العلاقات الاميركية العراقية تشهد اليوم حالة إضطراب وتوتر ، ربما لم تشهدها فصول تلك العلاقة من تدهور منذ فترة السبعينات، ويعبر العراقيون عن مرارتهم من إختلال جوانب هذه العلاقة، على الرغم من قوة العلاقات الظاهرة للعيان على المسرح السياسي، ولكنها في باطنها من وجهة نظر كثير من العراقيين، انها لم تكن كذلك، وان مايظهر من وسائل دعم ومساندة للحكومة، تناقضه مواقف أخرى كثيرة لايشعر فيها العراقيون ان الأدارة الامريكية انصفتهم أو وقفت موقفا يمكن ان يشكل علامة رضا عن السياسات الاميركية أزاء بلدهم ، وهم يعبرون عن خيبات الأمل والمرارة من هذه المواقف ، لأن الولايات المتحدة تركت إيران تتحكم بمسارات المستقبل العراقي على هواها، كما إن جماعات مسلحة مدعومة من إيران تظهر علنا على المسرح السياسي وهي التي تؤدي الى تأجيج الوضع الأمني وتدهور أحوال البلد، في وقت تستغل جماعات القاعدة، ظهور هذه الجماعات المدعومة من إيران لتزيد الوضع إشتعالا .
لقد كانت مرحلة السبعينات وحتى الثمانينات هي الفترة الذهبية التي عاشتها الولايات المتحدة كدولة كبرى ، نالت احترام العالم ، نتيجة سياسات تخطيط ستراتيجي رسم معالمه كبار ساسة ومهندسي السياسة الاميركية ومنهم وزير الخارجية الاميركي الأسبق هنري كيسنجر وديفيد ماك ومساعدين رفيعي المستوى في الخارجية الاميركية، وربما لم تشهد أمريكا بداية انهيار سياساتها ، الا بعد صعود نجم زبغيننو بريجنسكي مستشار الامن القومي الامريكي لريغان الذي عدل سياسة كيسنجر من مبدأي التوازن في العلاقة مع الدول الكبرى الاخرى وسياسة الخطوة خطوة التي اتبعها كيسنجر الى مبدأ ( الردع التكنولوجي الالكتروني) الذي اتبعه بريجنسكي وسياسة ( الحفر أسفل الجدار) في التعامل مع الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية في أوربا الشرقية والعمل عى تدهورها وانهيارها الواحدة بعد الاخرى، وغابت منذ ذلك الوقت سياسة كيسنجر ( توازن القوى ) ليحولها بريجنسي الى ( أوهام ) حين عد كتابه المعروف ( أوهام في توازن القوى ) ومن ثم اتبعه بكتاب أخر رسم ستراتيجية الولايات المتحدة أسماه ( بين عصرين ..أميركا والعصر التنكتروني ) أي السيطرة على العالم الكترونيا وتحت ضغط القوة الغاشمة وسياسة الاطاحة بالحكومات بعد الطرق على حدودها لكي تنهار ، وكانت فعلا هذه هي السياسة التي أدت الى كوارث كبيرة أصابت السياسة الاميركية ، ليأتي ساسة امريكا اللاحقون ومنهم اودلين اولبرايت وغونداليزا رايس ليضعوا مصير العالم كله على كف غفريت وتنهار نظمه ويتدحرج العالم الى شريعة الغاب.
