انتخابات إيران 2021 .. هل يتفوق الإقبال على الاقتراع في “العراق” عنه في “إيران” ؟

انتخابات إيران 2021 .. هل يتفوق الإقبال على الاقتراع في “العراق” عنه في “إيران” ؟

وكالات – كتابات :  

أكد السفير الإيراني لدى العراق، “إيرج مسجدي”، اليوم الجمعة، إن العراقيين: “عبروا عن رغبتهم” بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي إنطلقت صباح اليوم.

وقال “مسجدي”، في تصريح صحافي، إن: “المواطنين الإيرانيين، المقيمين في العراق، شاركوا بشكل ملفت في الانتخابات الجارية، وأعتقد أن هذه ستكون انتخابات ناجحة”.

وأضاف، أن: “الشعب العراقي والإيراني نسيج واحد متداخل ومتلاحم، لدينا ديانة ومذهب مشترك وحدود طويلة، وبيننا علاقات حميمية وصداقة”.

وتابع: “أن الكثيرين من العراقيين يقولون يا حبذا لو كنا نحن أيضًا نتمكن من المشاركة في هذه الانتخابات الإيرانية، بالرغم من كونهم غير إيرانيين ولا يمكن لهم المشاركة، لكنهم يريدون دعم الجمهورية الإيرانية وينظرون لإيران كأنها ملكًا لهم، ويحب قائد الثورة، (علي خامنئي)”.

وأردف أن: “أميركا لن تقدر على بث الفرقة بين إيران والعراق، ومهما عملت لأجل التفرقة، فإن عملها يذهب هباءً”.

إقبال كبير للمشاركة في الانتخابات من “بغداد”..

إنطلقت عملية الاقتراع، عند الساعة 8 صباحًا في السفارة والقنصليات الإيرانية الـ 6، في “العراق”؛ وهي: “كربلاء المقدسة والنجف الأشرف والبصرة والسليمانية وأربيل”.

وأفادت وكالة (مهر) للأنباء، أن السفارة الإيرانية، بـ”بغداد”، شهدت إقبالاً كبيرًا للمشاركة في الانتخابات، مضيفًة أن “العراق” يعيش ظروف خاصة، بسبب جائحة (كورونا) وإغلاق المنافذ الحدودية للأشخاص العاديين، حيث أن المشاركة اقتصرت على العوائل الإيرانية المقيمة في “العراق” والنساء الإيرانيات المتزوجات من العراقيين.

وتابعت أن هناك إقبال كثيف على صناديق الاقتراع، في “العراق”، والعملية الانتخابية في السفارة والقنصليات، موضحة أن العملية الانتخابية في “العراق” ستستمر حتى الساعة 6 بتوقيت “بغداد”.

وأضافت أن هناك ستة صناديق متمركزة في السفارة والقنصيلات، وأيضًا هناك صناديق جوالة في باقي مدن ومحافظات “العراق”؛ من بينها: “كركوك والناصرية”، لاستقبال الناخبين الإيرانيين المقيمين في “العراق”.

كما أن في ختام عملية التصويت للناخبين الإيرانيين وإغلاق صناديق الاقتراع، في “العراق”، سيتم عد الأصوات وإعلان النتائج، عصر اليوم، للعاصمة “طهران”.

تلبية “واجب” الاقتراع..

وقد أدلى المرشد الأعلى الإيراني، “علي خامنئي”، بصوته، في الساعة السابعة وثلاث دقائق، في حسينية الإمام الخميني، وسط “طهران”، مطلقًا بذلك عملية الاقتراع للانتخابات الرئاسية في “إيران”.

وكرّر “خامنئي” دعوته مواطنيه إلى المشاركة بكثافة في عملية الاقتراع، والقيام بهذا: “الواجب”، في أسرع وقت ممكن، مشدّدًا على أن المشاركة الواسعة ستسمح: “للبلاد والنظام (السياسي)، للجمهورية، بتحقيق مكاسب إضافية على الساحة الدولية”.

وكانت الانتخابات التشريعية، في شباط/فبراير 2020، قد شهدت نسبة إمتناع قياسية بلغت: 57 بالمئة، وأتى ذلك بعد استبعاد “مجلس صيانة الدستور”، آلاف المرشحين، معظمهم معتدلون وإصلاحيون.

وكانت قد بدأت، صباح الجمعة، في “إيران”؛ عملية الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وسط أفضلية صريحة للمحافظ المتشدّد، “إبراهيم رئيسي”، في موعد انتخابي يتوقع أن يشهد نسبة مشاركة متدنية نسبيًا.

دون حماس جماهيري يُذكر..

وشهدت “إيران”، في الأسابيع الماضية، حملة دون حماسة تُذكر لموعد انتخابي يأتي في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية، سببها الأساس “العقوبات الأميركية”، وزادتها حدّة جائحة فيروس (كورونا).

ودعي أكثر من 59 مليون إيراني، ممن أتموا الثامنة عشرة من العمر، إلى مراكز الاقتراع التي ستفتح حتى منتصف الليل. وأعلنت السلطات أنه بسبب الإجراءات الوقائية الصحية ولتفادي الإكتظاظ، قد تمدّد فترة التصويت حتى الثانية فجرًا.

