يحدث هذا في بلد النفط والميزانيات السنوية التي تتجاز 150 مليار دولار .. انها طفلة عراقية من محافظة ديالى عمرها عام ونصف العام والدها معوق .. تزوج أمرأة من مدينته فانجبت له طفلا وبعد ولادته اصيبت الزوجة بالجنون مما اضطر الى الزواج من ثانية لكي ترعى طفله الأول فأنجبت هذه بنتا جميلة لاتفارق الابتسامة وجهها البرئ .
لكن هذه الطفلة نكبت في صغرها حين توفيت والدتها واصبح الأب المعوق مسؤولا عن تربية ورعاية طفلين وحيث ان عوزه وفقره افقده قدرته على تحمل رعايتهما . يروي هذه القصة المأساوية الاعلامي أياد الزاملي لكنه يؤكد انه لا يعلم شيئا عن طفل الوالد المعوق لكنه يقول انه علم من مصدر موثوق على صلة بهذه العائلة ان الأب قد عرض طفلته هذه على اكثر من عائلة لتبنيها لكنها رفضت .. ثم حاول بيعها فلم يستطع حتى دفعه يأسه من شدة عوزه الى رمي الطفلة في زاوية احد الشوارع في منطقة بعيدة عن منزله لعل شخصا يشفق عليها ويلتقطها لكنه فوجئ بعد حين ان ابنته الصغيرة هذه قد عادت الى المنزل مرة اخرى تطرق بابه مبتسمة بوجه والدها وكأن لسان حالها يقول : خذني يا أبي في احضانك ! .. والدها يسحبها الى البيت ويكرر فعل ابعادها عن بيته لعل احدا يتبناها او يلتقطها احد المارة لكن حتى هذا لم يتحقق له .
ويضيف الزاملي ان احد الأخيار وصله خبر الطفلة مقترحا على والدها عائلة تقطن في بغداد ربما توافق على تبنيها .. فحملها الأب الى بغداد وسلمها الى هذه العائلة متوسلا اليهم تربيتها ووعدهم بأنه لن يسأل عنها ابدا وانه مستعد للتخلي رسميا عن ابوته لها .
ويخاطب الزاملي قراءه قائلا “تخيلوا هذا المشهد القاسي الاب وهو يسلمهم فلذة كبده وهي تتشبث بأحضانه وتبكي وتصرخ متمسكة بأذيال والدها رافضة الإبتعاد عنه.. لكنه سلمهم اياها بالقوة وعاد الى مدينته والألم والحزن يعتصران قلبه ! ويشير الى ان التي تبنت الطفلة زوجة طيبة وامرأة كريمة لم ترزق بطفل الا ان زوجها رفض استقبال البنت او تسجيلها باسمه والطفلة هذه الآن مهددة بان ترمى الى الشارع مجددا عسى ان يلتقطها احد المارة .. أو تنهشها الكلاب وتأكلها القطط !.
ويعبر الزاملي عن الاسف في ان يحدث هذا في بلد تقوده احزاب (أسلامية) وموازنته السنوية اكثر من 150 مليار دولار وتجاوز ثراء طبقته السياسية والدينية المليارات من الدولارات .. مؤكدا حزنه قائلا “انا حزين ابكي .. لا استطيع السيطرة على مشاعري .. دموعي تنهمر الآن” .
وتساءل الزاملي في الاخير قائلا : أين الاحزاب الاسلامية .. واين المنظمات الانسانية .. واين منظمات المجتمع المدني .. ثم اين رجال الدين ومسؤولي هذا البلد المنكوب بهم؟.