ربما يدرك الاميركيون اكثر من غيرهم أن ستراتيجيتهم السياسية في المنطقة عموما والعراق عى وجه التحديد عانت في السنوات الاخيرة من اختلالات وتعقيدات كثيرة، بسبب نمط التفكير في التعامل الامريكي مع شعوب وحكومات المنطقة القائم على فرض سياسة الأمر الواقع والإملاءات واستخدام القوة العسكرية على نطاق واسع وبخاصة في العراق عند احتلاها له عام 2003 وما بعدها ، وكان الساسة الاميركان يقعون دوما تحت الضغط والإلحاح الإسرائيلي ما أدى الى ان تعاني السياسة الامريكية من اخفاقات وانتكاسات في علاقاتها مع دول المنطقة ، وساروا بها الى مزيد من التدهور بدل ان تكون ستراتيجية الولايات المتحدة بناء نمط ايجابي يسير بهذه العلاقة نحو افاق تحترم فيها امريكا خيارات المنطقة وشعوبها في الامن والسلام والاستقرار، وكان شن حروب وافتعال أزمات مع دول المنطقة وشعوبها عامل تأخير لنمو هذه العلاقات او تطورها نحو الافضل، وخسرت الولايات المتحدة الكثير من سمعتها ومصداقيتها كدولة كبرى تهيمن على مقدرات العالم دون ان تحتاج الى تجييش الجيوش وممارسة سياسة اشعال نيران الفتن والحروب واستباحة حرمات الدول والحكومات التي كانت هي السبب اصلا في نشأتها او بقائها قوية ، بل انها بنت احيانا انماط حكم في السبعينات والثمانينات واقامت علاقات ايجابية مع قيادات المنطقة وشعوبها اكسبت الولايات المتحدة سمعة واحتراما ومكانة خسرتها كلها في مرحلة ما بعد عام 2000 تقريبا، وكان خطئها الفادح والكبير عند شنها حربين ظالمتين دون مبرر ضد أفغانستان والعراق ، أصابت سياسة الولايات المتحدة في الصميم وعرضتها لانتكاسات مريرة اضطرت لانفاق الاف المليارات لترميم جزء من هذه العلاقة او تفادي تدهور مستقبل الولايات المتحدة كدولة عظمى كانت محط احترام العالم وشعوبه ، كما خسرت هي الاخرى الالاف من جنودها والتها الحربية ، واذا بهذه العلاقة تنزلق الى متاهات وكوارث ونكبات ليس على شعوب المنطقة وحكامها ودولها بل على الولايات المتحدة التي وجدت نفسها بعد تلك الحربين انها في وضع لايحسد عليه، وعرض سمعتها ومصداقيتها الى خطر فادح لم يكن بالامكان اصلاح ذلك الشرخ الكبير الذي تحول الى شبح كوارث اقتصادية وسياسية ربما لم يكن بمقدور الولايات المتحدة تضميد جراحها لعشرات السنين.
كانت كل هذه المقدمات استعراضا يوضح لنا صورة تلك السياسة وكيف سارات خطى الادارات الاميركية بإتجاه زعزعة استقرار العالم ومنها المنطقة العربية وذهب كل مابنته الولايات المتحدة من علاقات متميزة على اكثر من صعيد مع دول العالم ذهبت ادراج الرياح، بفعل سياسات اتجهت الى العنجهية والخضوع للاملاءات الاسرائيلية في فرض هيمنتها على المنطقة حتى ليظن العالم كله ان اسرائيل هي التي تحكم الان وليس الولايات المتحدة التي تحولت الى ذيل تابع لإسرائيل اكثر من كونها اداة تنفذ المخططات الاسرائيلية او تستجيب لرغباتها واملاءاتها التي تفرضها على كبار قادة الولايات المتحدة وهم كما يبدو اصبحوا مرغمين على الركوع للخيار الاسرائيلي في الهيمنة..أي ان الولايات المتحدة ليست هي التي تمارس سياسة الهيمنة ، بل لأن إسرائيل هي التي تأمر وواشنطن لم يتبق امامها سوى ان تنفذ، أي ان هيبة الولايات المتحدة عالميا سقطت في الحضيض ومرغ أنفها في الوحل اكثر من مرة وتجرعت من وراء الركض وراء السراب الإسرائيلي خسارات باهضة اصابت مكانتها في الصميم وعرضت سمعتها كدولة كبرى يهابها العالم الى دولة ربما لاحول لها ولا قوة الا الخضوع للمشيئة الإسرائيلية شاءت ام أبت.
ولنعود الى موضوع العلاقات الاميركية العراقية وحتى لانذهب بعيدا سوف نركز على مرحلة مابعد الفين وثلاثة والفترة الحالية، كونها الفترة التي شهدت أكثر فصول هذه العلاقة تدهورا ، ولا يظن البعض ان العلاقات العراقية الان في أحسن احوالها ، بل هي الان في أسوأ احوالها وفصولها الدامية، إذ تعرضت سمعة الولايات المتحدة بفعل استباحتها لارض العراق وتعديها على كرامة شعبه وفرض انظمة حكم تديرها الولايات المتحدة من خلال مسؤولين صغار في الادارة الامريكية على مستوى السفير ومعاونه والقنصل وربما حتى ادنى من ذلك بكثير ليصل الامر ان سياسيين عراقيين كبار يتمنى لو يلتقي برئيس قسم او موظف في السفارة الأميركية في العراق عله يصل الى مبتغاه في ان يحظى بالقبول لدى هذه السفارة او تسانده في وظيفة او مكسب مادي يضيف الى رصيده ما يمكن ان يكون مسؤولا ينال حظوة لدى موظف صغير في الادارة الاميركية، واكتشف مسؤولون امريكيون ضحالة مستوى تفكير ودناءة مواقف ومطالب الكثير من الشخصيات السياسية التي ظهرت فجأة على مسرح الأحداث وكانت مغمورة ليس لها أي تأريخ في العمل السياسي لتتحول بين ليلة وضحاها الى نجوم لامعة في سماء السياسة العراقية على الرغم من انها لاتمتلك رؤية سياسية ولو في حدها الأدنى ، وراحت هذه الشخصيات المغمورة تعمل كل جهدها على لقاء مسؤولين في السفارة الامريكية ، كونها تعد مجرد لقاءها بمسؤول في السفارة الاميركية او من الخارجية الاميركية بأنه مكسب كبير يوصلها الى مبتغاها في ان يكون لها شأن مستقبلا حتى عرف المسؤولون الاميركيون كيف يتعامون مع رغبات مسؤولين من هذا النوع يبحثون عن منصب او موقع سياسي او ممن يريدون تقديم الخدمة للامريكان علهم يحظون بالتفاتة منهم في يوم ما او يكون لديهم شأن عندهم.
ان واحدا من المرارات التي يعيشها العراقيون ويدركون ان الولايات المتحدة لم تنصفهم فيها او استباحت بها كرامتهم بل وأذلتهم هي استنجاد الولايات المتحدة بإستمرار بإيران وتركها لطهران تعبث بالبيت السياسي العراقي على هواها، وأحد أسباب بقاء التقارب الامريكي الايراني ازاء العراق في أوجه هو ترك الولايات المتحدة للغارب الايراني يمتد على هواه، وهي وان تراقبه عن بعد الا انها لاتدرك للاسف كم تسببت بخسارات سياسية لتفسها قبل العراق ، اذ كيف يكون بمقدور امريكا التي كانت تهابها ايران وتحسب لها الحساب واذا بها تتحول الى تابعة ذليلة امام ايران ، لمجرد انها تريد ترتيب اوراقها في العراق بعد الخسارات المريرة لها مع شعب العراق فوجدت الادارة الامريكية ان تسليط ايران على العراقيين كشعب وحكومة هي افضل الخيارات بعد ان يئست من اصلاح الحال مع العراقيين الذين لايشرفهم بناء علاقة تفضي الى انهيار كرامتهم او تذيق شعبهم مر الهوان وتذلهم بهذه الطريقة التي تخلو من انسانية أومن أي احساس بالكرامة، والعراقيون حساسون جدا وان باع بعضهم شرفه وغيرته مع الاميركان ، الا ان الغالبية الكبرى من شعب العراق لايشرفها علاقة من هذا النوع مع امريكا وهم يكنون لها في دواخلهم شعورا متخما بالمرارة ومن الكراهية حد الحقد على ما تسببته لهم الولايات المتحدة من شيوع اجواء الفوضى والقتل والترويع والتهجير والسجون والملاحقات بتحريض الحكومة على اتباع هكذا انماط سيئة من التعامل مع شعبها وممارسة شتى انواع الظلم والاضهاد، ليعود بالعلاقات الأميركية العراقية قهقريا الى الوراء عقودا طويلة من الزمن لن ينسى العراقيون مدى فداحة الظلم الذي تعرضوا له وتخليها عن بناء دولة ديمقراطية فعلا بل وشجعت كل اساليب الحكم الدكتاتوري ولم تنصح القائمين على حكم العراق او تردعهم ليتخلوا عن سياساتهم الغاشمة مع شعب العراق ويتعاملوا معه باحترام ، حتى ان امر اصلاح العلاقة بين الشعب والحاكم أصبحت شبه مستحيلة بعد ان تجرع العراقيون المرارة من الارهاب الاعمى والتعصب الديني والطائفي الذي كانت سياسات الولايات المتحدة واحدا من أسبابه الرئيسة وهي التي شجعت سيادة اجواء الفوضى والفلتان الامني في العراق وشجعت الميليشيات والجماعات المسلحة لتعبث على هواها في العراق، وما يحصل الان في العراق هو بسبب تماهل الولايات المتحدة مع ايران وترك الحبل على الغارب لتنشر الفوضى والدمار والترويع الطائفي والمذهبي وما تدرك امريكا ان تركها الامور على هذه الشاكلة مع ايران سيقودها الى كوارث معها مستقبلا ان بقي التعامل مع حكام طهران على استحياء وبلا عين حمراء تضع حدا لهذا التدخل الفاضح لكبار مسؤوليهم في الِشأن العراقي وكأنما هي التي تقود المسرح السياسي وتتحكم في مساراته وليس الولايات المتحدة، ولن ينسى العراقيون مرارة ملخلفات ترك ايران تلعب في النار العراقية على هواها لتعبث بمقدراتهم ولن يغفر العراقيون لامريكا تلك الاستباحة المريعة لكرامتهم وعدم تصحيح ذلك الشرخ الدامي والمؤلم عندما تركت العراقيين يتجرعون كؤوس المرارة من بقاء ايران تتحكم بمصيرهم العراق على هواها، وهي التي تدير السياسة في العراق وهي التي تشكل الحكومات وترضى عن تولي هذه الشخصة أو تلك أو تعلن رفضها لها، بل حتى تساوم البعض حتى كم يدفع لكي يكون في هذا الموقع الذي يتمناه، وهناك شخصيات عراقية تتولى أمر التنسيق مع إيران بالنيابة عنها.
ان العراقيين ينظرون اليوم بمرارة تحز في أعماقهم اليوم على انهم أصبحوا ضحية احتلالات لاكثر من دولة ، فبالاضافة الى مخلفات الاحتلال الامريكي الذي استمر لاكثر من عشر سنوات ولم يتخلصوا من اثاره حتى الان ، يرافقه احتلال ايراني ربما اكثر مرارة من الاحتلال الامريكي وان كان الاحتلال هو سيءاصلا ولا احد يقبل به ، الا ان العراقيين يشعرون ان ما خلفته ايران من سياسات الاملاءات وفرض الامر الواقع في العراق والتدخل الفاضح في شؤونهم ، وحتى في اسلوب التعامل مع الازمة السورية لايترك مجالا للشك ان التواطؤ الامريكي الايراني احد أسباب تلك الانتكاسات ، فيما اصاب العلاقات الاميركية العراقية من تدهور على مستويات عدة، ولا يقاس التعامل التجاري أو وقوف امريكا المستمر مع الحكومة العراقية ضد ارادة شعبها الا الحاقا بضرر كبير لهذه العلاقة وليس كما ينظر اليها الاميركيون على انها في احسن اوحالها ، بل هي الان في اتعس ايامها حلكة وظلاما وازدراء بكرامة الانسان العراقي ، اذ لم يكن لاميركا اي موقف ايجابي يسهم في وقف نزيف الدم العراقي ، ان لم تكن تشجع الجماعات التي تدعمها هي وإيران لممارسة سياسة ترويع العراقيين والتسبب بمعاناة غاية في البشاعة بسبب السياسات الاميركية غير الاخلاقية وغير المنصفة او التي تتحمل مسؤوليتها كدولة كبرى ويتمنى العراقيون لو ان امريكا تحترم نفسها اولا وتبدو بعض خطواتها فيها شيء من التعامل الانساني علها تقنع العراقيين بامكان اصلاح ذلك الشرخ الدامي في تلك العلاقة التوترة المضطربة التي تقف سياسات امريكا وقادتها وسفاراتها غير المبالية في بغداد ازاء ما يحدث من انهيارات خطيرة في البلد او تسعى لوقف تلك التداعيات الخطيرة على مستقبل شعبه ومستقبل حتى الولايات المتحدة التي فرخت اجيالا من القتلة والارهابيين واذا بهم سيعودون يوما لمحاربتها وخوض معارك معهم ستجر كوارث لاتحمد عقباها على الادارة الاميركية نفسها ان بقي تعاملها على هذه الشاكلة غير المسؤولة.
ان مايظهر من جماعات سياسية علنا في أجهزة الاعلام تعلن وقوفها الى جانب إيران وتعلن بشكل سافر دعم إيران لها ودعم انشطتها وميلشياتها أمر مخجل فعلا ان يصل الأمر الى هذا الحد من بيع الكرامات ومن إستباحة الحد الأدنى من إستقلالية البلد، ولا يدري العراقيون متى تخلصهم الأقدار من هذا الزمن الأغبر الذي تسرح فيه العصابات المسلحة ، وتظهر ( شخصيات ) تدير جماعات مسلحة على العلن ، ومن على شاشات التلفزة دون إستحياء من العراقيين وتظهر تحديها للإدارة الامريكية ، وقدرتها على انها هي التي تتحكم بمقدرات العراق، بل لاتنكر هذه الجماعات انها تشكل ذراع إيران الضارب في العراق والمنطقة.. ولا يدري العراقيون كيف سيكون رد الفعل الاميركي أزاء تدخل وقح من هذا النوع ، على مرأى ومسمع ” الدولة العراقية ” هذا إن كان هناك “دولة ” فعلا في العراق، لأن الدولة يفترض ان توفر لها معالم الاستقلال والسيادة واحترام المواطنة ورفض تدخل الآخرين في شؤون بلدهم.
ان العراقيين ذوي التأريخ العراق وبخاصة شيوخه المخضرمين ووجهائه من ذوي الاصول العربية، وليس شيوخ مابعد الاحتلال الاميركي، والبعض ممن يمتلكون معالم الحكمة في العراق ، يتمنون لو ان الرئيس الامريكي أوباما جاء بنفسه الى العراق والتقى بهم على إنفراد ، وان يستمع لمطالبهم هم وما يودون اقامته من علاقة مع الامريكان وقدم لهم اعتذار الحكومة الاميركية عما أصابهم من ضرر كبير وتدمير لبلدهم ولسلطة مؤسسات دولتهم التي انهارت كلية ولم يعد بمقدورها الوقوف على قدميها ، وان تقديم الاعتذار والتعهد باصلاح الشرخ الكبير في تلك العلاقة بما يعيد حالة التوازن الى المعادلة العراقية ويتعهد بوضع حد للتدخل الايراني والاقليمي في شؤون العراق فانه سيسهم في رسم افاق ايجابية ستعود على الولايات المتحدة بمنافع كبيرة وسيكون للعراقيين اساليب تعامل اكثر حضارية ان احترمت الولايات المتحدة ارادتهم في نوع النظام الذي يفضلون وترغم رجال السياسة في العراق على احترام خيارات شعبهم وان يتم رفض كل اشكال التطرف والارهاب من اية جهة كانت وبناء عراق يقوم نظام حكمه على احترام كرامة الانسان في كل بقاعه وتوزيع ثرواته بصورة عادلة، ونبذ سياسات الطائفية والاحقاد المريضة والتعصب الأعمى ورفض الولاءات لدول الجوار بأي نوع من ألانواع دينية أو مذهبية او طائفية او سياسية ، وان العراقيين بمقدورهم ان يساعدوا امريكا في تثبيت دعائم الاستقرار في المنطقة والعالم ان احترمت الولايات المتحدة مطالب العراقيين واعادت لهم كرامتهم المسلوبة ومؤسسات دولتهم وبناء نظام يقوم على الديمقراطية الحقيقية ودولة المؤسسات ونبذ اية سياسات دكتاتورية تريد العودة بالبلد الى اجواء الترويع والارهاب وان يتم الاستجابة لمطالب شعوب المنطقة ومنها سوريا ومصر وايران بان تحترم خيارات شعوبها ويتم اقامة نظام عالمي ينعم بالأمن والاستقرار عندها تكون هيبة امريكا قد عادت من جديد وتعود على مصالحها في المنطقة والعالم بالخير الوفير، بدلا من اجواء الحروب والاقتتال وسيادة اجواء الفلتان في المحيط الاقليمي، والاسهام في صنع السلام وتتعايش دول المنطقة وشعوبها عندما يتم احترام خيارات هذه الشعوب في تحقيق الكرامة والسلام والامن لنفسها ولامريكا على وجه الخصوص ان هي احترمت ارادات الشعوب وكانت راعية للحرية ومساهمة في استقلال دولها فعلا .. فهل تسمع الادارة الاميركية النصيحة هذه المرة من كبار عقلاء القوم في العراق .. وهل يحقق الرئيس الاميركي اوباما حلم شعوب المنطقة في تحقيق ما تصبو اليه من عالم ينعم بالامن والاستقرار وينبذ الحروب الى غير رجعة..ترى هل تسمع امريكا النصيحة ام ستبقى تركب طيشها وغرورها وتحول دون تحقيق هذا الحلم الانساني المشروع؟؟انها تساؤلات يطرحها شيوخ العراق ووجوهه الخيرون، وبمقدور عقليتهم الراجحة ان تفيد امريكا في ان يسهم رجال العراق الاشاوس الغر الميامين في اعادة الهيبة للعالم كله حتى بضمنه امريكا ويكونوا عونا لاستقرار العالم وبناء منظومة دولية خالية من الحروب والالام ..فهل ترغب الادارة الاميركية للتحاور مع العقل العراقي الراجح لتكسب التاريخ وتعيد صنع السلام من اوسع أبوابه؟؟!! انه حلم العراقيين وكل شعوب المنطقة ، ويبقى حلما مشروعا على كل حال..