من جهته، قال رئيس الهيئة الانتخابية الإيرانية، إنه سيتم إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، قبل ظهر يوم السبت، في حال عدم إعادة فرز للأصوات، وأعلن أن عدد الناخبين بلغ نحو: تسعة وخمسين مليون ناخب، وأن هناك نحو: سبعة وستين ألف مركز اقتراع في المدن؛ وأكثر من: خمسة وسبعين ألف صندوق موزعة في مختلف القرى، وقد يتم استخدام المروحيات لإيصال الصناديق إلى المناطق والقرى الصعبة الوصول.

السباق الإيراني..

ويتنافس حجّة الإسلام “رئيسي”، (60 عامًا)، الذي يتولى رئاسة السلطة القضائية، منذ 2019، مع ثلاثة مرشحين آخرين، ويُعدّ الأوفر حظًا للفوز بولاية من أربعة أعوام خلفًا للمعتدل، “حسن روحاني”، الذي يحول الدستور دون ترشّحه لهذه الدورة بعد ولايتين متتاليتين.

وكما كان متوقعًا؛ فقد انسحب المرشحان الأصوليان: “سعيد جليلي” و”علي رضا زاكاني”، رسميًا، من المعترك الانتخابي لمصلحة مرشحهم الأكثر حظًا للفوز في الانتخابات، “إبراهيم رئيسي”، للحد من تشتت أصوات ناخبيهم.

على مشارف الحكم..

وسيعزز فوز “رئيسي” – بحال تحققه – إمساك التيار المحافظ بمفاصل هيئات الحكم في “إيران”، بعد فوزه العريض في انتخابات “مجلس الشورى الإسلامي”، (البرلمان)، العام الماضي.

في المقابل انسحب المرشح الإصلاحي، “محسن مهر علي زادة”، في وقت سابق من خوض غمار الانتخابات، وأشارت تقارير إلى أن انسحابه سيصب في صالح المرشح المعتدل القريب من الإصلاحيين، “عبدالناصر همتي”، بعد إعلان شخصيات إصلاحية بارزة دعمها له.

لكنّ استطلاعات رأي معدودة، أجريت في “إيران”، ووسائل إعلام محلية، توقعت أن تكون نسبة المشاركة بحدود: 40 بالمئة.

ويواجه “رئيسي”، رجل الدين، الذي يُعد مقرّبًا من “خامنئي”، المحافظَين المتشددين، “محسن رضائي”، القائد السابق لـ (الحرس الثوري)، والنائب “أمير حسين قاضي زاده هاشمي”.

ومنح المجلس الأهلية لسبعة أشخاص لخوض انتخابات الرئاسة، من أصل نحو: 600 مرشح. وضمت القائمة خمسة محافظين متشددين وإثنين من الإصلاحيين. لكنّ السباق سيقتصر على أربعة متنافسين بعدما أعلن ثلاثة انسحابهم، الأربعاء.

مرشحو الانتخابات الإيرانية..

أما المرشح الوحيد من خارج (التيار المحافظ)، فهو الإصلاحي، “عبدالناصر همتي”، حاكم “المصرف المركزي”، منذ 2018، حتى ترشحه، علمًا بأنه لم يحظ بدعم التشكيلات الأساسية لدى الإصلاحيين.

ويُعدّ “رئيسي” الأقوى بين هؤلاء، إذ حصد (38) بالمئة من الأصوات، في الانتخابات الرئاسية 2017، وكان له حضوره في مناصب عدّة على مدى العقود الماضية، خصوصًا في السلطة القضائية، أحد أبرز أركان الحكم في النظام السياسي لـ”الجمهورية الإسلامية”، كما تطرح وسائل إعلام إيرانية اسمه كخلف محتمل للمرشد.

وتتزامن الانتخابات مع مباحثات تجرى في “فيينا”، بين “إيران” وأطراف “الاتفاق النووي”، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، سعيًا لإحيائه. وأبدى المرشحون تأييدهم لأولوية رفع العقوبات وإلتزامهم بـ”الاتفاق النووي”، إذا تحقّق ذلك.

وستطوي الانتخابات، عهد “روحاني”، الذي بدأ في 2013؛ وتخلّله انفتاح نسبي على الغرب توّج بإبرام اتفاق عام 2015، بين “طهران” والقوى الكبرى، بشأن برنامج “إيران النووي”، بعد أعوام من التوتر.

وأتاح الاتفاق رفع عقوبات عن “طهران”، في مقابل الحدّ من أنشطتها النووية، لكنّ مفاعيله انتهت تقريبًا مذ قرّر الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، سحب بلاده أحاديًا منه وإعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على “إيران”.

مشاكل وأزمات سيتسلمها القادم للحكم..

وشهدت مدن عدة احتجاجات على خلفية اقتصادية، في شتاء 2017 – 2018؛ وتشرين ثان/نوفمبر 2019، اعتمدت السلطات الشدّة في قمعها.

وسيكون الوضع المعيشي أولوية للرئيس المقبل، وهو ما أكّده “خامنئي”؛ بدعوته المرشحين للتركيز على الهم الاقتصادي.

ويرسم “رئيسي”، لنفسه، صورة المدافع عن الطبقات المهمّشة، وقد رفع في حملته شعار مواجهة: “الفقر والفساد”.

لكنّ معارضين في الخارج ومنظمات حقوقية يربطون اسمه بإعدامات طالت سجناء ماركسيين ويساريين، عام 1988، حين كان يشغل منصب معاون المدعي العام للمحكمة الثورية في “طهران”. ونفى “رئيسي”، سابقًا، أيّ دور له في ذلك.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة