الذي يرى البصرة هذا اليوم والذي رأى البصرة قبل أيام عندما يطل عليها ضيوفها الكرماء بما يجودوا على هذه المدينه من أمطار وبهذه الكميات الهائلة والتي تمثل قمة رزق السماء علينا لو إننا نعيش في الزمن الصحيح…زمن حب الوطن والتضحية في سبيلة…زمن تفاني الإنسان لخدمة وطنه…زمن يكون فيه الحاكم خادم لإبناء مدينته…اقول لو إننا نعيش في الزمن الصحيح لكانت البصرة جوهرة الشرق الأوسط بما تملك من موارد تؤهلها لذلك…ولكن واعوذ بالله من كلمة لكن ما أن تبدأ السماء ترسل خيراتها على هذه المدينه حتى تتحول هذه الخيرات إلى كوارث تنزل على رؤوس أهلها عندما تغرق مدينه كاملة بمياء الأمطار وتتلوث المدينه عندما تنقض مياء المجاري الملوثه على زائر المدينه الجديد والتي تمثل مياه نقية مرسله هدية من السماء فتلوثها وفي أقل من ساعة تتلوث المدينه بأكملها وتبدأ السيول الملوثه بدخول بيوت المدينه دون إستأذان وتعم الفوضى في هذه البيوت لمنع الزائر الثقيل ولكن دون جدوى…الشوارع بقدرة قادر تتحول إلى أنهار من المياه…تقف على ناصية الطريق تبحث في الشارع عن مكان معين لتصريف هذه المياه فلا تجد أي قناة يمكن من خلالها تصريف هذه المياه تتنقل في شوارع المدينه لتكتشف إنك تنتقل من مشهد سيىء إلى مشاهد أسوء…عندها تستنتج أن قطاع المجاري وتصريف مياه الأمطار قد غاب كليا عن عقول خدام البصرة كما يسوقون نفسهم ولم يتم تخصيص أي مبلغ لهذا القطاع المهم في المدينه وتتساءل بينك وبين نفسك إذا إين صرفت كل الأموال المخصصة لمدينة البصرة ولماذا لم يحظى هذا الجانب بإهتمام مجلس محافظتها الموقر….فتعود مسرعا إلى بيتك الذي غرق هو الأخر ولآن مشهد الغرق قد تعودت عليه فلم تلتفت إليه لإنك على يقين إن غرق بيتك هو ناتج عن غرق مدينتك وغرق مدينتك ناتج عن غرق وطنك بالكامل…تذهب إلى رفوف مكتبتك العتيقة تتنقل بين الكتب وتسحب كراس طبع بصرة جيده بحجم ورق A4 ورق صقيل وغلاف ملون يحمل لونا ورديا كتب في حاشية الكراس “الجزء التاسع أعداد مديرية العقود الحكومية” وفي أعلى الكراس كتب بخط متموج يعكس بالضبط تموج مياه فيضانات مدينتي العنوان “إنجازات محافظة البصرة 2012” تفتح الكراس وتبدأ تتصفح به وتقرأ فتصاب بصاعقة كالصواعق التي تسمعها وأنت تتصفح في هذا الكراس من هول الأرقام الفلكلية التي صرفتها المحافظة على قطاع تصريف مياه الأمطار والمجاري ومع ذلك تفيض مدينتك بعد دقائق معدودة من زخات المطر ولنقرأ بعض ما جاء في هذا الكراس بالرقم والصفحة لكي يعلم القارىء منْ حكم ويحكم البصرة الآن ودرجة الفساد التي تعيش المدينه فيها والمسؤول عن حالة جوهرة الشرق هذه التي حولوها إلى مزبلة الشرق وهل حكامها هم خدامها أم هدامها…لنقرأ ونرى ماذا صرف ولماذا كل هذه المشاريع لا تعمل والمناطق لا تزال بدون شبكات تصريف علما اننا سوف نذكر الارقام بدون ذكر الكسور للسهولة
1) مشروع منطقة القبلة المتكامل (مجاري أمطار وثقيلة وبلدية) الكلفة حوالي 276 مليار دينار عراقي 
2) تنفيذ شبكات ومحطات مياه الأمطار والمياه الثقيلة الزبير حوالي 11 مليار دينار عراقي
3) تنفيذ شبكات ومحطات مجاري مياه الأمطار بين نهري العشار والخورة حوالي 3 مليار دينار عراقي
4) اكمال تنفيذشبكة مجاري مياه الامطار من تقاطع ابوشعير الى نهر الخورة حوالي 525 مليون دينار عراقي
5) تجهيو آليات ومعدات اختصاصية ومواد لصيانة وتشغيل محطات في عموم محافظة البصرة حوالي 12 مليار دينار عراقي
6) تصريف مياه امطار ناحية النشوة حوالي 24 مليار دينار عراقي
7) شبكات امطار منطقة المعامل قرب شركة ابن ماجد 19 مليار دينار عراقي
8) مجاري حي العامل معمل الورق حوالي 10 مليار دينار عراقي
9) تشغيل وصيانة شبكات مياه الامطار والمجاري حي الحسين حوال 5 مليار دينار عراقي
10) تجهيز منظومات ازالة الروائح في مركز المدينه حوالي 8 مليار دينار عراقي
11) الشبكات الممتده من جسر الكرمه غلى حي الجهاد 47 مليار دينار عراقي
12) شبكات حي الرسالة في الهارثة حوالي 4 مليار دينار عراقي
13) المنطقة الجديده في الفاو المرحلة الاولى 5 مليار دينار عراقي
14) ناحية ام قصر المرحلة الاولى حوالي 17 مليار دينار عراقي
15) ناحية سفوان حوالي 22 مليار دينار عراقي
16) ناحية الامام الصادق حوالي 9 مليار دينار عراقي
17) مركز قضاء شط العرب حوالي 13 مليار دينار عراقي
18) ناحية عز الدين سليم حوالي 13 مليار دينار عراقي
19) منطقة الدير 22 مليار دينار عراقي
20) ناحية شط العرب 84 مليار دينار عراقي
21) مبلغ مصروف لمنطقه وهمية لم تذكر راجع صفحة 107 مقداره حوالي 94 مليار دينار عراقي
22) مبلغ مصروف آخر لمنطقه وهمية لم تذكر راجع صفحة 108 مقداره حوالي 48 مليار دينار عراقي
23) مبلغ مصروف ثالث لمنطقه وهمية لم تذكر راجع صفحة 109 مقداره حوالي 51 مليار دينار عراقي
كل هذه المبالغ تم صرفها لأعمال تصريف مياه الأمطار والمجاري خلال سنة 2012 وأول شتاء يمر على المدينه وفي بداية موسم الأمطار وإذا بالمدينه تغرق فهل هناك عاقل يصدق إن الأموال صرفت فعلا أم تم سرقتها سؤال من مواطن بسيط إلى منْ يسمي نفسه خادم البصرة نقول له فقط….
لماذا؟