12 يناير، 2025 10:13 م

رواية “عندما تزهر البنادق”.. مجزرة دير ياسين وتأثيراتها على الناجين

رواية “عندما تزهر البنادق”.. مجزرة دير ياسين وتأثيراتها على الناجين

 

خاص: قراءة- سماح عادل

رواية “عندما تزهر البنادق” للكاتبة الأردنية “بديعة النعيمي” الصادرة عن دار فضاءات في عمان تحكي عن مجزرة دير ياسين من خلال تناولها لإحدى العائلات التي كانت تعيش في قرية دير ياسين.

الشخصيات..

تركز الرواية على شخصية رئيسية هي شخصية “زينب” والتي يدور الحكي من خلالها عن العائلة وعن ما حدث لها. وتحكي “زينب” عن رأس العائلة الجد “الشيخ أسعد” وأبناءه الذين هم عبارة عن خمس ذكور، أحدهما اختار طريق التصوف والانعزال واسمه “بكر”، والآخر تخرج من الجامعة وتزوج من امرأة أمها يهودية واختار النضال ضد الغزو الصهيوني. واثنان تزوجا ولديهما أبناء ويعيشان في بيت العائلة، والخامس “أيوب” أحب فتاة شقراء لكنه انصاع لقوانين العائلة وتزوج من فتاة اختارها والده وأصبح تعيسا.

الراوي..

يمكن القول أن الراوي عليم لأنه يحكي عن أشياء لا تعلمها “زينب”، لكنه اختار صوت “زينب” ورؤيتها ووجهة نظرها ليحكي من خلالهم.

السرد..

تقع الرواية في حوالي ١٧٦ صفحة من القطع المتوسط، تنتقل في الأزمنة ما بين زمن حاضر تعاني فيه “زينب” من الاحتجاز في مصحة نفسية، وزمن ماضي تحكي فيه بدء من طفولتها ويمتد من عشرينات القرن العشرين وحتى عام ١٩٤٨ الذي وقعت فيه المذبحة. والوقت الحاضر هو بعد مرور عشرة أعوام على المذبحة، وتنتهي الرواية بخروج “زينب” من المصحة.

 

مجزرة دير ياسين..

اختارت الكاتبة أن تحكي عن مجزرة دير ياسين، تلك المجزرة التي تعد من أبشع المجازر التي ارتكبها الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني، واختارت أن تحكي من خلال عائلة واحدة هي عائلة “الشيخ أسعد” والحكي هو استعادة للذكريات ومحاولة لتجميعها والتحقق منها، حيث أن الشخصية التي تحكي من خلالها الرواية تعاني من انهيار نفسي حاد نتيجة لمعايشتها تفاصيل المجزرة التي راح ضحيتها ابنتها وأمها وأبيها وأشقاءها الثلاث وبقت هي شاهدة على ما جرى ومدمرة نفسيا نتيجة ما حدث.

يبدأ الحكي بالتدريج حيث يتناوب الحكي ما بين وصف حالة “زينب” النفسية ونوبات انهيارها النفسي والعصبي. والتعامل السيئ الذي تتلقاه في المصحة حيث يكتفون بتخديرها بحقن فور انهيارها دون محاولة حقيقية لعلاجها أو تقديم دعم نفسي لها. وما بين الحكي عن الماضي حيث كانت تعيش آمنة مطمئنة في قريتها دير ياسين، ووسط عائلتها الكبيرة والتي تزرع الزيتون والتين وكل الخيرات التي اشتهرت بها أرض فلسطين.

التطورات التاريخية..

وجدها الطيب الحنون الذي كان يعاملها بود ومحبة، وتحكي أيضا عن الأخبار التي تأتي عن دخول الصهاينة إلى فلسطين بمساعدة بريطانيا التي احتلت فلسطين في العشرينات من القرن العشرين، ثم سمحت بدخول أعداد كبيرة من اليهود لإقامة كيان صهيوني. وتتبع الكاتبة التطورات التاريخية التي حدثت من وعد بلفور وتهريب الأسلحة إلى الصهاينة وتدريبهم بدعم من بريطانيا، وحرب العصابات التي قاموا بها ونضالات الفلسطينيين ومقاومتهم للوجود الصهيوني. في موازاة مع حكي “زينب” عن طفولتها وشبابها وقصة الحب التي عاشتها ثم زواجها وإنجابها.

وفي الوقت الحاضر يأتي طبيب جديد يخرج “زينب” من انهيارها، ويدعمها نفسيا ويقويها لتعرف أنه ابن عمها “أكرم” وأنه جاء لمساعدتها وتخرج من المصحة لتتفاجيء بتغيرات هائلة في فلسطين بعد سنوات من الاحتلال كانت محتجزة فيها في المصحة النفسية.

وقد رصدت الرواية تفاصيل المجزرة قرب نهاية الرواية من قتل وحشي وتمثيل بالجثث ومعاملة سادية. اعتمدت الرواية على لغة أقرب إلى الشعرية وحاولت أن تقدم المجزرة في إطار حكي إنساني وعلاقات إنسانية متشابكة. أدانت الرواية ليس فقط الصهاينة وإنما اليهود الذين كانوا يعيشون داخل فلسطين قبل الغزو الصهيوني لها، وبينت أنهم كانوا يساعدون الصهاينة ويسهلون لهم الأمور، حتى أن اليهود الذين كان يتعامل معهم الفلسطينيين ويقيمون معهم علاقات البيع والشراء اشترك منهم أناس في قتل الفلسطينيين والتنكيل بهم، واظهروا كراهية شديدة وسادية.

الكاتبة..

“بديعة النعيمي” كاتبة أردنية حاصلة على درجة البكالوريوس في الجيولوجيا. أصدرت روايات ( فراشات شرانقها الموت- مزاد علني- عندما تزهر البنادق – حنظلة).

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة