ايران عاشت العزلة في عهد الرئيس ترامب وامريكا اليوم تعمل على تأهيلها للعودة الى المنظومة الدولية من خلال صفقة مباحثات فينا الذي تم الاتفاق على تصدير 3.8 مليون برميل من النفط الايراني بالرغم من رفض الرئيس الايراني الجديد ابراهيم رئيسي بحث موضوع الصواريخ الباليستية والتدخلات في شؤون دول المنطقة كأنك يا ابو إيفانكا ما غزيت .. وهناك من يقول ان سياسة بايدن اتجاه ايران ومن وراءه الحزب الديمقراطي نابعة من النكاية بمواقف الرئيس ترامب والحزب الجمهوري استناداً الى مواقف الحزب الديمقراطي المتماهية مع ايران خصوصاً في عهد اوباما الذي اطلق يد ايران لتقوم بالمزيد من التدمير للدول العربية، بينما في حقيقة الامر هناك توزيع ادوار وشد وجذب، مرة اطلاق يد ايران واستخدامها معول تدمير، ومرة يضييق عليها الخناق حينما تتجاوز الدور المرسوم لها وذلك حسب مقتضيات الظروف السياسية والاوضاع الدولية ولا ننسى ان ايران استفزت ترامب في اكثر من مرة منها اسقاط الطائرة المسيرة والقصف المتواصل على القواعد الامريكية دون ان يحرك ساكن لان ايران على علم بان امريكا والغرب بحاجة الى خدماتها لهذا تتنمر وتبتز وتستفز متى ما تشاء لانها تعلم ان المستهدفين هم العرب لانها لم تكن في يوماً ما في حالة عداء مع الغرب منذ قدم التاريخ لهذا استمر التعاون الغربي مع الفرس ضد الاسلام الحقيقي الذي حمله العرب الى أمصار الشرق والغرب ودق أبواب أوروبا في العصر الاموي والعباسي لان امريكا والغرب يدركون ان الخطر يكمن في العلاقة بين العروبة والاسلام لذلك لابد من افراغ الإسلام من جسد الأمة العربية لأن الغرب على علم بمدى التكامل الفكري بين القومية العربية والإسلام، والتقاطع الفكري بين القومية الفارسية والعقيدة الإسلامية لأن إيران القومية لا يهمها من الإسلام في شيء خصوصاً بعدما عجزت عن تسخيره لخدمة القومية الفارسية لأن تعاليم الإسلام الحقيقي تتقاطع مع النهج القومي الفارسي العنصري الشوفيني المعادي للاسلام والمسلمين، وهم من ساعد البرتغاليين في ايقاف الفتوحات الاسلامية في العهد العثماني واعاقة جيش المسلمين من دخول فينا الذي تزامن مع احتلال اسماعيل الصفوي للعراق لفتح جبهة في الشرق لايقاف الزحف الاسلامي نحو اوربا لهذا ران على الغرب هذا التناغم بين أجندتهم وأجندة ملالي طهران التي التقت على مطلب تخريب الاسلام واضعاف العرب مستغلين العداء التاريخي الفارسي الذي كان مبرر لهذا التعاون .. لذلك امريكا اليوم بقيادة الحزب الديمقراطي تعمل على اعادة تأهيل ايران بالرغم من الضربات المهينة التي تلقتها من ملالي طهران إبتداءً من رهائن الدبلوماسيين الامريكان في سبعينات القرن الماضي الى القصف المتكرر لقواعدهم العسكرية في العراق مع ابداء التبريرات الهزيلة والمناشدات المخجلة لان امريكا البرغماتية لا تتعامل مع الاخرين على اساس المبادئ والكرامة وانما المصالح هي المعيار ومصلحة امريكا ومن ورائها الغرب مع ايران من اجل ايقاف أي تقدم للعرب وعرقلة مقومات النهوض لان شواهد التاريخ تؤكد ان الغرب يعتبر اي نهوض للعرب انحسار للغرب لأنهم قرأوا التاريخ جيداً وهم أدرى بمآثر العرب في تغيير اوجه التاريخ وادرى بحقد إيران ودورها التخريبي للاسلام ومعاداتها للعرب لان ايران لا يمكن أن تنسى أبداً أن العرب المسلمين دمروا عرش الأكاسرة وأخضعوا بلاد فارس للحكم العربي الإسلامي على مدى قرون .. لذلك كانوا منذ ذلك الوقت وما برحوا يتحالفون مع أي عنصر يعادي العرب وقد تعاونوا مع اسرائيل في حربها ضد العراق، وايضاً مع امريكا التي يسمونها بالشيطان الاكبر من اجل احتلال العراق واليوم انكشف زيفهم في اللعب على المكشوف في مباحثات فينا التي لا تعدو سوى تمثيلية للضحك على ذقون المغفلين، لان حقيقة الامر توافق ارادات وتخادم سياسي وتوزيع ادوار بين الفرس والغرب الاستعماري لاحتواء العرب وتحجيم دورهم التاريخي والإنساني وكلام الرئيس الايراني الجديد باستبعاد موضوع بحث الصواريخ الباليستية وعدم التدخل في الشأن الداخلي لدول الجوار من المباحثات لم يأتي من فراغ. لذلك كان الاجدر بالعرب منذ البداية عدم الثقة بالولايات المتحدة لانها دائماً تلعب دور المومس في ابتزاز الزبائن.