الحج الى “البيت الابيض” الاميركي بات “فريضة” سياسية لمن “استطاع اليه سبيلا” من زعماء الخط الاول عندنا وفي مقدمتهم رئيسا الوزراء نوري المالكي والبرلمان اسامة النجيفي. ولان هؤلاء الزعماء والحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه اسلاميين لـ “العظم” اذا شئتم , ولـ “الكشر” اذا ما شئتم فان حجهم مبرور وسعيهم بالتاكيد مشكور. الاستاذ حسن العلوي النائب والمفكر اعترض على صيغة الدعوة المباركة التي وجهها نائب الرئيس الاميركي جو بايدن للزعماء السياسيين عبر الهاتف من واشنطن. العلوي يرى ان الدعوة يجب ان تتم من خلال القنوات الدبلوماسية لا بالهواتف النقالة. مع ذلك فقد تم الاحتفاء بهذه الدعوة من خلال بيانات ومؤتمرات صحفية تبشر الامة بالفرج الاتي على يد بايدن “ابو التقسيم”. الحج السياسي الى البيت الابيض لايحتمل التاجيل. الدعوات ستتم تلبيتها كلها مطلع الشهر القادم لان من شروطها “الفقهية” عدم التاجيل حتى لو كان احدهم “مريضا او على سفر”.
ومثلما اعترض العلوي على صيغة الدعوة لانها تثلم سيادة الدولة , فان النائبة عن ائتلاف العراقية ميسون الدملوجي نفت ان يكون وجود الدكتور اياد علاوي الان في الولايات المتحدة الاميركية يتعلق بدعوة مماثلة من الادارة الاميركية. لم يعد “البيت الابيض” ينفع في “اليوم الاسود” بالنسبة لسياسيين من طراز الدكتور علاوي او الدكتور احمد الجلبي. كلا الرجلين غسلا ايديهما من صديقتهما القديمة اميركا بعد ان اختارت اصدقاء جددا “يرهمون” للوضع الراهن. الدملوجي قطعت مثل جهيزة في بيان لها قول كل خطيب في امر زيارة علاوي الى واشنطن قائلة انه “توجه الى الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء عملية جراحية في الركبة”. اما حادث الركبة بالنسبة لعلاوي لا يتعلق بحوادث الركب والمفاصل والبواسير والاسنان التي عولج بها وبعشرات ملايين الدنانير عشرات من نواب الكتل شيعة وسنة. بل هي تعود الى ما كان قد تعرض له قبل اكثر من ثلاثين عاما ايام المعارضة من محاولة اغتيال نفذها ضده النظام السابق نجا منها باعجوبة.
علاوي والجلبي يتشابهان في امور كثيرة. كانا من بين ابرز زعماء المعارضة ضد صدام حسين ايام كانت وسائل الاعلام لاتذكر من المعارضين سوى محمد باقر الحكيم وجلال الطالباني ومسعود البارزاني واياد علاوي واحمد الجلبي والشريف علي بن الحسين الذي لانعرف اين حل به الدهر بعد ان كان احد مرشحي عرش العراق في حال اعيد الزمن الى الوراء. والعلوي هو الاخر كان معروفا زمن المعارضة ايام كان امتلاك نسخة مستنسخة من كتاب “دولة المنظمة السورية” تهمة قد تقود صاحبها الى حبل المشنقة.
اذن لا علاوي ولا الجلبي مشمولان بدعوات بادين الى البيت الابيض لمواجهة خطر اليوم الاسود الذي يتحزم له الجماعة اليوم بحزام اسد .. لكن مو بشار طبعا. الجلبي يخوض مع المالكي معركة فيسبوكية وعلاوي خسر معركة الحكومة معه محملا اميركا وايران كامل المسؤولية. اما بايدن فقد اعد العدة للقاء المالكي والنجيفي من اجل ان يبحث معهما مستقبل العراق وازمة .. “داعش والغبراء”.