اثبتت السياسات الامريكية في السنوات الماضية بل ومنذ حقبة الحرب العالمية الأولى والثانية وقبلهما ان أمريكا لا يمكن الثقة بها وسياساتها شيطانية وعدائية وليس لها فعالية على المدى البعيد. والامثلة في الكذب والتدليس الأمريكي والعداء للشعوب هو ما فعلته أمريكا في العراق منذ عام ١٩٩١ ولحد الان. ليس هناك حاجة لسرد العدوان الأمريكي ضد الشعب العراقي في حرب عام ١٩٩١ ثم الحصار البربري وحرب عام ٢٠٠٣ التي احتلت بها بلد مثل العراق وذلك لاكذوبة أسلحة الدمار الشامل المفتعلة. وجاء الأسوأ من ذلك إيقاع العراق بين احتلالين وهو احتلالها واحتلال ايران ثم تحويل العراق الى ساحة صراع مفتوح بينهما وبالطبع ضد مصالح ذلك الشعب.
اليوم تنكشف سياسة أخرى وهزيمة فيتنامية ثانية لامريكا الا وهي انسحابهم يجرون اذيال الخيبة والهزيمة من أفغانستان لكي تظهر طالبان قوة مسيطرة تعيد سيطرتها على اغلب مناطق البلاد بينما تتوسل أمريكا بالمجتمع الدولي من اجل الضغط. فماذا جنت أمريكا من تدخلها بعد عودة طالبان غير سنوات طويلة من الحرب وخسائر في صفوف جنودها ومعداتها. والادهى من ذلك الضعف الشديد في قوات النظام الافغاني الموالي لامريكا وعدم تمكنه من حماية البلاد.
هذه هي أمريكا تقتل وتدمر وتحتل وتفرض الحصارات التي تقتل شعوب وتفقرها وسرعان ما تتخلى عن الذين يعتمدون عليها فتتركهم وليمة سهلة لاعدائهم بينما هي تجر اذيال الخيبة والهزيمة والخسران. وبالتأكيد فأن أفغانستان هزمت أمريكا شر هزيمة مذلة ويبدو ان ذلك سوف يجر عليها هزائم اكثر واكبر فالقوة الظالمة لابد ان تجر على الظالم الانهيار والخسران.