انتقد وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي علي الاديب، اليوم الأربعاء، عزوف الطلبة والباحثين عن إكمال دراستهم العليا في الجامعات الإيرانية برغم التسهيلات التي تقدمها لهم، ودعا إلى الاستفادة من التقدم العلمي الذي حققته إيران، وإلى زيادة تخصيصات الجامعات العراقية من الموازنة العامة لتمكينها من تطوير واقعها، في حين كشفت وزارة العلوم الإيرانية، عن سعي البلدين إلى تأسيس مراكز بحثية مشتركة، وتبادل الاعتراف بالأبحاث والأطاريح والشهادات العلمية مستقبلاً.
جاء ذلك خلال مؤتمر الجامعات العراقية الإيرانية، الذي عقد، اليوم، على قاعة (الفراهيدي) في فندق الشيراتون، وسط البصرة، تحت شعار (تعاوننا العلمي سبيلنا للارتقاء)، بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، علي الأديب، ومشاركة رؤساء جامعات عراقية وإيرانية، ومسؤولين في الحكومة المحلية.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي، علي الأديب، في كلمته بالمؤتمر، إن “إيران من الدول التي تقدمت علمياً ويمكن الاستفادة من التجارب المشتركة بين الجامعات العراقية والإيرانية”، مشيراً إلى أن “وزارة العلوم الإيرانية قدمت 400 زمالة دراسية مجانية و500 بعثة دراسية بنصف التكلفة للطلبة العراقيين”.
وأضاف الأديب، أن “الطلبة العراقيين لا يرغبون بإكمال دراستهم العليا في الجامعات الإيرانية بسبب القطيعة السابقة بين البلدين، وعدم اطلاع رؤساء الجامعات وعمداء الكليات على مستوى التقدم العلمي الإيراني”، داعياً إلى “زيادة التخصيصات الخاصة بالجامعات العراقية من الموازنة العامة لتمكينها من تطوير واقعها”.
من جانبه قال رئيس اللجنة التحضرية للمؤتمر، ساجد سعد حسن، في حديث صحفي إن “التعاون بين الجامعات العراقية الإيرانية يأتي في إطار سياسة الانفتاح على التجارب الأكاديمية العالمية بعد مرحلة الانغلاق التي مرت بالعراق”، مبيناً أن “المؤتمر سيتمخض عن تشكيل لجنة مختصة لمتابعة اتفاقيات التعاون التي وقعت في المرحلة السابقة، لاسيما في ظل وجود العديد من مذكرات التفاهم في مجال التوأمة بين جامعة البصرة وجامعات إيرانية”.
إلى ذلك عد مدير مركز العلاقات العلمية في وزارة العلوم الإيرانية، أمين سعيد كرمي، أن “العلاقات العلمية بين الجانبين يندرج ضمن إطار تبادل الخبرات العلمية والثقافية”، مؤكداً أن “الجانبين يهدفان إلى تأسيس مراكز بحثية مشتركة، ويسعيان إلى تبادل الاعتراف بالأبحاث والأطاريح والشهادات العلمية مستقبلاً”.
وشارك في هذا المؤتمر ممثلو عشر جامعات إيرانية ورؤساء عدد من الجامعات العراقية وعمداء كليات جامعة البصرة وتدريسيها. ويعد هذا المؤتمر الأول من نوعه الذي يجمع الجهات الأكاديمية العراقية والإيرانية في محافظة البصرة، بعد قطيعة دامت لأكثر من 30 سنة بين البلدين حينها.