قبل عامين , في مدينة الهموم ، بيتي الحزين ، يأوي حطام الحرية ، كؤوس التجاعيد , تنتظر خمر دموعي ، منذ الفراق وأنا مدمن . في كهف الرماد الشمس نائمة ، لا تشرق من خلف اسوار الظلام ، عليل والدواء دائي ، حكايات مناسك الصبر ، تذوب فيها أيام الخوف ، أجنحة الغرام تهاجم مخالب الهجر ، في معركة أقاتل فيها نفسي ، أرى جمال الحبيب في السماء نجوم ضاحكة , ترشد السفن عند الضياع ، والبحار نقطة ولدت تحت الباء بين الحاء والكاف ، خط اللقاء تكسرت جسوره ، ومن حافة الجبل تدحرجت أمنية أغلقت طريق الرجوع ، في عالم الانتظار, رائحة الفراق خطيئة على جدرانها تاريخ مبعثر , لا يقرأه إلا الرجال . البعد سرق العمر في أكياس النسيان ، وسراديب ذكرياتي وردة , أحتل رحيقها أشباح , منذ عامين لا تعرف النوم . جريدة العشق كل يوم تصدر عني ، تحملها أعاصير الرحيل نحو أرض جائعة , محرابها يبكي ألوان ترسم ملحمة الفراق .