عندما تدخل المرشد الاعلى للنظام الايراني في إنتخابات عام 2009، لصالح أحمدي نجاد وفرض الاخير فإن ذلك قد أدى الى إنتفاضة بوجه النظام حتى کادت أن تطيح به، ويبدو أن خامنئي وبعد ذلك الدرس البليغ صار يحذر التدخل بهذه الصورة ويفضل التأثير من بعيد حفاظا على نفسه أولا وعلى النظام ثانيا، لکن الظروف والاوضاع التي آل إليها النظام في هذه السنة تعديد وإرتفاع حجم التهديدات والمخاطر التي تحدق به، أجبرت خامنئي مرة أخرى أن يخرج من مهجعه ويتدخل مرة أخرى وبصورة مباشرة من خلال مجلس صيانة الدستور ومن خلال جهاز الحرس الثوري التابع له کما هو مع مجلس صيانة الدستور ويقوم بالتمهيد من أجل أن يحوز قاضي الموت ابراهيم رئيسي على منصب الرئيس کما کان قد تم التخطيط والاعداد له مسبقا وحتى توقعه العالم قبل فرز النتائج، ذلك إن الانتخابات في ظل هذا النظام جرت وتجري دائما وفق مايريد النظام وتستوجب مصلحته.
لماذا تدخل خامنئي في هکذا ظرف ووضع حساس وقام بدعم ومساندة رجل مکروه ومرفوض من جانب الشعب الايراني ومطلوب على المستوى الدولي لکونه کان أحد أعضاء لجنة الموت التي عملت على تنفيذ أحکام القتل والاعدامات بحق أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق؟ وکيف بادر الى دعم هکذا ورقة محروقة بالاساس؟ إن الاجابة تکمن في کون إن خامنئي قد أدرك وبصورة واضحة بأن النظام قد وصل الى مرحلة بالغة الخطورة وحساسة جدا وهو بأمس الحاجة الى من لايجد أمامه أي مجال للهروب والتنصل أو حتى التبرٶ من جرائم ومجازر النظام إذ أن هذه المرحلة هي مرحلة”أکون أو لاأکون” ويجب المواجهة حتى الرمق الاخير، وإن خامنئي عندما يعلم بأن شخص کرئيسي معروف بقسوته ودمويته المفرطة بحق السجناء السياسيين بشکل خاص وبحق الشعب الايراني بشکل عام وإنه قد تجاوز خط الرجعة بفراسخ ومن المستحيل أن يعفو عنه الشعب الايراني بشکل خاص والقانون الدولي بشکل عام، فإن خامنئي يعلم بأن رئيسي رغما عنه سيستمر في المواجهة والصراع ضد الشعب وضد المعارضة الرئيسية في الساحة أي المجلس الوطني للمقاومة الايرانية.
تدخل خامنئي لصالح رئيسي لايمکن أبدا إعتباره کدليل تحد وبمثابة شعور بالقوة من جانب النظام بل إنه على العکس من ذك تماما ولاسيما وإن کل المٶشرات ليس على صعيدي الرفض الشعبي والعزلة الدولية للنظام فقط بل وحتى على صعيد النظام نفسه الذي يعيش حالة صراع وإنقسام وتشتت غير مسبوقة بل وحتى يمکن القول بأن النظام الايراني حاليا في أضعف حالاته ومن هنا، فإن تدخل خامنئي لصالح رئيسي أشبه بالهارب من الرمضاء الى النار أو في أحسن الاحوال المتشبث بقشة کي ينجو من الغرق!