23 نوفمبر، 2024 12:15 ص
Search
Close this search box.

في \ : الدفاع عن ابراج الكهرباء وخطوط الطاقة

في \ : الدفاع عن ابراج الكهرباء وخطوط الطاقة

بدءاً : – منَ الناحية النفسية ” على الأقل ” يستغرب المرء او عموم المجتمع والرأي العام , كيف يغدو للدواعش القُدُرات وقابلية وسرعة التحرّك في تنفيذ اعمالٍ تفجيرية وتخريبية في بقاع واصقاع جغرافية متباعدة داخل جغرافية العراق الشاسعة .! واين يختبئون بعد تنفيذها , واين تقع مقراتهم واوكارهم , ولماذا إطمئنانهم المفرط بعدم القاء القبض عليهم وكشف مواقعهم .! , وكلّ ذلك بعدما جرى القضاء عليهم في معركة تحرير الموصل , واستسلام اعداد كبيرة منهم واعتقال الكثيرين , كما من اين يأتي الدعم اللوجستي والمالي المفتوح للدواعش .؟

ثُمَّ اذ معروفةٌ للداني والقاصي وحشية ودموية مقاتلي داعش بما هو اكثر بكثير من تفجير ابراج الكهرباء , فما الذي تستفيده من وراء ذلك , واحتمال تعريض انفسهم او بعضهم للقتل او الإعتقال جرّاء مثل هذه العمليات المتتالية وبشكلٍ سريع وبنحوٍ يومي , فهل هنالك احتمالٌ ما أنّ جهةً اخرى غير داعش هي التي تقوم بمثل هذه الأعمال التخريبية .! ولعلّ التساؤل هنا سابقٌ لأوانه وقد تتأخّر الإجابة عليه .!

  الى ذلك فحتى الذين يقفون بالضد من حكومة الكاظمي < سواءً مراكز قوى او احزاب وسواهم > فإنّهم يقرّون ويلمسون أنّ القوات المسلحة تفوم بحالة ” انتشار واعادة انتشار ” في كلّ مناطق العراق لتأمين حماية خطوط نقل الطاقة وابراج الكهرباء , وإذ ولأنّ هذه الخطوط تمتد وتنتشر في شبكة واسعة للغاية ومتداخلة في الكثير من المدن والمناطق , فإنّ السيطرة المطلقة للقوات الأمنية تحتاج لبعض الوقت لتأمين ” لوجستيات ” الوحدات العسكرية والأمنية , وحيثُ أنّ قطع او انقطاع الكهرباء على الجمهور هو اثمن من مقولة < الوقت من ذهب > , فنحن او الدولة في سباقٍ اطول واسرع من سباق الماراثون , ويتطلّب ذلك حلولاً عجلى وفاعلة في تعويض الوقت وتأمين الدفاع عن الأبراج وملحقاتها , حتى والى حين تستكمل القوات المسلحة كامل استحضاراتها وتفرض سيطرتها الكاملة على هذه الأهداف الحيوية , فلا بأس ان نستذكر من ذكريات الماضي القريب – البعيد < وبعيداً عن السياسة ونظام الحكم السابق > , فمع اندلاع الحرب العراقية – الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي , فكان من اهم اهداف القيادة العسكرية والأمنيّة آنذاك , هو تأمين الحماية للخط الستراتيجي لإنبوب النفط الذي يمتد ويصل الى الحدود العراقية – التركية , ولم يكن ممكناً فرز وحدات عسكرية خاصة لتأمين ذلك الأنبوب النفطي الطويل ” لإعتبارات انشغال الجيش في جبهات القتال ” , فلذلك ارتُؤي في حينها الإستعانة بوحداتٍ عسكرية غير نظامية ” الجيش الشعبي ” ونشرها على امتداد الأنبوب وبمسافاتٍ متقاربة ” وبذلك لم تحدث ايّ عملية تخريب او تفجير لذلك الخط الستراتيجي , المقصود في هذا الإستذكار وامكانية الإستفادة من تلك التجربة , هو ان تقوم الدولة بتشغيل وتعيين اعداد كبيرة من العاطلين عن العمل ” وبأسلحةٍ بسيطة وبأجورٍ مناسبة ” وبصيغة وَجَباتٍ متناوبة ” وما يسمى باللهجة الدارجة بِ – شفتات – ” على طول امتداد الأبراج الكهرباء ولو الى حينٍ ما مهما طالَ واستطال , ولا ريب فسنجد آلافاً مؤلّفة من الشباب المتطوعين لذلك .. إنّهُ مقترحٌ فعّال ويمكن التعاطي معه كعامل مساعد في توفير سبل الحماية لكل ملحقات الطاقة النفطية والكهربائية ..

  الى ذلك ايضاً , فلا يُرى من ضرورةٍ ما لما اعلنه اللواء ” تحسين الخفاجي ” الناطق بأسم قيادة العمليات المشتركة , عن تخصيص واستخدام ثلاث وسائلٍ جوية او من الطيران ” لمراقبة وحماية الأبراج ” والتي تتمثّل حسب قوله بِ < القوة الجوية , طيران الجيش , والطائرات المسيّرة > , فلماذا هذا الإعلان المسبق والذي قد او ربما يفسّره البعض وكأنّه نوعٍ من التنبيهٍ للمجاميع الأرهابية اثناء وضع العبوات الناسفة او سواها من اساليب التعرّض في التخريب وتوقيتاتها – ليلاً او نهاراً – , ثُمّ ما الدَور الذي يمكن ان تؤديه طائرات F 16 العراقية المقاتلة او سواها , حتى في سرعتها الأدنى في الحؤول ومنع وضع متفجراتٍ في خطوط الطاقة وابراج الكهرباء , سوى التقاط صورٍ جويّةٍ في لحظةٍ تصادفيّة .! , وسبق وكرّرنا القول أنّ الإعلان المسبق ” في الإعلام ” عن اجراءاتٍ عسكرية وأمنيّة , فإنّما يجافي الصواب والأمن من كلّ زاويةٍ مرئيةٍ او غير مرئية .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات