(( لقد ظهر في الآونة الأخيرة جيل جديد من كتاب ومؤرخين وباحثين أخذوا على عاتقهم البحث والتنقيب في كتب التاريخ الموغل في القدم ودراسة النصوص الجديدة التي اكتشفت في الآونة الأخيرة من تحت الأرض لإخضاعها للدراسة والتحليل العلمي الوثائقي ومقارنتها مع ما موجود لدينا في الوقت الحاضر للخروج بنتيجة واحدة للحصول على التاريخ الحقيقي لتراثنا وديننا وعقيدتنا فأن ما وصلنا من الأمم القديمة التي سبقتنا قليلا وشحيحا والكثير منه متهم بصحته لذا يجب إيجاد ثورة كبرى لإعادة كتابة النصوص في الموروث الديني للإسلام وخصوصا الآيات التي تتعرض لزمانها ومكانها والاعتكاف على الدراسة الموضوعية المعمقة في التفسير الجديد ضمن العقليات الجديدة للإنسان المعاصر الذي تطور كثيرا عن أفكار المفسرين والفلاسفة في عصرهم القديم وتقديم كل ما هو جديد في فهم ما جاء من نصوص قرآنية بعيدا عن فهم الرعيل الأول من المؤرخين وشراح السير و القرآن المحترمين والأخذ بما يتطابق مع القرآن الكريم وبنفس النسق الذي أوحي به إلى النبي محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم وإعادة كتابة آياته حسب تسلسلها ونزولها بعيدا عن أهواء المعارضين لإتاحة الفرصة للأجيال الحالية والقادمة على فهمها الصحيح وعدم النفور منها أو التشكيك بها وفق نظام تفسيري بإطار معاصر يحاكي عقليات الإنسان الجديد في العالم برمته والذي يدور في فلك واحد من الكرة الأرضية ومن هنا تأتي الحاجة إلى البحث الجاد في الفلسفة والحكمة من الآيات القرآنية بصيغة واضحة ومفهوم العقل المعاصر على أن لا نخرج من كلام الله تعالى والنص الأصلي والبحث والتنقيب في الكتب القديمة المكتشفة حديثا التي تظهر الحضارات والأمم التي سبقت الإسلام والحضارة العربية المندثرة والمشوهة ودراسة الأمم المعاصرة للإسلام والتي حاكت وتطابقت نصوصها التاريخية وحياتها النظام والدين الإسلامي الذي نزل على خاتم الرسل محمد صلوات الله عليه وهذا بحاجة إلى جهود مضنية من المستعدين في خوض هذه المعركة الشرسة بين الموروث القديم وأفكاره ومناصريه وبين المعارضين الرافضين له وهذه المسئولية تقع على المؤسسات البحثية الرصينة الدينية والحكومية وإعطاء الفرص في التنقيب والبحث والغوص في بطون الكتب والأرض لاستخراج ما مكنون فيها وتحتها قبل فوات الأوان حيث أن الكثير من التفاسير والشروحات في تبيان آيات القرآن الحالية غير مستساغة من الجيل الجديد جيل عصر النهضة والثورة العلمية والتكنولوجيا والعلوم التاريخية والأثرية وإجباره على تقبلها بصيغتها القديمة وخصوصا بعد ظهور جيل من المفكرين الذين خاضوا وأدلوا بدلوهم في هذا الصدد من البحث وساهموا في تغيير مسار الفهم القرآني الجديد عبر البحوث العلمية الموثقة وبطرق عقلية علمية للوصول إلى الحقيقة تحاول من خلالها أعادة النص القرآني حسب نزوله من السماء وكما مكتوب بالمصحف المنزل من الكتاب السماوي الواحد على نبينا محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة ليس كما موجود لدينا ورسم آياته وسوره وفق أسباب نزولها وترتيبها الغير مقنع للكثير من المعتنقين عقيدة الإسلام وخصوصا الآيات التي فسرت مغايرة لمرادها السماوي وسببت نفورا لغير المسلمين كآية الجزية لأهل الذمة وآيات القتال ومحاربة الكفار والخلط بين مفهوم الكفار والمشركين حين جعلوا كل من خالف التعاليم الإسلامية فهو كافر وحصر الإسلام في الرقعة الجغرافية لبلاد العرب ولغته عربية حصرا وأبعاد القرآن عن عالميته وإنسانيته وإظهار المرأة مظلومة ومهمشة واضطهاد القوميات الأخرى ومحاربة الحرية الشخصية للفرد وكثيرا من المفاهيم التي جُردت من محتواها الأصلي وفق رؤية أصحاب التفاسير في عصرهم . فأن هذه الدعوة القوية للمؤرخين والباحثين وكتاب التأريخ أن تكون لهم اليد في البحث والتقصي في كتب التأريخ المندثرة والموزعة في متاحف العالم وخزاناتها ووضعها على طاولة الدراسة العلمية وإخضاعها للمطاوعة لما وصلنا من موروث ثقافي وتأريخي وديني ومدى تطابقه لعصرنا وعقلياتنا على شرط عدم المساس بتراثنا الديني وعقيدتنا وكتابنا المقدس ( القرآن ) وتوحيدنا المطلق لله تعالى وحده . وكذلك دراسة ما وقعت عليه أيدينا من نصوص وكتابات تتطرق لحياة الشعوب والأمم التي سكنت الكرة الأرضية قبلنا وتفكيك رموز أفكارها وحضاراتها وطرق معاشها وربطها بالحاضر وخصوصا الأقوام التي ذُكرت أسمائها وأحوالها في القرآن الكريم فعليه يمكن أن نشكل مجمع فكري علمي إسلامي وعالمي لدراسة نصوص القرآن الكريم وإعادة صياغة تأريخنا وموروثنا الثقافي والحضاري وفق ارتباطنا بالأديان العالمية ومدى تأثيرنا عليهم حسب رؤية علمية بحثية وإعادة مضمونه العالمي والإنساني وإخضاع الديانات وحياة الأمم ودياناتهم للفكرة والنظرية السماوية التوحيدية يسمى ( المجمع الفكري العلمي الإسلامي ) يضم جميع المفكرين المعاصرين الذين إشتغلوا في هذا المجال للخروج بنتيجة واحدة تصب في مصلحة الإسلام العالمي من خلال الاتصال بالمؤسسات العالمية للإطلاع على ما وجدوه من معلومات موثقة بهذا الصدد والاستفادة من خبراتهم وإمكانياتهم البحثية والتقنية المتطورة للوقوف على ما لدينا ولديهم من تأريخ مخبوء تحت طيات الكتب والأرض وفي دهاليز المتاحف في الغرب وإعادة تأريخنا لجماله ورونقه ))