لشك ان بعض المصطلحات والكلمات اصبحت تستولي على عقول وقلوب الناس ، وتأخذ مكان الصدارة في المقالات والصحف والندوات ، بل حتى في المسامرات والمناقشات العائلية البريئة . ومع ان هذه الكلمة ما زالت عائمة وغير مستقرة وغير واضحة المعالم والمفهوم، لا في القواميس والمعاجم ولا في تفسيرات وتعاريف السياسيين في العالم ، ولا في توضيحات مسؤولي الامم المتحدة الموقرة ، ولكنها تهمة حاضرة ومعلبة وسلاح موجه للإسلام والمسلمين في كل حين ، فهؤلاء متفقون ومع بعض من ساسة المسلمين – مع الاسف- بان الارهاب تهمة ملازمة للإسلام ، واية عملية ارهابية وفي اية بقعة في العالم فهي عملية لجماعة اسلامية لا يهم اسمها او توجيهاتها حتى يثبت العكس .
اما ما تقترفه امريكا والغرب وبعض حكام الدول الاسلامية فلا يعتبر من الارهاب ، انما هو دفاع شرعي عن المصالح والكراسي فلا يحق لاحد ان يقترب منها او ان يلمسها لا بشكل ديمقراطي ولا باي شكل كان فالديمقراطية حكر للغرب كما يقول (صموئيل هنتنجتون) صاحب صراع الحضارات فلو منحت للعالم الاسلامي فان ذلك يؤدي الى وصول الاسلاميين الى الحكم ، ولسنا هنا بصدد الدفاع عن الاسلام فان رب العزة هو الذي يتولى ذلك ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظين) والاسلام عقيدة ومنهاجا وتطبيقا بريء من هذه التهم والدارس للقرآن والسنة يرى ذلك بوضوح ، اللهم الا اولئك الذين عميت بصيرتهم فلا يرون الحق.
ويكفينا ان نقول ان ما اقترفت وتقترفه الجهات المدعية للسلام والصلح في تاريخ البشرية هي اكبر الجرائم المقترفة ضد الانسانية ، ويكفي في هذا المقام ان تعرف ان ضحايا الحربين العالميتين كانت اكثر من (100) مليون انسان فقط.
غير الحروب المحلية فالمجازر في فلسطين ومجازر التطهير العرقي في البوسنة وكوسوفا الى كشمير والشيشان ، وغيره الكثير الذي لا ينحصر ضد الاسلام والمسلمين خاصة وضد البشرية بشكل عام .
لقد بلغ بهم الامر اتهام المسلمين عند حدوث كل عملية ارهابية او انفجار ولولا ان الايدز وجنون البقر والامراض ال الحيوانية الاخرى كانت قبل احداث (11) ايلول لاتهم المسلمون بذلك ايضا ، بحيث انه حتى الحيوانات لا تسلم من الارهاب الاسلامي ، كما نرى اليوم حيث يتهم ( الارهابيون) بنشر مرض الجمرة الخبيثة .
والذي اخشاه غدا اذا اصيب امريكي بعطسة او ما شاكلها ان يتهم ارهابيو المسلمين بذلك ، وكيف لا أليسوا يمتلكون صواريخ وقذائف ومدافع معطسة وغير معطسة .