من أجلكم أكتب الصفحات …بعد خصام دام طويلا والقلم.
من أجل ذي قار …الناصرية التي تأججت بمستشفاها النار
وفاضت الارواح الطاهرة الى بارئها ترفع اليه شكاتها…
توشحت بوشاح الدم الاحمر القاني واستحمت بحمم النار المحرقة وتلونت بلون السواد اذ نفثت النار رماد اجساد الذين دخلوا المستشفى التماسا للعلاج فإذا بها تلفظهم ليلاقوا حتفهم قبل الاوان…حدادا يا عراق …حدادا فانت ارض السواد التي كان فيها السواد صفة للخير العميم والنعيم المقيم ولكن اليوم صفتك الحداد حزنا اذ توالت عليك المحن.
حدادا فغيوم الدخان التي استعرت بأجساد المرضى رسمت لوحة كبيرة امتدت من الافق للأفق …لافتة سوداء كبيرة تعلن للعالم ان العراق يستقبل اعياده الوطنية والدينية بوشاح اسود اسمه الفاجعة.
ذي قار …ومستشفى الحسين التعليمي الذي أحرق بناره الاجساد التي اصابها فيروس كورونا ومن اجل الشفاء اوت اليه لتنتصر على الفيروس وتعاود الحياة فإذا به صار عبارة عن صفائح سريعة الاشتعال سلبتهم الحياة ومضوا شهداء عند رب كريم.
كيف لصفائح سريعة الاشتعال تكون مستشفى…؟
….
تموز في ايامه العشر الاوائل وتموز( الذي يجف فيه الماء في الكوز)بحسب المثل الشعبي المعروف وتموز الذي ترتفع فيه درجات الحرارة الى اعلى المستويات قياسا بالأشهر الاخرى وخاصة في هذا الزمن الذي يشهد اختلاف المناخ إذ تجاهد الدول على مدى هذا العالم من اجل الحيلولة دون حلول الكارثة …هنا في ذي قار وفي مستشفى الحسين التعليمي الذي ربما اهملت فيه ضرورات ايجاد وسائل السلامة ووسائل اطفاء الحرائق …نشب الحريق وقضى بالموت على من فيه ليس بالفيروس ولكن بالنار والحريق…