هل هي سياسة امريكية جديدة للتعامل مع ذيول ايران وميليشياتها في سوريا والعراق خصوصاً بعدما تيقنت امريكا استحالة توقف تلك الذيول عن اطلاق الصواريخ على القواعد العسكرية العراقية التي تتواجد فيها قوات امريكية، مما يعني ان الذيول ليس لديهم حرص على امن بلدهم سوى تنفيذ اوامر ايران فجاء الرد الامريكي على شكل رسالتين الاولى الى الميليشيات في العراق ان امريكا بات ينفذ صبرها وان التعرض لمصالحها له عواقب وخيمة .. اما الرسالة الثانية الاخطر فهي الى ايران التي لا زالت تتحدى وتتبختر وتماطل خصوصاً في مباحثات فينا وكأنها ارعبت امريكا في تحدياتها السابقة ويبدو ان امريكا بخبثها لها مخطط مدروس حيث قدمت في البداية تنازلات عسى ان تقتنع ايران بالعودة الى الاتفاق النووي وتنصاع لصوت العقل ولكن يبدو ان رد الفعل على تلك التنازلات جاء عكسياً لان ايران لن تأتي الا بالعين الحمرا خصوصاً بعد لقاء رئيس الاركان الاسرائيلي ومن ثم وزير الخارجية مع نظرائهم الامريكان الذي اسفر عن تحديد الاهداف المشتركة والثوابت الاساسية في مفاوضات فينا وهو منع ايران من امتلاك السلاح النووي ولابد من ارغامها للعودة الى الاتفاق من خلال الضغط بعدّت اتجاهات منها ما حصل في ضرب الميليشيات الموالية لها في سوريا والعراق وثانيها وهو الاهم والذي ينم عن عواقب وخيمة على ايران وهو الانسحاب الامريكي من افغانستان وتهيئة الاجواء لعودة طالبان حيث ان التطورات التي تعيشها أفغانستان حاليا بعد مغادرة القوات الأمريكية للبلاد قد زادت من نفوذ طالبان الأمر الذي جعل إيران في موقف مقلق وباتت تسعى للتقارب مع الحركة وظهر ذلك بوضوح من خلال لهجة وسائل الإعلام الحكومية بما في ذلك صحيفة “كيهان”، حيث زعمت الصحيفة أنه بعد بدء العمليات العسكرية لطالبان أن ” الحركة اليوم ليست مثل طالبان السابقة “. ولكن مهما حاولت ايران التقرب من الحركة لا يمكن لطالبان ان تنسى دور إيران في هزيمتها في السابق، لذلك ترى طهران أن صعود قوة “متطرفة” في أفغانستان يمثل تهديدًا خطيرًا لأمنها .. مما يعني اذا لم تنصاع ايران لشروط مفاضات فينا التي باتت تستهتر بها فأن طالبان على الحدود .. هكذا هي السياسة الامريكية التي ليس لها مواقف ثابته وانما المتغيرات تتبع بوصلة المصالح بمعني ان امريكا تعمل على تنوع الخيارات مع ايران بعدما تقلصت تلك الخيارات واصبحت الكفة لصالح ايران بسبب التنازلات بعد مجيئ بايدن وبدلاً من استثمارها من قبل ايران لفتح صفحة جديدة لرفع المعانات عن شعبها ازدادت غطرسة وتمادي واستمرت في اتباع اسلوب المراوغة والمكر والخداع والتحدي للمجتمع الدولي من خلال المواقف المتشددة في مفاوضات فينا وكذلك تجاهلها لطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيبدو ان اسرائيل اقنعت امريكا ان سياسة التراخي مع ايران لم تجدي نفعاً .. لهذا اشتدت لهجة الرئيس بايدين ضد ايران بعد الضربات المباغتة التي اعتبرها بعض المحللين السياسين تحول جديد في السياسة الامريكية اتجاه ايران وذيولها .. وللتأكد من ذلك يتوقف على رد فعل الميليشات هل سوف تسعى للتصعيد ام رسائل محسوبة الايقاع تكتب بدماء اهل العراق وسوريا نابعة من اتفاقات مسبقة مبنية على سلوك الشد والجذب للضحك على الاخرين للتغطية على ما يحصل من تفاهمات تحت الطاولة. فأن الايام القادمة سوف تثبت انها مجرد تمثيلة كما كان يحصل في السابق ام ان العيار قد بدأ يفلت !!