كيف تهان الحكومة ؟
بتهمة إهانة الحكومة العراقية الحكم على القاضي رحيم العكيلي بالحبس المشدد لسنة واحدة ..
سنترك جانبا حق حرية التعبير وكوميديا الديمقراطية في البلاد ونسأل :
الا يعتبر القضاء والادعاء العام ، ان وجد، الاستعراضات العسكرية غير الرسمية في العاصمة اهانة للحكومة والدولة معاً ؟
الا يعتبر القضاء اسقاط معقل الحكومة ” المنطقة الخضراء” اهانة للحكومة ؟
الا يعتبر التهديد بقطع اذن رئيس الوزراء وتمزيق صوره بالقنادر اهانة لجلالة وهيبة الحكومة ؟
الا يعتبر من سرق ويسرق اموال الدولة ويعترف بها علناً مهيناً للحكومة كما قالت النائبة السابقة حنان الفتلاوي ” تقاسمنا الكعكة واخذ كل منّا الكوميشن ” ، وقال النائب السابق مشعان الجبوري ” كلّنا حراميه ” !
الا يعتبر اعتداء حمايات النواب والمسؤولين الحكوميين على الصحفيين اهانة للحكومة التي يتوجب عليها ان تحميهم !؟
الا يعتبر تصفية نشطاء انتفاضة تشرين بالكواتم اهانة للحكومة المسؤولة عن حياة مواطنيها ؟
الا يعتبر اختطاف المطالبين بوطن وغياب اخبارهم نهائياً اهانة لدور الحكومة في الكشف عن الخاطفين وحماية حياة المختطفين ؟
الايعتبر قصف المطارات والقواعد العسكرية العراقية مسح الارض بالحكومة واهانة ما بعدها اهانة لهيبة الدولة العراقية ؟!
كل يوم تهان الحكومة وهيبتها عشرات المرات دون ان يرف للقضاء جفن ولايحرك الادعاء العام دعاوى ضد كل من يهين الحكومة وينتقص من هيبة الدولة كما يمليه عليه القانون ..
اليس اسمه ” الادعاء العام ” ؟!
اليس من واجبه حماية هيبة الدولة والحكومة معاً ضد أي تجاوز مخالف للقوانين ؟!
ياريت يجاوبنه القضاء الذي لم يهن حتى الآن !!
ياريت يقنعنا انه لايتعامل بمكيالين !
ياريت يجيبنا كيف يتم اطلاق سراح اللصوص والقتلة بحجة ” عدم كفاية الادلة ” !
ياريت يقول لنا القضاء كيف لايحمي القضاة انفسهم من الاغتيال ومحاولات الاغتيال والضغط السياسي عليهم للتلاعب بالقانون !
صراحة اكن كل التقدير والاحترام للقضاء العراقي ونزاهته وتأريخه المشرف ، واعرف مقدار الضغط الهائل عليه سياسياً وعشائرياً ،لكني اخشى ان تنطبق عليه قصة المستجير من الرمضاء بالنار، وملخصها الشديد..” كان هناك رجل يدعى كليب بن ربيعة ، خرج ذات يوم تحت ستر الليل ، فتبعه رجل من أبناء قبيلته يدعى جساس ، بغرض قتله ،فغافله وطعنه طعنة غير قاتلة ، وتركه يصارع الألم والموت في طريق مقفر ، في الصباح مر به عربي أخر يدعى عمرو فاستجار به كي ينقذه ، لكن حدث ما لم يتوقعه كليب ، حيث باغته عمرو ، وأجهز عليه ومن هنا قال العرب وما زالت تقول: المستجير بعمرو عند كُربته … كالمستجير من الرمضاء بالنار.
ولا استجارة لنا الا بالقضاء وهو الامل الوحيد المتاح لحفظ حياتنا مع هيبة الدولة التي بدون حماية مواطنيها من القتلة واللصوص وحملة السلاح المنفلت لاتساوي شروى نقير !