وكالات – كتابات :
في بوادر جديدة لتصعيد احتجاجي، جنوبي “العراق”، نظمت العشرات من أمهات ضحايا قُتلوا في التظاهرات، اليوم الثلاثاء، وقفة أمام مبنى “مجلس القضاء”، في مدينة “الناصرية”، مركز محافظة “ذي قار”، جنوبي البلاد، طالبن فيها بالكشف عن هوية قتلة أبنائهن.
ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع حراك مماثل، في “كربلاء”، تقوده والدة الناشط المدني، “إيهاب الوزني”، الذي اغتاله مجهولون، في 9 أيار/مايو الماضي، وتتهم أسرته، القيادي في (الحشد الشعبي)، “قاسم مصلح”، بالوقوف وراء قتله وقتل ناشطين آخرين.
بداية تصعيد احتجاجي جديد..
ووفقاً لناشطين في مدينة “الناصرية”، فإنّ العشرات من النساء يُمثلن أمهات قتلى التظاهرات، أحتشدن أمام بوابة مبنى “محكمة الجنايات”، التي تضم ممثلية “مجلس القضاء الأعلى” أيضًا، وسط المدينة، ورفعن يافطات تطالب بالكشف عن قتلة أبنائهن، ووقف مماطلة القضاء والحكومة في تقديمهم للقضاء، كما رفعن صورًا لأبنائهن القتلى، خلال الوقفة التي جذبت نساء ورجالاً آخرين من المدينة للتعبير عن تضامنهم معهن.
وتواجه السلطات الحكومية والقضائية، في “العراق”، اتهامات متصاعدة بالتنصل من وعودها بشأن تقديم المتورطين بقتل المتظاهرين؛ وجرائم اغتيال الناشطين المدنيين جنوبي البلاد للمحاكمة.
وقال الناشط، “أحمد عباس اللامي”، لوسائل إعلام؛ إنّ: “الوقفة التي نظمتها النساء، اليوم، من أمهات وأيضًا أخوات الضحايا بداية تصعيد احتجاجي جديد”.
وأضاف “اللامي”؛ أنّ: “الحكومة ومجلس القضاء؛ لم يعودوا متهمين بالتقاعس أو المماطلة في الكشف عن قتلة الضحايا، بل باتوا متورطين في التستُر عليهم”، موضحًا أنّ: “هناك خيارات كثيرة للضغط على الحكومة والقضاء، أولها عودة التظاهرات وآخرها الإعلان عن مقاطعة الانتخابات، (مقررة في 10 تشرين أول/أكتوبر المقبل)، والدعوة الشعبية لذلك في مدن جنوب ووسط العراق”، حسب قوله.
ولم تتخذ قوات الأمن أي إجراءات لمضايقة الوقفة الاحتجاجية بـ”الناصرية”، على العكس تمامًا من الوضع في “كربلاء”، إذ أقدمت قوة من الشرطة بقيادة ضابط برتبة عميد على هدم خيمة أم الناشط، “إيهاب الوزني”، في الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الثلاثاء، وفرضت إجراءات مشددة تجاه وجودها في محيط مبنى “مجلس القضاء” و”المحكمة الجنائية” بالمدينة.
كفاح “أم” الوزني يحرك الأحداث..
ومنذ الأحد الماضي، تقيم أسرة الناشط ورئيس تنسيقيات تظاهرات كربلاء، “إيهاب الوزني”، الذي قُتل خلال الشهر الماضي، مظاهر احتجاج أمام مبنى القضاء وتطالب بالكشف عن قتلة “الوزني”، كما ترفض إقامة مجلس عزاء له قبل معرفة المتورطين باغتياله.
وذكر ناشطون عراقيون في “كربلاء” أنّ قوة أمنية، يرأسها ضابط برتبة عميد، أقدمت، الثلاثاء، على إزالة خيمة والدة الناشط، “إيهاب الوزني”، حيث تعتصم أمام مبنى القضاء.
وأظهرت مقاطع مصورة جدالاً حادًا بين والدة الناشط المغدور وضباط الأمن، تتهمهم فيه بالجبن والنفاق وتطالب بالكشف عن الذين يقتلون المتظاهرين والناشطين.
وفي هذا الإطار، قال عضو (التيار المدني)، “أحمد حقي”؛ إن ما تشهده مدن جنوب ووسط “العراق”: “قد يكون مقدمة لعودة احتجاجات كبيرة في هذه المناطق ضد الحكومة والعملية السياسية”.
وأضاف “حقي”، الذي غادر إلى “أربيل” بعد تهديدات تلقاها في مدينة “الناصرية”، قبل عدة أشهر، أنّ: “الشارع يلمس حالة تخادم بين الحكومة والقضاء والأحزاب السياسية في التكتم عن هوية قتلة المتظاهرين والميليشيات المتورطة في اغتيال الناشطين، كما بات يُدرك أن ثمة تفاهمًا للإلتفاف على مطالب الشارع العراقي”.
وحذر “حقي” من أنّ ذلك: “قد يؤدي إلى انفجار شعبي أو قد يذهب الناس لمقاطعة الانتخابات، بما فيها القوى المدنية الجديدة التي أنبثقت عن تظاهرات تشرين 2019″، حسب قوله.