1 نوفمبر، 2024 7:24 ص
Search
Close this search box.

سعدي يوسف قُبيلَ العاصفة المطريّة

سعدي يوسف قُبيلَ العاصفة المطريّة

لاترتبط نصوص سعدي يوسف بظاهرة ما فبعضها يختلف في المعنى وفقا للإختلافات في دلالاتها وفي الإرث الذي تحملة المفردة الشعرية ضمن تداخلها ومفردة أخرى في نصه الشعري كونه سريع التحول من مشهد شعري لآخر أي أنه لايقف على أرض محددة بعينها كما أن لغته تُثبتُ الرمز هنا وسريعة الخروج من الرمز هناك وذلك مايسمح للمزاج الشعري بإيجاد أكثر من صلة بين التجارب الإنفعالية والذهنية أي الإشتغال مابين حدي العالم الخارجي والعالم الداخلي فهنا أي في هذين العالمين تارة يلمس الأشياء لمسا لاشعوريا إرتباطا بالجانب المؤلم  من الذاكرة وأحيانا إظهار الأشياء بغيرها بعد تغييبها عن الإدراك فالنوازع هنا إزاء خلق المشاهد الشعرية تتكون من  تشكيلات ترددية وتصاعدية ضمن الدوافع الأولية التي يريدها الإنسان من الحياة وهو مايجعل من الضروري أن تتكرر قرائن الإفتراضات حتى تصل اللغة لإشباع غرائزها ضمن الأشياء التي يكون الشاعر طليقا إتجاهها أو تلك التي لايمكن تجاوزها وهي غرائز تستقر غالبيتها وكما عبر عنها فرويد تستقر في (الحلم الكامن ) وأجمل مافي غرائبيتها أنها تضيف مهمات جديدة للإسترسال الشعري منها ( التقنين – تفتيت المحتوى – أحياء سريع للحظة الخاصة – ) وهذه المهام تعني أن صور سعدي يوسف الشعرية ذات إرتباطات بين بقايا الماضي المكاني وتقدير الشاعر لرؤيا الحدث  الزماني كما أن التبصر اللاشعوري لايحل بديلا مطلقا أمام الإستبصار الشعوري الفعلي :

السماءُ الرصاصُ ، سماءٌ  رصاصٌ ،
 كما هيَ ، منذ ابتداءِ الخليقةِ
ريحٌ
ولا ريحَ
حتى الغصونُ التي تتحرّكُ كانت تَنُوسُ بأنفُسِها .
حِدْأتانِ تحومانِ
لا طيرَ …
كان الزجاجُ يئِنُّ
الهواءُ حبيسٌ كأنّ الكهوفَ القديمةَ قد صارت الكونَ .
مختنقاً كنتُ؛
فكّرْتُ أن رمادَ البراكينِ في عدَنٍ كان يتْبعُني ،

لاشك أن هناك نشاطا شعريا في تفكير الشاعر،
 في طريقة تجديد كائناته الكيميائية ،
 في طريقة طرح السؤال المختلف ،
 رغم أن المناخ العام للنص مستدلٌ عليه من خلال عنوانه (قُبَيل العاصفة المطريّة )أي أن هذا المستدل يولد لدينا شعورا يقظا نعيد به على أنفسنا عالمنا القريب والمقرب لنا من عدسة سعدي يوسف حين نجلس فرادا وراء نافذة ونحدق بالمكان المعلوم والمكان الذي مضى وبالإفتراضات العديدة عن المكان الذي سوف يأتي وهي شمولية مكانية أرادها الشاعرُ ربما هي الحياة أو ربما هو الموت وكلاهما لايشكلان في ذات الشاعر غير وهجيهما الشعري الجمالي ،
.
الغابةُ ،الآنَ ، تبدو مشَوّشةً ، لستُ أعرفُ أشجارَها ،
والهواءُ الثقيلُ يُلَطِّخُ حتى لحاءَ الجذوعِ .
……………..
……………..
……………..
لماذا لجأتُ إلى النافذةْ ؟

[email protected]

أحدث المقالات