19 ديسمبر، 2024 12:48 ص

انعطافة حادّة في سياسة بايدن!

انعطافة حادّة في سياسة بايدن!

قبلَ ان ننعطف مع تلك الإنعطافة , فلابد ان نشير الى القصف الأمريكي الأخير على معسكرات فصائل عراقية مسلحة في المنطقة الحدودية المشتركة بين العراق وسوريا ” منذ نحو اسبوع ” . ما يلفت النظر ليس ذلك القصف تحديداً بقدر ما اتّخذه من حجمٍ وتغطية اعلامية تكاد تبدو اكثر من حجمه ” الكمّي والنوعي ” ومنذ ذلك اليوم والى يومنا هذا .! , وكانت مثار اندهاشٍ للبعض او المراقبين عن هذا التركيز الإعلامي لتلك الغارات الأمريكية , سواءً على صعيد تصريحات المسؤولين الأمريكان او عبر شبكات ووسائل الإعلام الغربية والعربية , لكنّ ذلك بدا وكأنه تمهيدٌ سيكولوجي – سوسيولوجي على مستوى الرأي العام الأمريكي والعالمي , الى حين بروز وإبراز التطوّر المفاجئ في سياسة الرئيس بايدن ” تجاه احداث المنطقة ” حيث إختيرت صحيفة ” الواشنطن بوست ” لتنقل الخبر على لسان مسؤول امريكي رفيع – VIP ومقرّب من البيت الأبيض ” او من داخله ” , من أنّ الرئيس بايدن اتّخذ قراراً ستراتيجياً بأنّ الولايات المتحدة سوف تردّ بقوة على ايّ هجومٍ يستهدف مصالحها او قواعدها العسكرية , حتى لو لم يُقتل او يصاب ايّ عسكريٍ امريكي .!

< لم تُتاح لنا الفرصة او الوقت للبحث او التحري فيما اذا كان قرار بايدن قبل او بعد اكتشاف الأستخبارات العراقية لِعشرة صواريخ نوع ” غراد ” مع منصاتها واحبطت عملية اطلاقها , حيث كانت مسددة نحو القاعدة الأمريكية في مطار بغداد , ويؤخذ بنظر الإعتبار فرق التوقيت الزمني والمحلي بين الولايات المتحدة والعراق > .!

القرار الأمريكي الجديد لابدّ ان سيغيّر الكثير من الحسابات والمعادلات وحتى التوقيتات .!

الإيرانيون وعبر مندوبهم في الأمم المتحدة نفوا تقديمهم ايّ دعمٍ مباشر او غير مباشر للفصائل والميليشيات العراقية التي تستهدف المصالح الأمريكية , وجاء ذلك ردّاً على اتهامات امريكة الى مجلس الأمن , لأيران بمسؤوليتها عن ذلك , بينما من الملاحظ أنّ طهران ندّدت بالقصف الأمريكي الأخير على ميليشيات عراقيةٍ مسلحة .! ويشكّل ذلك تناقضاً اعلامياً مجرداً في التصريحات الأيرانية .!

وإذ لا يمكن الزعم او الإدّعاء بأنّ العمليات الصاروخية ضد اهداف وقواعد امريكيةٍ في العراق سوف تتوقف كلياً , ولعلّ أنّ القيادات العملياتية لتلك الفصائل في صدد او ابتكار صيغٍ واساليبٍ جديدةٍ لمعاودة القصف .

وتبقى النقطة الأصعب عن كيفية معرفة الأمريكان للجهة او الفصيل الذي سيعاود اطلاق الصواريخ عليهم , ثُمّ الى ايّ جهةٍ او مجموعةٍ ستقوم امريكا بتوجيه غاراتها عليها .!