العراقيون حائرون .. من يصدقون المالكي أم ماكين؟

العراقيون حائرون .. من يصدقون المالكي أم ماكين؟

فيما يتوج رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي زبارته الرسمية لواشنطن اليوم الجمعة بمباحثات مع الرئيس اوباما اليوم الجمعة فقد لاحظ مراقبون لمباحثاته مع رؤساء لجان واعضاء في الكونغرس يتقدمهم المرشح الرئاسي السابق السناتور جون ماكين صدور بيانات وتصريحات متناقضة من الجانبين جعلت العراقيين المتابعين لزيارته الحالية للولايات المتحدة في حيرة من أمرهم ومن يصدقون في معرفة حقيقة مادار من مناقشات في الاجتماعات.

تفاصيل مكتب المالكي عن مباحثاته في واشنطن
فعقب هذه المحادثات قال مكتب المالكي في بيان صحافي ان رئيس الوزراء العراقي بحث في اليوم الثاني من زيارته للولايات المتحدة التي تستغرق خمسة ايام وخلال سلسلة اجتماعات مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب السيناتور روبرت منينديز وايد رويس وعدد من أعضاء الكونغرس .. بحث سبل تطوير العلاقات العراقية الاميركية في جميع المحالات من دون الاشارة الى السناتور جون ماكين المنتقد لسياسات المسؤول العراقي الداخلية والخارجية. وقال البيان ان المالكي قد اشار خلال هذه الاجتماعات الى “تأثر بعض أوساط الكونغرس بحملات الدعاية المضادة التي تشن ضد العراق” وانه اكد ان العراق اختار طريق الديمقراطية والتعددية والمشاركة وهو ماض به ولا سبيل للعودة عنه واوضح ان العراق اليوم يدار بصورة مشتركة من حكومة ومجلس نواب وإدارات تشارك بها جميع مكونات الشعب العراقي .
غير ان البيان تجاهل ذكر اجتماع المالكي مع العضوين البارزين في الكونغرس جون ماكين وبوب كروكر اللذين وجها انتقادات حادة له عقب لقائهما به واغفل طبيعة المباحثات ومادار فيها.

اعضاء في الكونغرس يقدمون صورة مغايرة لفحوى المحادثات
لكنه على الجانب الثاني صدرت عن المسؤولين الاميركيين اولئك تصريحات وبيانات عقب اجتماعهم مع المالكي قالوا فيها إنهم وجهوا له انتقادات حادة لسياساته الداخلية والخارجية واكدوا له استعدادهم لتلبية مطلبه بتقديم مساعدات عسكرية إذا أجرى تغييرات جوهرية في هذه السياسات نحو اشراك اوسع للمكونات العراقية في السلطة حيث انه يسعى خلالها للحصول على طائرات أباتشي الهجومية وطائرات مسيرة بدون طيار لمواجهة مسلحي تنظيم القاعدة في وقت يمتد فيه العنف إلى بلاده عبر الحدود من سوريا المجاورة ويتزايد بشكل خطير ادى الشهر الماضي الى مصرع اكثر من 600 عراقي واكثر من 5353 شخصا منذ بداية العام الحالي.
وقال السناتور جون مكين أحد الأصوات المؤثرة في السياسة الخارجية بالحزب الجمهوري بعد لقاء المالكي في تصريحات صحفية “الوضع آخذ في التدهور والتفكك وعليه أن يصلح الأمور”. وكان مكين واحدا من ستة أعضاء بمجلس الشيوخ من الجمهوريين والديمقراطيين أرسلوا خطابا لأوباما يوم الثلاثاء يتخذ خطا متشددا تجاه المالكي ويحمل حكومته مسؤولية تصاعد موجة العنف. وجاء في الخطاب إن المالكي ينتهج “في كثير من الأحيان” برنامجا طائفيا واستبداديا وهو ما يعزز تنظيم القاعدة في العراق ويؤجج العنف .
وقال مكين عقب لقاء المالكي “بصراحة لم يكن سعيدا بذلك الخطاب… لكنه إن كان ينتظر هذا النوع من المساعدات التي يطلبها فإننا نحتاج استراتيجية ونحتاج أن نعرف بالضبط كيف سيتم نشرها كما نحتاج أن نرى قدرا من التغييرات في العراق”.
ويشعر أعضاء الكونغرس بالغضب أيضا إزاء تقارير بأن إيران تستخدم المجال الجوي العراقي لإرسال مساعدات عسكرية للرئيس السوري بشار الأسد. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الإدارة تعتقد أن عدد الرحلات الجوية تراجع لكنها طلبت من المالكي تحسين عملية المراقبة والمتابعة. 
وإلى جانب مكين اجتمع المالكي مع زعيمي لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب.
وقال السناتور بوب كروكر أرفع جمهوري في لجنة مجلس الشيوخ عقب اجتماعه مع المسؤول العراقي  إن زيارة المالكي لم تكن مثمرة بقدر ما أسفرت عنه زيارات معظم الزعماء الدوليين الآخرين. وأضاف “لم يبد لي انه استوعب ما يتملكنا من شعور بالقلق إزاء ما يدور هناك. بدا أنه لا يتفهم أن هذه الأمور مهمة بالنسبة لنا ولا أظن أن هذا كان اجتماعا مفيدا بشكل خاص”.

المالكي يجتمع مع أوباما
وقد اجتمع المالكي الليلة الماضية مع وزير الدفاع تشاك هاجل ورئيس هيئة الاركان المشتركة مارتن ديمبسي ومسؤولين اخرين من وزارة الدفاع الاميركية قبل لقائه أوباما  اليوم الجمعة. واوضحت الوزارة في بيان ان المالكي وهيغل وديمبسي “بحثوا في الوضع السياسي والامني في العراق وسبل تعزيز التعاون الاستراتيجي الاميركي-العراقي في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة”.
وسيلتقي المالكي مع الرئيس اوباما اليوم الجمعة لاجراء مباحثات تهدف الى تطوير العلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون وفقاً لاتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين وسبل تعزيز الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب إلى جانب بحث تطورات الأوضاع في المنطقة وخاصة الازمة السورية.
وقد انسحبت آخر دفعة من القوات الأميركية من العراق في نهاية عام 2011 بعد حرب دامت ثماني سنوات لكن كثير من المسؤولين الأميركيين يشعرون بالانزعاج لاستمرار العنف في العراق وتقاربه مع إيران بعد إنفاق مليارات الدولارات وفقد آلاف من الاميركيين في الحرب هناك.
وقال النائب إليوت إنجيل أرفع ديمقراطي بلجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب “بعد كل الدم الذي فقدناه وكل المال الذي أنفقناه يبدو وكأن تأثير إيران في العراق أكبر من تأثير الولايات المتحدة وهذا بالطبع وضع مزعج”. لكن إنجيل قال إن اجتماع المالكي معه ومع النائب الجمهوري إد رويس رئيس اللجنة قد ناقش مجموعة من القضايا مثار القلق. وأضاف “أعتقد أنه في وضع صعب جدا .. فقد ظل يكرر أن الديمقراطية العراقية ليست مثالية لكنها ديمقراطية”.
وتعتبر زيارة المالكي هذه الى واشنطن الرابعة من نوعها بوصفه رئيسا للوزراء حيث كانت الاولى في تموز (يوليو) عام 2006 والثانية في تموز عام 2009 بينما كانت الثالثة في كانون الاول (ديسمبر) عام 2011.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة