لم يکن هناك من مسٶول إيراني حتى من الخط الاول في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بإمکانه أن يتجرأ ويوجه الانتقاد لخميني، لکن فإن خامنئي الذي ورث الکثير من المزايا من خميني من حيث التمادي في ممارسة القسوة والعنف في الحکم، غير إنه لم ييرث الکاريزما والسطوة التي کان خميني يتمتع بها، إذ ظهر وبعد فترة ليست بطويلة من تنصيبه کولي فقيه کحائط منخفض وليس کسور عال ومنيع کما کان خميني.
على الرغم من إن خامنئي قد طاله الشعب الايراني بهتافات نظير “الموت للدکتاتور”و”الموت لخامنئي” ومايشابه ذلك، لکن لايبدو إنه”أي خامنئي” قد سلم من سهام نقد المسٶولين في النظام نفسه، وهو أمر يلفت نظر المراقبين کثيرا ويٶکد على حقيقة أن خامنئي ليس لم يحرز نجاحا في زعامته کولي فقيه بل وقد فشل في ذلك بموجب الکثير من الادلة والمٶشرات تبعا للأحداث والتطورات التي جرت وتجري، والذي يلفت النظر کثيرا ويرسم أکثر من علامة تعجب هو إن يکون واحدا من أبرز المسٶولين الايرانيين الذين يوجهون سهام النقد لخامنئي، هو الرئيس الاسبق أحمدي نجاد الذي کان من المحسوبين على خامنئي والمقربين منه.
أحمدي نجاد الذي وجه سهام النقد اللاذعة لخامنئي من دون ذکر اسمه وأشار الى المقاطعة الشعبية لإنتخابات الرئاسة الاخيرة وفشل خامنئي في حشد الشعب الايراني للذهاب الى صناديق الاقتراع وقد إتهم أحمدي نجاد في إنتقاداته التي جاءت في فيديو تم نشره قادة النظام الإيراني بأنهم “أبعدوا الشعب ويتشدقون بالتبريرات” بهذا الخصوص. وواصل الرئيس الإيراني السابق، مخاطبا المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي ودون ذكر اسمه أيضا، فقال: “إنك تسير على خط الهزيمة”.
إنتخابات الرئاسة التي قام خامنئي شخصيا بهندستها والتخطيط لها بحيث يتم نصب قاضي الموت رئيسي، والتي جاءت بسياق من أجل فرض نهج الانکماش الذي إتبعه خامنئي منذ أن أسقط بيديه وتيقن من إن النظام في حالة خطيرة وإنه يمر بفترة صعبة وبالغة الخطورة لم يسبق وإن مر بمثلها من قبل والاهم من ذلك عدم وجود أية أدلة ومٶشرات على إمکانية أن يخرج هذا النظام سالما من هذه الفترة، وليس من قبيل الصدفة أن يفرض وجها مثل ابراهيم رئيسي الملطخة يداه بدماء أکثر من 30 ألف سجين سياسي في مجزرة عام 1988، في منصب الرئاسة، وخصوصا وهو يعلم بأن أقوى غريم وند له ولنظامه منظمة مجاهدي خلق التي تصعد من نضالها بصورة ملفتة للنظر بحيث إنها وصلت الى حد يعترف فيه خامنئي بنفسه بأنها”أي مجاهدي خلق” تستقطب الشباب الايراني الى جانب إعترافاته السابقة بأن مجاهدي خلق قد قادت الانتفاضات العارمة ضد نظامه، ويحاول خامنئي من خلال تنصيبه لرئيسي، أن يضع حدا للتقدم المستمر الذي تحرزه المنظمة من حيث دورها وحضورها وتأثيرها الکبير على الاوضاع في سائر أرجاء إيران، لکنه يتناسى بأن رئيسي لم يحرز أساسا أي نصر على المنظمة إذ أن مجزرة صيف 1988، قد إنقلبت وبالا عليه وعلى خامنئي والنظام وقد تصبح واحدا من أهم أسباب إسقاط النظام، مع ملاحظة إن هناك أيضا التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية على الابواب حيث سيتم عقده في الايام 10 و11 و12 من الشهر الجاري وستکون لمجزرة عام 1988، حصة کبيرة جدا فيها وسيشار من خلال ذلك الى الدور الاجرامي لرئيسي بهذه المجزرة وضرورة محاسبته ومحاکمته.