلة بأمريكا وإيران وبريطانيا والكيان الصهيوني .
 
الكرة الآن في ملعب الشعب العراقي , وقادة وزعماء ساحات ثورة تشرين في جميع أنحاء العراق وعلى رأسها محافظة ” ذي قار ” التي تعتبر عاصمة الثورة , وكذلك القوى الوطنية المؤيدة والداعمة لها في الداخل والخارج , ولا يجب الاعتماد والتعويل أبداً كما يتوهم البعض على نتائج المفاوضات بين مجموعة ( 5+1 ) وإيران !؟, بخصوص فرية وإكذوبة ملفها النووي والصاروخي … إلخ , ولا على نتائج هيمنة أو أنتصار حركة طالبان من عدمه على الحكومة الأفغانية !؟, أو توجيه ضربة عسكرية لإيران من قبل إسرائيل !؟ , ووصول المعارضة الإيرانية قريباً لحكم إيران !؟ , بل يجب علينا كعراقيين أولاً وآخراً الاعتماد بعد الله على ثورتنا المظفرة , من خلال تنسيق مواقفنا وتوحيد وتنظيم صفوفنا في الداخل والخارج قبل فوات الأوان , وقبل أن يجروا ويورطوا ويزحلقوا الشعب العراقي لا قدر الله في أتون حرب طائفية ” شيعية – شيعية ” هذه المرة !!!, وما حرمان الشعب العراقي من تأمين أبسط الخدمات على مدار 19 سنة , كما هي معضلة ومعجزة ” الكهرباء ” , والإمعان في تخريب وتفجير الشبكة والأبراج الناقلة لها , وكذلك عمليات الحرق الممنهج والمبرمج للمستشفيات ووزارة الصحة وغيرها من المرافق الحيوية التي تخص سجلات وملفات العقود والمشاريع الوهمية لمحو آثار الجرائم الاقتصادية .. إلا بوادر ونذير شؤم يطل برأسه من جديد للعودة للمربع الأول .
 
المستهدف الآن ليس فقط تحويل ثورة تشرين الوطنية إلى صدام مسلح وحرب أهلية مدمرة بين القوى الوطنية والعشائر من جهة والمليشيات الإيرانية من جهة أخرى , بعد أن تم مع سبق الاصرار استهداف أحد شيوخ ورموز الثورة كما هو الشيخ الشهيد المغدور ” تحسين بن شيخ خالد جبر أمير إمارة بني كعب ” رحمه الله قبل يومين , وبعده مباشرة تم إرتكاب أبشع جريمة ومجزرة بحق الراقدين في مستشفى الحسين كما هو قسم العزل لمصابي ” كورونا ” وسط ذي قار , بنفس الأسلوب والطريقة الجبانة والإجرامية التي تم من خلالها حرق مستشفى الخطيب في العاصمة بغداد وغيره , بل جعل العراقيين يلجؤون ويطلبون النجدة من أمريكا لتخلّصهم وتنّقذهم من هذه المليشيات الإجرامية الموالية للعدو الإيراني , ولا يعلمون هولاء المغفلين أن العملية برمتها ومن أليفها إلى يائها , معدة ومتفق عليها سلفاً خلف الكواليس والدهاليز المظلمة بين إيران وأمريكا قبل الاحتلال بسنوات !, وإن كل ما جرى ويجري من قصف واستهداف للسفارة الأمريكية والقواعد العسكرية الأمريكية من قبل المليشيات الموالية لإيران , ما هو إلا تبادل أدوار وذر الرماد في العيون , وبأن هؤلاء الذين جلبتهم أمريكا وإيران ما هم إلا طابور خامس وضباع ةكلاب صيد مأجورين , وأن كل ما قاموا ويقمون به يصب في خدمة وصالح المشروع الكوني الأمريكي , والتطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل الدول العربية الخائفة والمرعوبة من البعبع الإيراني !؟, فلو كانت أمريكا حقاً جادة في تقليم أظافر إيران لما سمحت لها منذ البداية أن تتغلغل وتتغول وتحّكم سيطرتها وهيمنتها بهذا الشكل على خمس عواصم عربية , ولما سمحت لها بتطوير برامجها النووية والتسليحية على مدى أربعة عقود .
كما أسلفنا … المعطيات والمؤشرات كثيرة وغاية في الخطورة , وليعلم القاصي والداني … حتى وإن تم استهداف مقرات ومواقع ومعسكرات المليشيات في العراق وسوريا , وحتى لو تم استبدال وليس اسقاط النظام الحالي في إيران , فإن مشروع الشرق الأوسط مستمر وماضي قدماً , لاتمام صفقة القرن , ولا يعني ولا يهم العالم وأمريكا أبداً قتل مليون عراقي آخر أو مليونين , وتهجير وتشريد الملايين من مناطق سكناهم كما حصل عام 2014 والأيام بيننا .

أحدث المقالات